الموسيقى القبطية والروح الفرعونية

بعنوان «ألحان برحيق الفراعنة» تحاول الأكاديمية نبيلة عريان البحث في أصول الألحان القبطية، ومدى اتصالها بالموسيقى الفرعونية، وهو كتاب من الكتب القليلة في العربية الذي يتطرق إلى هذا الموضوع. فرغم المظاهر الدينية والثقافية التي استقرت في الوعي القبطي وما زالت، وهي امتداد لوعي ثقافي فرعوني، إلا أن الأمر يمتد أيضا للموسيقى، حيث التراتيل وأداء الطقوس الدينية، وتشير الباحثة إلى أن انتقال الموسيقى لم يكن من خلال التدوين، بل عن طريق توارث الأشخاص للحن من حيث النغمات وطريقة الأداء، وهو ما انتقل إلى أقباط مصر ــ مصر كلها وقتها ــ وأصبح لحنا داخل الكنائس، بديلا عن المعابد الفرعونية، خاصة المناسبات الدينية الكبرى كأسبوع الآلام، إضافة إلى بعض الحركات الأدائية باليد لتحديد شكل وطبيعة الإيقاع اللحني.
كذلك من الاعتقادات القبطية أن اللحن الشهير (جلجثة) الذي يُقال الساعة الثانية عشرة في طقس يوم الجمعة العظيمة عند دفن الســـيد المسيح، هو تراث مقدس لم يتغير، فقد كان لحنا يستخدم عند تحنيط الملوك، والعديد من الأشكال اللحنية الأخرى والمزامير المقدسة، إضــــافة إلى الآلات الموســـيقية التي تستخدم في التراتيل الكنســــية حتى اليوم، وهي نفسها التي كانت منقوشة فوق جدران المعابد المصرية القديمة. صدر الكتاب ضمن سلسلة عالم الموسيقى، عن الهيــــئة المصرية لقصور الثقافة، في 144 صفحة.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى