«إعدام التاريخ» في مجلة «الجديد»

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الحياة
في عدد نيسان (ابريل)، تقدّم مجلة «الجديد» اللندنية مقالات وحوارات ودراسات تعالج موضوعات فكرية وثقافية مختلفة، تدور في معظمها بين التاريخ والواقع العربي الراهن. تضمّن العدد الثالث من المجلة كتابات لأقلام رافقت المجلة في عدديها السابقين وأخرى جديدة انضمت إلى الثلة المغامرة الملتفة من حول المجلة، لتوسع بمساهماتها جغرافية الكتابة أدباً ونقداً وفكراً وفناً بصرياً. ويأتي ذلك في إطار مشروع فكري وجمالي يقوم على التعدد والتنوع والاختلاف، ويتطلع إلى استئناف مشروع ثقافي عربي يوسع من أفق العلاقة بين الكاتب والكتابة، وبين الكتابة والقراء، ويبرهن في الوقت نفسه، بخلاف كل التقولات، على ثراء اللحظة الثقافية العربية، وعلى مخاض فكري قلق، وإبداع عربي جديد ينتظران منبراً حراً لانطلاقتهما.
ومن المشاركين في العدد هيثم حسين، كمال بستاني، تحسين الخطيب، ميموزا العراوي، نائل بلعاوي، عاصم الباشا، رياض رمزي، هيثم الزبيدي…
في باب «مقالات» يكتب أحمد برقاوي «لماذا العودة إلى السؤال عن المثقف» وخلدون الشمعة «عصفور حي أم نسر محشو بالقش»، سلمى الخضراء الجيوسي» قوم إذا عشقوا ماتوا»، خطار أبو دياب «مأزق التغيير»، إبراهيم سعدي «القتل بالكلمات»، تيسير خلف «جذور المواقف الفارسية المعادية للعرب»، باسم فرات «لماذا لم نستلهم تراث بابل». وفي باب حوارات: «جاد الكريم الجباعي: بعد ثقافة العبيد تأتي ثقافة الحرية»، «إيرينا بوكوفا: لا يمكننا البقاء صامتين. إنها جريمة حرب»، «بياتريس أندريه سالــفـيني: الأميركيون يـــعـــرفون: لكــنــهم لا يتحركون». ويتضمن باب سجال عدداً من الكتابات لعمار ديوب، عبدالرحمن بسيسو، عواد علي، أبو بكر العيادي، ابراهيم الجبين، أزراج علي. وجاء ملف العدد بعنوان «إعدام التاريخ»، وهو يتطرق إلى موضوع تدمير الآثار القيمة في الشام والعراق والخسارة الحضارية المهيبة الناتجة عنه، وقد شارك فيه عدد من الكتّاب عبر مقالات وشهادات.
وفي «الشعر» كتب سيف الرحبي «قصيدة غير عصماء» ومريم حيدري «أربعاءُ الحواس» وروز جبران «قصائد زرقاء». أمّا نوري الجراح فجاءت افتتاحيته بعنوان: «لا عاصم إلا الثقافة/أهل الكهف والغريم الأجنبي وصورة المستقبل»، ومما جاء فيها: «أسئلة كثيرة فجّرتها الوقائع الدامية في العالم العربي على مدار السنوات الأربع المنصرمة، وقد شهدت مدنٌ، طالما كانت مراكز ثقافية وحضارية صانعة للتاريخ، وقائع تراجيدية، في معارك وصفت بأنها تجسيد عنفي للصراع على «صورة المستقبل». بعض تلك الأسئلة كان فكرياً. لكن الرياح التي عصفت بالمراكب العربية خلخلت أكثر ما خلخلت مراكب الثقافة، ومزقت أشرعتها. هل الثقافة العربية بحر متصل، أم هي جزر مُنفصلةٌ تسبح في بحر متصل؟… أياً يكن الجواب، فإننا نرى أن لا مناص، أبداً، أمام أهل الفكر والإبداع العرب، في أقاليمهم المختلفة، من أن يبنوا جسوراً تصلُ ما بين «جزرهم السعيدة» لعلهم يتمكنون من أن يؤسسوا، مجتمعين، فلكاً مشتركاً يواجهون من على تخومه ما احتشد من مراكب الأعداء، فيردُّونها عن شواطئ بحرهم المُتلظِّي بأمواج من نار… ولكن ماذا يقول المثقفون العرب بصدد ما آلت إليه حال الأمة، وهم ينظرون عالمهم يحترق، ومدنهم تتهاوى مع حضاراتها تحت أقدام التتار الجدد لترفرف على حطامها راياتهم؟».