“حي السماوات السبع”.. إصدار شعري جديد لحسام السراي
خاص- الجسرة
كتاب شعري جديد بعنوان “حيّ السماوات السبع”، هو ما صدر مؤخّراً عن دار الرافدين ببيروت للشاعر العراقيّ حسام السراي، إذْ سنجد في هذه القصيدة الطويلة عن نيويورك، مقاطع واستدراكات تمثّل توظيفاً ابداعياً لإطلالة الشاعر على تلك المدينة وما تكوّن في مخيلته من أفكار عن هذا الوجود في مكان مختلف بالكامل عمّا أتى منه واعتاده سابقاً في ماضيه، لتتّسع القصيدة لأفق من سجال، تبرز فيه ثنائيات متضادة، تارة بين الشرق والغرب، وتارة أخرى بين الخرائب القديمة في عالمه، العراقي أو العربيّ، في مقابل العمران الشاهق هناك، وليصبح رماد “برج التجارة العالمي” قبالة رماد “مجمع الليث” ببغداد، ثيمة للمقارنة وربّما حتّى الإدانة.
وإلى جانب مقاطع الكتاب، احتوى أيضاً على تخطيطات للفنّان العراقي كريم رسن، قدّم فيها عبر خطوطه وتجسيداته، تصوّرات فنيّة ظهرت على نحو من أشكال وتكوينات وأداء تعبيري، بعد قراءة معمّقة للنصّ ودلالاته، وإثر مراسلات امتدّت لفترة بين الرسّام والشاعر.
وكتب الشاعر فاضل العزاوي على غلاف الكتاب الأخير: “كثيرون هم الشعراء الذين كتبوا قصائد عن نيويورك، مثل والت ويتمان وغارسيا لوركا ولانغستون هيوز وميروسلاف هولوب وأدونيس، وهو ما فعله الشاعر حسام السراي أيضا بعد زيارة لمدينة نيويورك التي لا تكاد تنتمي الى أميركا. ولكنه ليتجنب الوقوع في فخ الانطباعية السياحية جعل قصيدته عن المدينة قصيدة عن نفسه قبل كل شيء، لنتذوق معه طعم مرارة العالم المتداعي القديم الذي جاء منه، ونشاركه دهشته إزاء عالم آخر مختلف. “حي السماوات السبع” نشيد شعري طويل ومتدفق، بنبرة رثائية شخصية، غنية بإيحاءاتها، صرخة في ليل ضد تاريخ كامل من الأوهام”.
وحسام السراي، من الأسماء الشعريّة التي عُرفت في بغداد بعد العام 2003، صدر له: “وحده التراب يُقهقه” (مجموعة شعريّة) العام 2009 عن دار الفارابي ببيروت، وفاز في العام نفسه بجائزة شعرية ايطالية، نشر قصائده في صحف ومجلات عراقيّة وعربيّة، أطلق في 2016 من خلال إدارته لبيت الشعر في العراق مشروع “مقاطع للمارّة”.