الساحة الأدبية تغفل أدب الناشئة

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
*أشرف مصطفى
أكد الكاتب عيسى عبد الله أن الساحة الأدبية القطرية تغفل أدب الناشئة، مشيرًا إلى أنه دائمًا ما ينصب تركيز الكتّاب أو مجال كتاباتهم على فئتين من ثلاث فئات وهما “أدب الأطفال” و”أدب الكبار”، في حين يتم التغافل عن فئة تقع في الوسط وهي “أدب الناشئة” فليس هنالك إلا القليل من الروايات التي تستهدف هذه الفئة، وأضاف: لهذا بدأت بالكتابة لهم مع العلم أن أدب الناشئة لا يختلف كثيرًا عن أدب الكبار فالكتابة تخضع لنفس معايير الجودة والدقة في التعبير وحُسن العرض ومن ثم منطقية البناء والتكامل بين أجزاء العمل ككل، إلا أنها تكون أقل تعقيدًا بالنسبة لتركيب الشخصيات واستخدام الكلمات، فيمكن للفئتين الناشئة والكبار قراءة الرواية والاستمتاع بها. واعتبر عيسى أن هذه الفئة هم عماد المستقبل لذلك أوجب الاهتمام بهم وتشجيعهم على القراءة بتوفر ما هو مناسب لهم، من روايات تؤصل تأريخ أوطانهم وتثري خيالهم وتدفعهم إلى التقدم نحو تحقيق أهدافهم وغاياتهم وأحلامهم.
ولفت عيسى إلى أنه انتهى من كتابة الجزء الأول من قصته “قطر التأسيس” المخصصة للأطفال، التي يستعد للاحتفاء بها في اليوم الوطني، لتكون مُحصّلة مشاركته في معرض الكتاب ثلاث روايات: “بوابة كتارا وألغاز ديلمون”، و”أميرتي الأمل الأخير”، و”كنز سازيران”، فضلاً عن قصته المُعدة للناشئة والمصاحبة لرسومات للأطفال.
وكشف عن مرور أحدث رواياته “أميرتي الأمل الأخير” بمراحل النشر الأخيرة حيث تقوم “دار بلاتينيوم بوك للنشر والتوزيع” بتحريريها لإصدارها قريبًا، وتوقيعها مع افتتاح معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته المقبلة، كما أوضح أنه يستعد كذلك للمشاركة برواية “بوابة كتارا وألغاز ديلمون” والتي سوف تصدر كذلك عن دار بلاتينيوم، وهي الجزء الثاني لروايته الأولى “كنز سازيران”، منوهًا إلى أن بلاتينيوم تسعى في الاتفاق مع الدار العربية التي نشرت الطبعة الأولى منها لإعادة إصدارها من جهتهم.
قطر التأسيس
وأكد عبد الله أنه كان حريصًا هذا العام على المشاركة في احتفالات اليوم الوطني من خلال قصته الجديدة الموجهة للأطفال “قطر التأسيس”، والتي تسعى لتقديم تأريخ مبسّط للناشئة عن انطلاقات قطر الأولى على يد المؤسس من خلال قصة تستعرض عددًا من المعلومات التاريخية بطريقة تهدف للرسوخ بعقل الطفل دون تعقيد، لافتًا إلى أن “قطر التأسيس” ستكون الجزء الأول من ثلاثة أجزاء تصدر بالتتابع في اليوم الوطني، حيث يحمل الجزء الثاني عنوان “قطر الحديثة”، والثالث “قطر المستقبل”.
أميرتي الأمل
وتعليقًا على روايته الجديدة “أميرتي الأمل الأخير” أوضح أنه يقدّمها للناشئة الذين رأى أنهم يُعانون من قلة الإنتاج الأدبي العربي المقدم لهم في ظل حالة من النشاط الكبير للأدب الغربي الموجه للشباب، وفي ظل الاعتماد على الترجمات أكد أنه يجب الالتفات من جانب الأدباء العرب لهذه الفئة المهمة في المجتمع والتي تمثل مستقبل الأمة.
