«أسبوع بيروت الفني» يبشر بربيع أكبر معارضها

الجسرة الثقافية الالكترونية -السفير-

 

*احمد بزون

 

يفتتح اليوم الخميس بشكل رسمي (وغداً للجمهور) في «بيال» «معرض بيروت للفن» Beirut Art Fair في دورته الخامسة، بتنظيم من «سيدرليس»، وبمشاركة 47 صالة عرض من 14 دولة. وهو معرض دولي مهم فرض نفسه في بيروت، لما يستقطب من فنانين ونقاد وجامعي لوحات من العالم، ويؤمّن فرصاً للتلاقي والحوار، بل فرصاً لتصريف الأعمال الفنية، إلى جانب دوره الفني، حيث تلتقي أجيال مختلفة من الفنانين، كما تكون مناسبة لجمع فنون تشكيلية مختلفة، تجتمع في أعمال تجهيزية معاصرة مرة أو تفترق فيكون لكل نوع حيّزه الخاص. على أن هذا المعرض الأكبر والأوسع في بيروت يتطلع دائماً إلى مستوى «آرت دبي».

هذا المعرض الذي يركز على فنون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وشرقها يسبق معرضاً تابعاً له، يقام في الهواء الطلق، تحت عنوان «أسبوع بيروت الفني»، افتتح مساء أمس، ويستمر لغاية 24 الجاري. وهو عبارة عن مجموعة من الأعمال العملاقة، بشكل عام، تنصب في الشوارع، خصوصاً في وسط بيروت، الهدف من وجودها التحرش بالجمهور الوافد إلى المقاهي والمطاعم والأسواق، ولفت نظره للأعمال المنصوبة، وبناء علاقة بين فن الشارع وعين المتجول العادي غير المهتم بالفن التشكيلي إجمالاً. كما يهدف هذا المعرض الذي يسبق Beirut Art Fair بيوم واحد إلى لفت النظر أو الإعلان عن المعرض الأخير، إعلان بطريقة ذكية بالطبع، أنجح من الأسلوب العادي الذي يعتمد الملصقات.

وإذا كانت الأعمال المشاركة في المعرض الأساسي في «بيال» تنقل للمشاهد طبيعة الأفكار التي تشغل بال الفنانين، خصوصاً الشباب منهم، والتفاعل الممكن بين الفنون، وواقع الفن المعاصر في الدول التي تأتي منها الأعمال، فإن طبيعة المعرض/ المقدمة، أو «أسبوع بيروت للفن» تلعب الدور نفسه، إذ يضم منحوتات لأجيال تبدأ، على المستوى اللبناني، من أناشار بصبوص، وتنتهي عند سلوى روضة شقير. مثلما تبدأ بمنحوتات تقترب من الواقعية التمثيلية، مع كل حداثتها، كما في «حصان» جان ماري فيوري، المنصوب أمام فندق «لو غراي»، وتنتهي بمنحوتة ليو داو، المشغولة بأشعة الليزر.

هكذا هي المسافات بين عمل وآخر، إذ يمكن أن نجد ذلك بين العديد من الأعمال المنتشرة في أكثر من شارع في بيروت. وهي إذ تتركز في وسط بيروت بشكل أساسي، ممتدة من «لو غراي» حتى باحة بناية ستاركو، مروراً بالأسواق التجارية، حيث تنتشر مجموعة من الأعمال في ساحاتها المختلفة. كما تنتشر في مناطق أخرى مثل منطقة الروشة لمزيد من مدّ اليد إلى المشاهد، والاحتكاك بجمهور أوسع.

وتتنوع الأساليب والاتجاهات الفنية في أعمال المعرض المنتشرة، لدرجة قد ينتمي كل عمل فيها إلى اتجاه فني. فمن «البوب أرت» مع قنينة الكولا العملاقة لألان سلومون، إلى تجريدات ألفريد وأناشار بصبوص وميلا رومانوس أيليا ومارك كوين وسواهم. حتى الحروفية في النحت لها مكانها، إذ رأينا حديقة سمير قصير وقد خصصت لثمانية أعمال نحتية قدمها كميل حوا للمناسبة، تعالج كلمة «فن»، بمواد وأساليب مختلفة فاتنة.

نشر «بيروت أرت فير» «السنونوات» التي تبشر بربيع الفن، بربيعه السنوي، مع بداية الموسم التشكيلي الجديد بعد تراخي العروض في شهور الصيف الحارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى