فلسفة التاريخ وممكنات المجتمع

استضاف صالون الجسرة الثقافي الدكتور جاسم سلطان في محاضرة حول فلسفة التاريخ، استهلها ببيان أنها علم من العلوم المهمة التي يجب أن تكون في وعي الإنسان المعاصر، وأبدى حرصه على ربط هذا العلم بالمجتمع وما يمكن أن يكون فيه من نفع، ولذلك قرر أنه سيبدأ بالحديث عن فلسفة التاريخ ثم ينتقل إلى علاقة هذا العلم بمجتمعنا.
وتحدث عن دور الإنسان في هذا البناء التاريخي هل هو عنصر فاعل أم أن التاريخ هو الذي يحركه ؟ وهل يصنع المجتمع التاريخ ؟ ولذلك فالموضوع في الظاهر يبدو بحثا في التاريخ وفي الباطن بحثا في ممكنات الإنسان.
وبيّن المحاضر أن البحث عن القانون المحرك للتاريخ هو جوهر فلسفة التاريخ حيث إن كل الفلاسفة كانوا يبحثون عن حل لمشكلات مجتمعهم.
وتحدث المحاضر عن أول شخصية تكلمت في التاريخ وهو العلامة ابن خلدون في مقدمته المشهورة التي أثارت إعجاب عالم مثل (أرنولد توينبي) الذي أثنى عليه وأشاد به، وقد استخدم ابن خلدون منهج الاستقراء وتتمثل ميزته في منهجه لا فيما استنتجه. وما تناوله هذا العالم ينطبق على الدول الموجودة في عصره حيث كانت الممالك الاسلامية تتهاوى.
وأفاض المحاضر في الحديث عن ابن خلدون وأرنولد تويبني، مبينا الفرق بينهما حيث ركز ابن خلدون على الدولة بينما ركز تويبني على الحضارة.
وتطرق إلى الحديث عن المدرسة المثالية الالمانية متمثلة في هيجل والتي تضرب جذورها عند أفلاطون.
وقال إن هيجل يعتقد أن العالم تحركه قوه خفية هي روح العالم وتتجه إلى الكمال باستمرار.
وأشار المحاضر إلى إضافات مالك بن نبي إلى فلسفة التاريخ وما جاء عنده من حديث عن الضعف الداخلي لبنية المجتمع التي تعد بوابة للاستعمار.
وتطرق المحاضر إلى عماد الدين خليل الذي تكلم عن عمليات التحول الاجتماعي من خلال القرآن الكريم خاصة تغيير ما بالنفوس.
كما تحدث المحاضر عن الكرامة الإنسانية وقضية التعددية وضغطها على المجتمعات البشرية، وتواصلت المحاضرة في هذا الإطار من الأفكار الفلسفية ذات الصلة بالموضوع.
وعقب المحاضرة حدثت مداخلات وتعليقات من بعض المتابعين كان لها دور في إثراء اللقاء الذي توج بتكريم الضيف حيث قدم له السيد خالد العبيدان نائب رئيس مجلس الإدارة درع النادي وشهادة تقدير.

المصدر: الوطن القطرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى