«صوفيا» ديوان ناجي بيضون

«أربعون أغنية لحفيدتي» (دار الفارابي)، عنوان ديوان ناجي بيضون الذي أهداه إلى صوفيا، حفيدته ذات السنوات الثلاث. وفيه يطرح الشاعر علاقة الجدّ السبعيني بالحفيدة الصغيرة التي صارت صديقته المقربة وملهمته الأجمل. كان بيضون يكتب القصائد لصوفيا كأنها أغنيات، ولم يخطر في باله أن ينشرها إلاّ بعدما نصحه صديق له بضرورة نشرها كي تكون شهادة شعرية على أنبل العلاقات وأجملها، بين جدّ وحفيدة.
وبمصادفة غريبة، اكتشف بيضون أنّ هذا الديوان يمكن أن يكون تعويضاً عن قصيدة لم يكتبها لابنه نديم، والد صوفيا، الذي كان يطالبه صغيراً بأن يكتب له قصيدة باسمه كما فعل مع شقيقه الأكبر كريم.
وهذا ما يوضحه الشاعر في توطئة يكتبها كمقدمة بعنوان «قصة هذا الكتاب». ومن يقرأ الديوان، يجد أنّ الشاعر أصاب حين سمّى قصائده «أغنيات»، لكونها تتميّز بإيقاع موسيقي يقرب من الأغنيات التي حفظناها صغاراً. «كتبوا دالاً/ كتبوا راءً/ كتبوا جيماً/ قرأوا دَرَجَ/ كتبوا عيناً/ كتبوا راءً/ كتبوا جيماً/ قرأوا عَرَجَ…».
توثّق القصائد تفاصيل علاقة الجدّ بحفيدته في كلّ تجلياتها، فلا يكاد ينسى لحظة واحدة إلا ويدونها، كمثل كلمتها الأولى، مشيتها الأولى، مرضها، ضحكها، يوم ارتدت فستان العيد ويوم سبحت معه بعوّاماتها الصغيرة ويوم عدّت على أصابعها أرقاماً… الطفلة هنا تغدو محركا للشاعر وقصائده، وشغفه بها يدعوه الى الحلم بعالم يحكمه الأطفال، فيقول: «لو حصروا/ حق التصويت/ بهذا العالم/ بالأطفال/ لاختار الأطفال/ الحكّام/ من الأطفال/ وصار العالم/ ممكلة/ تشبه أحلام/ الأطفال»…
من قصائد الديوان: «دعوة للرقص مع حفيدتي صوفيا»، «أولى الخطى»، «أول الكلام»، «دعوة للسباحة»، «درج… عرج»، «في بستان الجدّ»، «مملكة الأطفال»، «لمّا مرضت»، «شيكا بيكا»، «حذاء الرقص»، «كبرت صوفي»…
من قصيدة «درس العدّ»: «بدأت صوفي درس العدّ/ حضنت كفّ الجدّ اليد/ يحكي الجدّ… وصوفي تسمع/ يذكر رقماً/ تطوي إصبع/ أخذت تحسب عمر الجدّ/ رسمت رقماً/ رسمت صفراً/ رسمت صوفي عمر الجدّ/ كانت تلعب/ صارت تكتب/ كانت تلهو/ صارت تحسب/ صارت تطرح… صارت تجمع/ كانت أبطأ/ صارت أسرع/ حملت قلماً/ فتحت دفتر/ كتبت رقماً/ صارت أشطر/ حسبت عمراً/ صارت أكبر»…
ناجي بيضون محامٍ وشاعر لبناني، له: «كاريكاتور بالكلمات»، «انتحار عنتر» (أقاصيص وكتابات ساخرة)، «ديوك العولمة»، «قصائد ساخرة»…

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى