خربشات قلم.. العلاقات السامة

يشير مفهومُ العلاقات السامة للعلاقات التي تؤثر سلبًا على الأفراد المشاركين فيها، سواء كان نوع هذه العلاقات عاطفية، صداقة، عائلية، أو مهنية. ويمكن أن تتسم العلاقات السامة بعدد من الخصائص، منها:

1- التحكم والسيطرة الذي قد يحاول أحد الأطراف السيطرة على الآخر، ما يؤدي إلى فقدان الشخص لذاته واستقلاليته.

2- الانتقاد المستمر الذي يُشعر الطرف المُتضرر بأنه مُنتقد باستمرار، ما يُسبب له شعورًا بالدونية وعدم القيمة.

3- الاستغلال قد يستغل أحد الأطراف الآخر عاطفيًا أو ماليًا أو جسديًا.

4- قلة الدعم حيث لا يقدم الأفراد في العلاقة الدعم العاطفي أو النفسي لبعضهم بعضًا، بل قد يشعرون بالتجاهل أو الاحتقار.

5- الدراما والتوتر وتتسم بعض العلاقات السامة بالدراما المُستمرة والمشاكل، ما يؤدي إلى شعور دائم بالتوتر والقلق.

ويرجع ظهور مفهوم «العلاقات السامة» بسبب السياقات الاجتماعية والنفسية المُتعددة، التي تعكس التغيرات في كيفية فهم البشر للعلاقات الشخصية وتأثيرها على الصحة النفسية والعاطفية، وهناك عدة عوامل ساهمت في ظهور هذا المفهوم منها:

1- مع تقدم علم النفس، بدأ الباحثون في دراسة تأثير العلاقات الشخصية على الصحة النفسية، وتم التعرف على أن العلاقات السلبية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

2- في العقود الأخيرة، زاد وعي الأفراد بأهمية الصحة النفسية والعاطفية، حيث بدأ الناس في إدراك كيفية تأثير العلاقات على حياتهم، ما أدى إلى تقييم أعمق للعلاقات الشخصية.

3- مع تغيّر القيم الاجتماعية، أصبح من المقبول أكثر الحديث عن العلاقات السلبية وكيفية التعرف عليها. حيث تطورت ثقافة التواصل المفتوح، ما ساعد الأفراد على التعبير عن تجاربهم في العلاقات السلبية.

4- ساهمت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي حول العلاقات السامة. ويتم تداول القصص والنصائح حول كيفية التعرف على هذه العلاقات والتعامل معها.

لحماية أنفسنا من العلاقات السامة، يمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات والخطوات التي تساعد في التعرف على هذه العلاقات وتجنبها أو التعامل معها بشكل صحي. منها الوعي للعلامات التي تشير إلى وجود علاقة سامة، مثل الانتقاد المُستمر، السيطرة، الاستغلال، أو عدم الدعم.

إن تعلم كيفية وضع حدود واضحة في العلاقة أمر بالغ الأهمية، وليس من المعيب أن يكون الشخص صريحًا حول ما هو مقبول، وما هو غير مقبول للحماية من السلوكيات السيئة.

يجب علينا جميعًا المحاولة قدر المُستطاع في عدم الانغماس العاطفي في الأشخاص الذين يمتصون طاقتك أو يجلبون لك المتاعب، والمحافظة على مسافة عاطفية صحية مع هؤلاء الأشخاص.

بالنسبة لي أهم نقطة هي تعلم قول «لا» ومع عدم الشعور بالذنب في حال تم الإقرار بإنهاء العلاقة أو الابتعاد عن أشخاص يجعلونك تشعر بالسوء.

إن تأثير العلاقات السامة يمكن أن يكون مُدمرًا، حيث يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للفرد، ويؤدي إلى الاكتئاب، والقلق، والشعور بالوحدة، لذا اعملوا على بناء ثقتكم بأنفسكم وتعزيز تقديركم لذاتكم.

lolwaammar87@gmail.com

@LolwaAmmar

** المصدر: جريدة “الراية” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى