إطلالة صحفية على معرض الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر في نادي الجسرة
الزائر لنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، التابع لوزارة الثقافة، في مقره بسوق واقف، لا غنى له عن زيارة المعرض الدائم الذي يحتضنه النادي لمقتنيات الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر، حيث خصصت إدارة النادي، قبل عدة سنوات، قاعة في صدارة مبانيه لعرض كنوز من مقتنيات الموسيقار الراحل. وداخل المعرض، يبدو عبق التراث القطري الأصيل، حيث تفوح رائحة الأعمال الفنية التي أنجزها الموسيقار الراحل، ولا يزال عشاق الوطن ومحبو الألحان المميزة، وذائقو الأغاني التراثية، يشدون بها إلى يومنا، لاسيما ذلك العمل الوطني الذاخر «الله يا عمري قطر»، وغيره من الأعمال الراسخة في الوجدان الجمعي، ما يعكس مدى أصالة هذه الأعمال، وتأثيرها اللافت في أوساط أصحاب الذائقة الفنية.
الشرق، وخلال زيارتها لهذا المعرض، تستحضر جانباً من مسيرة الموسيقار الراحل، عبر ما تضمه هذه القاعة من مقتنيات نفيسة، منها الأوسمة والدروع وشهادات التقدير والتكريم التي نالها الموسيقار الراحل خلال مسيرته الإبداعية. ويتصدر المعرض ملخصاً لسيرته الذاتية بعنوان «أيقونة الموسيقى القطرية» جاء فيه: تشرب حب وطنه منذ ولادته وعاش معتزًا بقطر وأهلها وتراثها الأصيل. كان نموذجًا متميزًا في ارتباط المبدع ببيئته التي عاش فيها، وقد كان فنانًا مبدعًا وراقيًا على المستوى الإنساني».
إرث إبداعي
ويمكن للزائرين مشاهدة الصور الفوتوغرافية التي جمعت الموسيقار الراحل مع عدد من رموز الفن والإبداع وعباقرة الموسيقى وصناع الذاكرة الشعرية العربية المعاصرة الذين احتفوا به واعتزوا بعلاقتهم به، لتشكل مع بقية مقتنيات المعرض إضاءة لمشوار إبداعي، يستلهم منه المبدعون ذاكرة الوطن وتراثه الثقافي، فيما يمنح المعرض الزائرين فرصة للتأمل في براعة الموسيقار الذي أبدع فكره أعمالاً مميزة، تفوح منها ألحان عذبة، ما زالت تلامس الوجدان وتخاطب الأحاسيس، حتى تلقفها العديد من نجوم ورموز الغناء القطري والخليجي والعربي، منهم: سعاد محمد، كارم محمود، لطفي بوشناق، عبدالمجيد عبدالله، لطيفة، أحلام، إبراهيم حبيب، نعيمة سميح، مدحت صالح، أصالة، هاني شاكر، ماجد المهندس، طلال سلامة، ريهام عبدالحكيم، صابر الرباعي، غادة رجب.
قامة موسيقية
وعلى نحو ما يضمه المعرض، فقد حصل الموسيقار الراحل طوال مشواره الفني، على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، من أهمها جائزة الدولة التقديرية في مجال الموسيقى عام 2006، علاوة على تكريمه من المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) تقديرا لدوره ومشواره الفني في إثراء مكتبة الموسيقى القطرية بعدد وفير من أعماله الفنية. ويضم المعرض عدداً من الأوسمة التي تُوج بها الموسيقار الراحل منها وسام التكريم من قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مسقط عام 1989، وكذلك من مهرجان الخليج السابع للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بالبحرين عام 2001، ووسام معهد حلب للموسيقى بسوريا عام 2002، وتكريم المهرجان العاشر للإذاعة والتلفزيون بالقاهرة عام 2004، ووسام المجمع العربي للموسيقى عام 2013، إلى غير ذلك من أوسمة وتكريمات، تعكس مدى عطائه الفني عبر مسيرته الحافلة، ما جعلته علامة بارزة وفارقة في عالم الفن.
عراقة فنية
في قاعة المعرض، التي تستمد عراقتها من موقعها، وما تضمه بين جنباتها من مقتنيات لأحد رموز الوطن الفنية، تبدو تلك الألبومات الموسيقية، وفي مقدمتها النشيد الوطني للدولة، الله يا عمري قطر، عيني يا قطر، وطن الإحساس، يا قدس يا حبيبتي، لأجلك فلســطين، سفينة الأحزان، أصدّر للورق همي، الإنسان والأرض، أحبّك موت، ولهان ومسيّر، قمعستان، إلى غير ذلك من أعمال فنية. ويعكس المعرض غنى وثراء السيرة الإنسانية والإبداعية للموسيقار الراحل، حيث تلقي مقتنياته ضوءًا على بعض عوالمه المرتبطة بفنون التأليف والتفكير الموسيقي، وأثر ذلك على المحيطين به من فنانين وشعراء وموزعين ورموز مجتمع.
** المصدر: جريدة “الشرق”