مهرجان قرطاج الدولي يحتفي بنصف قرن من الفن التونسي
صابر بن عامر
تتنوع برمجة الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي (المهرجان الصيفي) الذي تنطلق فعالياته الخميس، بين الموسيقى بجميع ألوانها وأنماطها من الوتري مرورا بالفن الشعبي والراب والراي وصولا إلى الجاز والروك، علاوة على المسرح بتعبيراته المختلفة.
وتتوزع عروض المهرجان هذا العام على ثلاثة فضاءات مختلفة يحتضن غالبيتها، وعددها 27 سهرة، المسرح الروماني بقرطاج و12 عرضا في متحف قرطاج وآخر في أكربليوم قرطاج، إضافة إلى “صدى قرطاج”، وهي الأنشطة الموازية التي ستنتظم في فضاءي “لاغورا” بالمرسى و”سينيفوغ” بالكرم.
ويفتتح المهرجان الخميس أولى سهراته الموسيقية بالعرض التونسي “فن تونس″ في رؤية موسيقية لشادي القرفي وإخراج مسرحي لحاتم دربال، والعرض يطرح ستين سنة من الموسيقى التونسية. ويتناول العمل خصوصيات المسارات الموسيقية والتلحينية التونسية على مدى ستة عقود وتقاطعها مع الأدب والصور الشعرية المختلفة، وبعض الفنون الحية الأخرى مثل الرقص والمسرح.
ويقول مخرج العرض الموسيقي الفرجوي حاتم دربال “فن تونس ليس استعراضا لمجموعة من الأغنيات ولا يهدف إلى استحضار بعض العلامات المضيئة في الأغنية التونسية، بقدر ما يروم التوثيق لمنجز رواد مثل محمد التريكي والشاذلي أنور ورضا القلعي وعلي شلغم ومحمد رضا والصادق ثريا وصالح المهدي وقدور الصرارفي وغيرهم، وصولا إلى جيل الثمانينات من القرن الماضي، فن تونس استعراض لمسار كامل دون تجزئة أو انتقاء”.
وعلى مدار ساعتين من الزمن يقترح الموسيقي شادي القرفي على عشاق النغم التونسي كل صنوف الموسيقى بما في ذلك الموسيقى النحاسية من خلال مقطع “سير الوطن” للشاذلي مفتاح، ويقول القرفي في هذا الخصوص “المقطوعة تحية للموسيقى النحاسية وروادها الذين ظلوا من جنود الظل، فأول وثيقة تاريخية وصفت فرقة الجيش العسكري كانت سنة 1604، وهي لدبلوماسي فرنسي اسمه دوبراف، كما جاء في كتاب “حفريات في ذاكرة الموسيقى العسكرية’ للباحث التونسي أنيس المؤدب”.
ويشارك في عرض “فن تونس” إلى جانب عناصر الأركسترا والكورال الفيلهارموني لتونس، كل من نور الدين الباجي ومحمد الجبالي وعدنان الشواشي وقاسم كافي ورشيد الماجري وسلاف وأسماء بن أحمد ومنجية الصفاقسي ونور قمر.
ومن بين العروض التونسية المقترحة في الدورة الحالية، العرض الصوفي “المدحة: حضرة رجال القيروان وسوسة”، والعرض الفني الراقص “أوبيرات المدينة” لنافع العلاني وأمال علوان، وعرض راب تونسي مشترك بعنوان “حلبة قرطاج” لكل من بلطي وأكرم ماغ وكلاي بيبي جي، كما تعود المطربة التونسية صوفية صادق إلى المسرح الأثري بقرطاج بعد طول غياب.
وتحضر الموسيقى الشرقية أيضا في الدورة الثالثة والخمسين من خلال كل من راغب علامة وشيرين عبدالوهاب ونانسي عجرم وناصيف زيتون، ويحضر الراي الجزائري عبر سهرة قادير جابوني.
ومن العروض العالمية يحضر من فرنسا كل من مغنيي الراب بلاك أم وبوبا في عرض منفرد لكليهما، كما يعود مغني الروك الإيطالي زوكيرو إلى مسرح قرطاج بعد طول غياب، ليختتم المهرجان في 19 أغسطس بالعرض الهندي “بهاراتي 2 في قصر الأوهام”.
ورغم هذا التنوع في البرمجة، يرى ملاحظون أن دورة هذا العام لم تكن وفية لسمعة المهرجان الأعرق بأفريقيا والوطن العربي، نظرا لغياب النجوم العالميين اللامعين وتكرار الأسماء العربية نفسها، وهو الأمر الذي برره مدير الدورة، مختار الرصاع، بانخفاض قيمة الدينار التونسي مقارنة بالدولار واليورو، مما جعل إدارة المهرجان تنتصر للإنتاج التونسي بنسبة 50 بالمئة من مجمل العروض العربية والدولية التي تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة إزاء وضع اقتصادي هش.
(العرب)