مهرجان الفيلم العربي بوهران يحقق رهاناته السينمائية

محمد يوسف

ختتمت في مدينة وهران فعاليات الدورة العشرين لـ”المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران” بعد ضغوطات وصعوبات اقتصادية وتخفيض كبير في الميزانية المخصصة للمهرجان الجزائري.

التظاهرة التي انطلقت يوم الخامس والعشرين من الشهر الماضي اشتملت قائمة الأفلام المشاركة في أيامها على 40 فيلمًا عربيّا، 31 منها في المسابقات الرسمية للمهرجان.

فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان “جائزة الوهر الذهبي” لمسابقة الأفلام الطويلة الفيلم الجزائري “في انتظار السنونوات”. كما حصد الفيلم السوداني “نيركوك” للمخرج محمد كوردفاني “جائزة لجنة التحكيم”.

أما في فئة الأفلام الوثائقية فقد توّج الفيلم الفلسطيني “اصطياد الأشباح” للمخرج رائد أنضوني بجائزة “الوهر الذهبي”.

وعن المشاركات في دورة هذا العام، حضر 11 فيلمًا عربيّا ينتمي صانعوها إلى 9 دول عربية وهي: لبنان، سوريا، العراق، الأردن، مصر، الإمارات العربية المتحدة، المغرب، تونس، والجزائر.

ومن أبرز العناوين المشاركة ضمن هذه الأفلام يحضر فيلم “آخر أيام المدينة” (ومدته 118 دقيقة، إنتاج 2016) للمصري تامر السعيد، الفيلم الذي يعد من أبرز إنتاجات السينما العربية العام الماضي، حيث وصفه الناقد سمير فريد بـ”نقطة تحول في السينما المصرية”، إضافة إلى تحقيقه حضورًا استثنائيّا في مختلف المهرجانات وصالات العرض التي حل بها عربيّا ودوليّا، لا سيما في دور العرض الفرنسية.

ومن العناوين اللافتة في هذه الفئة أيضا نجد فيلم “غدوة حي” للمخرج التونسي لطفي عاشور الذي سبق أن قدم أفلاماً قصيرة بشرت بموهبته الاستثنائية كفيلم “الأب”، و”علوش” الذي نافس في قائمة الأفلام القصيرة في الدورة التاسعة والستين لـ”مهرجان كان السينمائي”.

وفي وثائقيات المهرجان شملت قائمة الأفلام المتنافسة عشرة أشرطة سينمائية، من العناوين المشاركة نذكر “شاهين.. السينما والجزائر” (ومدته 54 دقيقة، إنتاج 2017) للمخرج سليم أقار، حيث يروي في فيلمه عن تلك الأيام الخوالي حين كانت الجزائر قبلة الفنانين العرب لا سيما حينما فتحت أبوابها للراحل يوسف شاهين فأنتج فيها أفلام “عودة الابن الضال”، و”العصفور”، و”إسكندرية كمان وكمان”.

وفي الحديث عن الوثائقيات المشاركة تم أيضاً عرض فيلم اللبناني ماهر أبي سمرة “مخدومين”(وهو من إنتاج 2017 ومدته 67 دقيقة)، إضافة إلى مشاركة المصري وحيد صبحي بفيلمه “إحنا المصريين الأرمن” (ومدته 60 دقيقة، وهو من إنتاج 2016).

وجه المهرجان في دورته الحالية تحيته لعدد من الراحلين عبر تكريم استعادي لهم، منهم الممثلة المصرية كريمة مختار التي رحلت مطلع هذا العام، والروائي الجزائري مولود العمري الذي حولت رواياته إلى أفلام شكلت علامات فارقة في السينما الجزائرية نذكر منها “الأفيون والعصا” و”الهضبة المنسية”، والناقد الفلسطيني بشار إبراهيم، والفنان حسن الحسني. كما كرمت هذه النسخة من المهرجان كلاً من الممثل الجزائري حسان بن زراري والممثلة نادية طالبي والممثل المصري عزت العلايلي، والمخرج الجزائري موسى حداد.

والجدير بالذكر أن لجنة تحكيم الأفلام الطويلة ترأسها المخرج التونسي فريد بوغدير (مواليد 1944)، فيما كانت لجنة تحكيم الوثائقيات برئاسة الفلسطيني ميشيل خليفي (مواليد 1950). كما نظم المهرجان عدداً من اللقاءات وورشات العمل والندوات منها ندوة بعنوان “السينما والذاكرة” بمشاركة الباحثين الجزائريين إلياس بوخموشة ومراد أوزناجي.

وأقيمت أيضاً ندوة بعنوان “الأرشيف ورقمنة الأفلام: ذاكرة الأفلام الجزائرية في الخزانة الألمانية” شارك فيها الناقد السويسري ماركوس روف والباحثة الأردنية آلاء يونس، وغيرهما.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى