تكريم نخبة من رواد سينما الثورة والمقاومة في افتتاح “أيام فلسطينية”

يوسف الشايب

شهد حفل افتتاح مهرجان “أيام سينمائية”، وتنظمه مؤسسة “فيلم لاب” للمرة الرابعة، مساء أول من أمس، في قصر رام الله الثقافي، علاوة على عرض فيلم “واجب” لآن ماري جاسر، المرشح عن فلسطين للمنافسة في جائزة “الأوسكار” العالمية، تكريم نخبة من رواد السينما الفلسطينية، وبالتحديد سينما الثورة أو سينما المقاومة من فلسطينيين وعرب وأجانب، وهم: المخرج اللبناني الراحل جان شمعون، والمخرج العراقي قاسم حول، والناقد الفلسطيني الراحل بشار إبراهيم، والمخرجة الألمانية مونيكا ماورر التي أثارت الإعجاب بصعودها على خشبة المسرح بالثوب الفلسطيني.

وقدم خالد عليان المدير التنفيذي لسرية رام الله الأولى، كلمة بالنيابة عن عائلة المخرج اللبناني جان شمعون، كلفته فيها رفيقة درب شمعون المخرجة الفلسطينية مي المصري، جاء فيها أن شمعون كواحد من رواد السينما اللبنانية “ينتمي إلى جيل حلم بغد أفضل، ووطن متحرر من الاحتلال، وبمجتمع متحرر من التعصب والطائفية، كما ينتمي إلى الجيل المؤسس للسينما اللبنانية الجديدة، وساهم في تطوير فن الأفلام الوثائقية، مؤرشفاً لمرحلة محورية وأساسية من تاريخ لبنان الحديث، أي الحرب الأهلية، فأحاطت كاميراته بالذاكرة الجماعية وسجلتها أفلاماً لتبقى ملهمة للعبر والمعاني، ويكون لها مكانتها في مسيرة الشعوب”.

ولفتت رسالة المصري إلى المهرجان بأن “جان تأثر بالثورة الطلابية في باريس العام 1968، وحين عاد للبنان رسم لنفسه خطاً ثورياً، وكانت كاميراته سلاحاً في معركته، حيث أعطى الكثير للقضية الفلسطينية فعكست أفلامه هموم الفلسطينيين، وتطلعاتهم في تحرير الأرض والعودة، وكان الشاهد من الميدان مباشرة لتلاحم لبنان وفلسطين في حربهما ضد الاحتلال والطغيان والظلم، كما امتاز بجرأة في توثيق الحرب الأهلية من على خطوط التماس، فنقل بموضوعية حياة المقاتلين وقضاياهم وأحلامهم، ومن أرض الجنوب رافقت عدسته المقاومين ضد الاحتلال الصهيوني، ووثق معاناة الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين في سجون الاعتقال”.

واختتمت الرسالة، بأنه “برحيل جان شمعون افتقدت الحركة النضالية والثقافية والسينمائية في لبنان وفلسطين، مبدعاً وموثقاً للحرب الأهلية اللبنانية، وطاقة فكرية غنية، انعكست في سلسلة أفلام وثائقية، وفيلم روائي واحد”.

ويشارك في هذه الدورة خمسة وستون فيلماً من أربع وعشرين دولة في العالم، في مدن القدس، ورام الله، وبيت لحم، والقدس، وغزة، ونابلس، يختتم بالفيلم اللبناني المرشح لجائزة الأوسكار “قضية رقم 23” لمخرجه زياد دويري، وحاز الفنان الفلسطيني كامل الباشا عن دوره فيه على جائزة أفضل ممثل في مهرجان “فينيسيا” السينمائي الدولي مؤخراً، كما تم إنشاء ملتقى صناع السينما ليكون، حسب القائمين على المهرجان، “منصة إبداع لتبادل الأفكار والتطلعات وزرع البذور لمستقبل من التعاون والإنتاج”، وذلك من باب “الإيمان بالقوة العالمية للسينما، وبأنها وسيلة للتعرف على العالم ولمعرفة الذات”، وبأنها “أداة غاية في الأهمية لمجتمع متسامح وديمقراطي ومتساوي الحقوق، وسط الصراع الذي يعيشه الفلسطينيون”.

وأشار موسى حديد، رئيس بلدية رام الله، الجهة الشريكة هي ووزارة الثقافة لـ”فيلم لاب” في تنظيم الدورة الرابعة للمهرجان، إلى أن أهمية السينما تكمن في كونها شكل من أشكال الفنون والثقافة التي “نؤمن تماماً أنه يجب أن يكون لنا بصمة كشعب فلسطيني في هذا المجال”، لافتاً إلى أن دور البلدية يأتي هنا في “توفير بنية تحتية مناسبة للسينما، وتكريس كل الدعم والإسناد لكل من يقوم على هذه النشاطات والمهرجانات لنشر ثقافة السينما التي نطمح بانتشارها في فلسطين، وهو ما حصل في قصر رام الله الثقافي والمسرح والبلدية”، مشيراً إلى أن “السينما استطاعت إحداث تغيير على مستوى العالم على الصعيدين الفردي والجمعي”.

وسبق عرض فيلم “واجب” اعتلاء فريقه ممثلاً بمخرجته وكاتبة نصه والسيناريو الخاص فيه آن ماري جاسر، والمنتج أسامة بواردي، والممثل القدير محمد بكري، ونخبة من نجوم العمل من أجيال مختلفة، معبرين عن سعادتهم بعرض الفيلم في رام الله، التي كانت شاهدة ونقطة انطلاق أساسية في مشوار علاقتهما الشخصية والفنية.

(الايام الفلسطينية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى