سميح القاسم رمح فلسطين

الجسرة الثقافية الالكترونية

*هناء الحاج

 

الشعر أيضا كان حاضرا أمس ضمن نشاطات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، إذ شهد ندوتين، الأولى «تحية إلى شاعر فلسطين والمقاومة الراحل سميح القاسم»، شارك فيها كلٌّ من ميشال جحا وسلمان زين الدين، وقدّم لها صقر أبو فخر وألقى جهاد الأطرش بعضًا من قصائده. في البداية استهلّ صقر تقديمه للحديث عن عروبيّة «فرسان الشعر الفلسطيني» وأهميّة القاسم الشعريّة، ذلك أنّه تحوّل بشعره وعناده في السياسة رُمحًا للفلسطينيين. أمّا جحا فاعتبر أنّ القاسم حمل همّ الأجيال والنوازع الجماعيّة، لدرجة أنّ السلطات الإسرائيلية لم تستطع كَسْرَ شوكته أو الحدّ من صموده. صحيحٌ أنّه دخل الحزب الشيوعي إلا أنّ ذلك لم يكن إيمانًا بالعقيدة الشيوعية الماركسية، بل لأنّه الحزب الوحيد الذي يسمح بانضمام العرب إلى صفوفه وممارسة نضالهم السياسي. وأكثر ما يُميّزه احترام عفويّة القصيدة، فلا يبذل أيّ جهد لإعادة صياغة القصيدة. أمّا موضوعاته فتتنوّع بين الغربة والحبّ والحنين والوطن المحبوب الضائع. كما أنّ قناع «أيّوب» المستوحى من المسيحية والإسلام يُعبّر عن فلسطين والشعب الفلسطيني الذي يُعاني من آلام الاحتلال الاسرائيلي والتنكيل الذي يتعرّض له منذ سنة 1948 وحتّى قبل.

بدوره، أشار زين الدين إلى أنّ القاسم كتب في حقول معرفيّة مخلتفة، منها الرواية والمسرح والصحافة والتوثيق والترجمة، على الرغم من أنّه نبع شعريّ و»الصوت الفلسطيني الصادح في بريّة العالم». وتطرّق زين الدين إلى التهميش النقدي الذي تعرّض له القاسم «وكأنّه كُتب عليه أن يعيش حصار الاحتلال وحصار التهميش النقدي». وإزاء الواقع الفلسطيني الضاغط لم يفقد تقدميّته وتفاؤله بالمستقبل وتبشيره بالانتصار، وختم بعبارة لأبو فخر: «إذا كان محمود درويش قديس الفلسطينيين فإنّ سميح القاسم رمحهم وصوتهم وأنفاسهم المكتومة».

أما الندوة الثانية فنظمتها شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، حول كتاب «الدوائر المتحدة المركز» لنادين باخص، وهو حول تجربة الشاعر السوري نزيه أبو عفش، وشارك فيها الزميل اسكندر حبش والزميلة أمية درغام وأدارها سماح ادريس بحضور حشد من المهتمين والمثقفين.

تناولت ورقة حبش مكانة الشاعر في خريطة الشعر العربي الحديث، ليبتدئ من قراءة شخصية في تجربة الشاعر، ومدى حضورها، ومدى اشتغالها على الرؤيا والخطاب الشعريين. من ثم أبرز الموضوعات التي عملت عليها الباحثة نادين باخص في كتابها، وبخاصة الفلسفة الوجودية بكلّ تجلياتها وتمظهرها.

واعتبرت درغام أن الدراسة قادتها الى طرح الاسئلة، والى مراجعة الذات حيال السوداوية في شعر أبو عفش، «خصوصاً أنني أعيش رفضها، وقد يكون رفضي لها كالمريض الذي لا يعترف بمرضه، أهرب الى صناعة الفرح.. ولكن أبو عفش أعادني الى المعيش، واختيار باخص لدارسة شعر من زواية الفكر الوجودي تحديداً، الذي نشأ وسط الموت، والسؤال حول الجدوى، جاء أيضا ليتواطأ مع الشاعر»…

وكانت كلمة لمؤلفة الكتاب، نادين باخص، أشارت فيها الى أنها توصّلت من خلال تتبعها تجربة أبو عفش الشعرية الى حقيقة خصوصية قاموسه اللغوي. وامتلاكه حصيلة لغوية أسفرت عنها تجربته الإنسانية التي خاضها على المستويات كافة من فكري واجتماعي وثقافي. وفي ختام الندوة ألقى أبو عفش نصا من كتابه الأخير «مضى الربيع كله» الصادر حديثا عن دار الآداب.

من جهة أخرى، نظم المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق ندوة حول «خدمات المعلومات الرقمية» تحدث فيها مدير المعلومات في المركز ابراهيم عيسى وأدارها محمد الخليل. أشار الخليل إلى أنّ الهدف هو تسليط الضوء على المركز كمؤسسة علمية متخصصة، لها دور فاعل في الحقل العلمي والبحثي والتوثيقي. أمّا عيسى فاعتبر أنّ المكتبات ومراكز المعلومات تُمثّل بجميع أنواعها البوابة الرئيسة إلى مجتمع المعرفة المتكامل.

كذلك شهدت قاعات المعرض أمس، من ضمن النشاطات التي تنظمها دار «سائر المشرق» ندوة حول كتاب «الالتزام الحزبي في لبنان، مقاربة نفس سياسية، التيار الوطني الحر وتيار المستقبل نموذجاً» للمؤلفتين منى الباشا وبولا كلاس، شارك فيها أكرم سكرية وزياد عبس وأدارها مروان حرب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى