قراءة ثانية في الشعر الجاهلي

محمد عبد الرحيم

يحاول الأكاديمي محمد بريري في كتابه «في الشعر الجاهلي.. قراءة ثانية» تقديم رؤية مختلفة لقضية الشعر الجاهلي، خاصة فكرة (الانتحال) التي قال بها طه حسين، ولم يهدأ الصخب من وقتها. يشير بريري إلى أن هناك شيء من الالتباس أصاب هذه الفكرة، وهو البحث في الشعر الجاهلي ذي الأصول الشفاهية من خلال وعي كتابي، بدون التفرقة ما بين الخطابين الشفاهي والكتابي. مسألة التدوين التي أصبحت مُلحّة مع القرآن، حوّلت شفاهية الشعر الجاهلي إلى نصوص مكتوبة ومدونة بدورها، أما قبل ذلك فكانت تقاليد الأداء الشفاهي تسمح بتعديل الصور التعبيرية، إضافة أو حذفا، حسبما يُستجد من ظروف وسياقات. ومن هنا تبدو المفارقة بين وعي كتابي يرى في القصيدة الجاهلية وثيقة لحياة وثقافة العرب، وآخر شفاهي يرى فيه جنسا أدبيا وفنا حيا. جاء الكتاب في مقدمة وسبعة فصول، في 287 صفحة، وصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة كتابات نقدية.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى