‘الجديد’: ماذا نكتب للأطفال .. كيف نكتب المستقبل
تفتتح مجلة “الجديد” اللندنية – في عدد يوليو/تموز 2017 نقاشا صريحاً حول أدب الأطفال العرب يشارك فيه باحثون متخصصون ومبدعون يكتبون للأطفال، وأصحاب رأي من المثقفين الذين يتابعون ظاهرة الكتابة للأطفال.
وتتساءل المجلة في عددها الجديد عن ما يكتب للأطفال، وما لا يكتب. وما يُنتج من ثقافة وما تحمله إليهم المطبعة العربية من أعمال تنشر وتتوجه إليهم تحت عنوان “أدب الأطفال” أو “ثقافة الطفل”.
يشارك في هذا النقاش باحثون متخصصون ومبدعون يكتبون للأطفال، وأصحاب رأي من المثقفين الذين يتابعون ظاهرة الكتابة للأطفال.
المساهمات المنشورة بالمجلة جاءت من أقلام عربية من مصر، العراق، سوريا، اليمن، فلسطين، السودان، عمان، تونس وغيرها. وهي بمثابة قراءات ومراجعات تتضمن نقداً فكريا وتقييما للتجربة العربية في صناعة ثقافة الطفل.
في هذا الملف يكتب عبدالرحمن بسيسو تحت عنوان “ماذا نكتب للأطفال .. كيف نكتب لهم”، وعن كاتب الأطفال الذي يسير على حد السيف تكتب هويدا صالح، أما وارد بدر السالم فيكتب عن “الطفولة العربية في مصحات المستقبل”، ويرى مفيد نجم أن أدب الطفل يأتي في هامش الكتابة، ويكتب محمد آيت ميهوب تحت عنوان “أن نُحلِم الطفل بكل شيء”، وتقول جوخة الحارثي “أحكِ لصغارك حكاية شعبية”، بينما تتناول إيمان سند “قصص الأطفال العربية النشأة والتطور” إلى جانب كتابات لكل من: عماد البليك، أسماء عواد، لطيفة الدليمي، عفت بركات، يسري عبدالغني عبدالله، محمد محمد مستجاب، زهور عبدالله، فضلا عن حوار أجرته المجلة مع رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني.
وينهي د. هيثم الزبيدي صفحات العدد بمقال عن “أدب الشغف من الشاطر حسن إلى حياتنا الجنسية في 18 عاما” فيقول: “من دون فهم الشريط الزمني الذي يمر به الطفل والصبي والمراهق قبل أن يصبح شابا يستطيع أن يستطلع العالم الروائي المكتوب للكبار، سيصبح من الصعب الحديث عن أدب للأطفال وستمتلئ مطبوعاتنا، كما الكثير منها الآن، بكتب الوعظ الاجتماعي والديني الصادمة لعقول غضة تقحم إقحاما في قضايا كبرى، وهي ما تزال في مقتبل فهمها لما يدور من حولها”.
وقد أكدت “الجديد” أنها ستبقي هذا الملف مفتوحا في أعدادها المقبلة لنشر المزيد من المساهمات النقدية في الموضوع.
وقالت: لا نخفي أننا نتطلع إلى أن تتطرق الكتابات المنتظرة إلى جوانب أخرى تضيف أكثر من بعد وأكثر من سؤال يتصل بالكتابة للأطفال وقضاياها الكثيرة من لغة الكتابة وموضوعاتها إلى الصياغات والأفكار والتطلعات التي تحملها إلى الأطفال. وهو ما يترجم خطة المجلة في نقد أحوال الثقافة العربية والكشف عن التطورات الحاصلة في الأدب والفكر.
وإلى جانب ما يحفل به العدد من مقالات وإبداعات شعرية وقصصية وحوارات أدبية وعروض ومراجعات نقدية للإصدارات الأدبية والفكرية الجديدة عربية وأجنبية.
في العدد ملف نقدي حول ما نشر في العدد الماضي تحت عنوان “موت الحقيقة –ما بعد اليسار واليمين والشرق والغرب والديمقراطية” شارك فيه عدد من الكتاب وحمل عنوان “موت الحقيقة أم موت الخرافة”. وهي مقالات بعضها يعلّق على الأفكار من باب الاختلاف في الرأي وبعضها الآخر من باب الاتفاق معه والرغبة في توسيع أفق النقاش حول القضايا المطروحة.
وكان ملف “موت الحقيقة” أثار بعض النقاش والجدل على صفحات التواصل الاجتماعي وهو ما يبشّر بنقاش أوسع يطال الأيديولوجيات وظلالها والأفكار والخرافات الفكرية التي حكمت قرنا وأكثر من الصراع الفكري والسياسي في ثقافات العالم وحكماً الثقافة العربية.
و”الجديد” تعتبر أن هذا الملف يجب أن يبقى مفتوحا من أجل تطوير نقاش عربي يقرأ ويحلل بحرية وسعة أفق الظواهر المختلفة المتصلة بصعود وسقوط الأيديولوجيات بما في ذلك تلك الأفكار التي أنتجتها وستنتجها هذه العملية النقدية المفتوحة.
يشار إلى أن العدد احتوى على حوار هو للأسف الأخير مع رائد الترجمة الأدبية من العربية إلى الإنكليزية دنيس جونسون ديفز الذي رحل مؤخرا في مصر التي اختارها وطناً ثانياً. وكان ديفز أول من ترجم قصصا وروايات لنجيب محفوظ وعشرات الأدباء العرب منذ أربعينيات القرن الماضي.
(ميدل ايست أونلاين)