الجابر يبدع لوحتين لتوثيق شعارات “راس غاز “

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

 

*مصطفى عبد المنعم

 

متدادًا لتجربته في صياغة شعارات المشروعات الكبرى والمهمة في عصر النهضة والتنمية القطرية المعاصر، قدّم الفنان التشكيلي الكبير علي حسن الجابر عملين فنيين مميزين لتوثيق الشعارات التي استخدمتها الشركة على مدار تاريخها، وجاء العملان أحدهما معنون بـ”مطر الخير” والآخر بـ”شجرة الخير” في احتفالية شركة “راس غاز” بمناسبة مرور 20 عامًا على تأسيس هذا الصرح الاقتصادي العملاق، وقد افتتح سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة، “معرض إنجازات راس غاز” الذي ضم أعمال الفنان علي حسن الجابر بحضور أعضاء مجلس إدارة راس غاز وفريق القيادة التنفيذية بالشركة والذي استعرضوا خلاله أهم وأبرز إنجازات الشركة طيلة هذه الفترة.

 

 

 

مسيرة كفاح ونجاح

 

وحول تجربة الفنان علي حسن الجابر حول هذين العملين وعن الأبعاد الجمالية والعناصر المكونة لهما، والأفكار التي استلهمها في صياغته قال في تصريحات خاصة لـ[: في الحقيقة عندما طلب مني تصميم عمل فني يستعرض مسيرة شركة راس غاز في لوحة بمقاسات محدّدة وهي (مترين x متر ونصف)، كان هاجسي الأساسي في معالجة هذا الموضوع التنموي ذي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية من مدخل ثقافي وجمالي، هو التعبير بشكل فني عن مسيرة بدأت بكفاح وتتواصل بنجاح وتاريخ يجب أن يتم توثيقه بصورة جمالية تضم شعارات الشركة السبع التي تم استخدامها خلال مسيرتها، وكان عليّ الالتزام بالألوان الموجودة في شعار الشركة وهو الأزرق والأخضر، وهو الأمر الذي زاد من صعوبة العمل وجعل التحدي بالنسبة لي أكبر.

 

 

 

“مطر الخير”

 

وأضاف، كانت تجربة التأمل في عناصر العمل متعدّدة الوجوه ولكن مصادر الإلهام كانت واضحة وتدور حول أهمية الغاز لدولة قطر في العصر الحديث وما يمثله من خير للجميع، وكيف استطاعت هذه الشركة بفضل القيادة الرشيدة أن تسطر بأحرف من نور قصة نجاح جعلتها تتصدّر الريادة وتسهم في وضع قطر في طليعة الدول المصدّرة للغاز في العالم.

 

وتابع، لقد استقر رأيي على فكرتين الأولى كانت خاصة باللون الأزرق والتي استلهمتها من شعار الشركة لتشبه المطر وهي دلالة رمزية لما يحمله المطر للناس من خير، واستخدمت شعار راس غاز في العمل الذي يجسّد الماء المنهمر وهو بمثابة خير لأهل قطر، وحرصت في العملين على إبراز مسيرة راس غاز وتطورها وتبيان أهمية حركة الغاز الطبيعي في قطر وتطورها، وهي رسالة ذات أبعاد اقتصادية وثقافية إنسانية وحضارية في المقام الأول.

 

 

 

شجرة العائلة

 

أما الفكرة الثانية فكانت خاصة باللون الأخضر وهي عبارة عن شجرة خضراء وارقة تمثل الأجيال المتعاقبة على مسؤولية الشركة طيلة السنوات الماضية، لتكون أشبه بشجرة العائلة أو شجرة الخير التي تشكّلت عبر السنين وكيف كانت نبتة في البداية وصارت شجرة كبيرة ضاربة بجذورها في الأرض لتحكي مسيرة نجاح كبرى تؤكدها الأرقام التي تحققت في مجال إنتاج وتصدير الغاز في قطر.

 

 

 

شهرة عالمية

 

يشار إلى أن رصيد الفنان علي حسن الجابر من الخبرات الفنية والجمالية والعملية والرؤى غني جدًا، فهو حاصل على بكالوريوس آداب، تاريخ من جامعة قطر 1982، تولى منصب رئيس مجلس إدارة مركز إبداع الفتاة، ورئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني وتلقى دورات في صيانة التراث العربي الإسلامي (جامعة لوفات- بلجيكا 1984م)، وفي مجال الحفر (كلية الفنون الجميلة – القاهرة). وشارك في معظم المعارض المحلية وفي مهرجانات عالمية في المغرب والإمارات والبحرين وإسبانيا وكوريا والأردن والهند وإيطاليا وبيروت ولندن ونيويورك وباريس وإندونيسيا وتونس واليابان والكويت وباكستان والقاهرة.

 

وكان عضوًا في لجان تحكيم في الكويت والإمارات وتونس وسلطنة عمان وجمهورية مصر العربية وحصل على عدة جوائز منها: السعفة الذهبية لفناني دول مجلس التعاون الخليجي بقطر 1992 و1999، وجائزة لجنة التحكيم في بينالي الشارقة عام 1993، وشهادة تقدير من اليونيسيف عام 1995، وجائزة الدانة بالكويت عام 2000، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون التشكيلية في قطر عام 2005، واقتنى أعماله عددٌ من المتاحف في أمريكا وأوروبا والخليج والوطن العربي، كما اقتنت أعماله فنادق الريتز كارلتون، الشيراتون، البستان، دبليو والماريوت.