وأوضح عبد الله أن هذه الرواية كان قد كتبها منذ فترة إلى أن رأى أنه قد آن موعد خروجها للنور، فقام بتحريرها والعمل على وضعها في قالبها النهائي لتصدر قريبًا برفقة الجزء الثاني من روايته “كنز سازيران” والتي تحمل عنوان “بوابة كتارا وألغاز ديلمون”، وأضاف أن “أميرتي الأمل الأخير” لها ثلاث عناوين داخلية وتعتمد على تجميع القصص العالمية في رواية واحدة حيث قام باستلهام الفكرة الرئيسية من كل قصة من هذه القصص ووضعها في رواية واحدة برؤية وشخصيات عربية تناسب الناشئة في مجتمعاتنا.
ألغاز ديلمون
وتعليقاً على روايته “بوابة كتارا وألغاز ديلمون” المنتظر صدورها قريبًا أيضًا أكد أن شخصياتها هي ذات شخصيات الرواية الأولى “كنز سازيران” لكن الأحداث منفصلة، حيث ستأخذ الرواية الأبطال للبحث عن الحضارة القطرية القديمة متمثلة في “بوابة كتارا” وسوف تأخذهم الألغاز إلى البحث في الحضارة البحرينية، وأشار العبد الله إلى أن جميع المواقع الموجودة بالرواية واقعية ولكنها تدور في قالب تاريخي خيالي، مؤكدًا أن الرواية تحاول أن تربط بين حضارتي “كتارا” وهو اسم قطر قديمًا، و”دلمون” وهو اسم البحرين قديمًا.
كما كشف عبد الله أنه يستعد لكتابة الجزء الثالث من الرواية والتي ستحمل عنوان “أسرار حجرة الظلام وعجائب المملكة” لافتًا إلى أنها ستصدر في نهاية عام 2015، وستربط بين حضارتي قطر والسعودية.
خير جليس
وعلى جانب آخر أكد الروائي عيسى عبد الله أن يوم الجمعة المقبل سيشهد حفل توقيع لروايته “كنز سازيران” بنادي “خير جليس” الكائن بالحي الثقافي “كتارا” في إطار التنسيق الذي أتمه مع الهلال الأحمر القطري على أن يتم تحويل عائدات الرواية لسنة 2014 لحساب الهلال الأحمر القطري الخاص بمساعدات المحتاجين والمتضرّرين في غزة، وأوضح أن إقدامه على هذه الخطوة جاء من نابع ابتغاء الأجر ومساندة أهلنا بغزة ولو بالقليل.
وفي النهاية عبّر عن سعادته الكبيرة بمشاركته في النسخة السابقة من معرض الدوحة الدولي للكتاب برواية “كنز سازيران”، وعن مشاركته القوية المنتظرة في الدورة المقبلة من معرض الكتاب، مؤكدًا أنه أصبح له ثقله على الساحة الثقافية الخليجية والعربية.
يذكر أن رواية عيسى العبد الله الأولى “كنز سازيران” حققت صدى واسعًا بمناقشتها للعديد من القيم التي تُعيد الاعتبار لقصص وأحاديث الأجداد والآباء بعد أن أصبح الاهتمام بها نادراً من قِبل الشباب، وكانت الرواية قد توفرت للجمهور على مدار عامي 2013 و2014 في قطر من خلال “فيرجن” بفرعيه في فيلاجيو واللاندمارك، حيث وضع كتاب الروائي “عيسى عبد الله” في “فيرجن” بقسم الكتب الأكثر مبيعاً، ونفدت أكثر من نصف النسخ خلال ما يقرب من شهرين، كما توفر الكتاب في مكتبة “دبليو 8 سميث” في إزدان سنتر، وفي قسم بيع الكتب في كارفور السيتي سنتر، أمّا في لبنان والمملكة العربية السعودية فتوفرت في الدار العربيّة للعلوم وكذلك في مكتبة جرير بأفرعها المختلفة، كما حصل الكثيرون على الكتاب عن طريق الموقع الإلكتروني “النيل والفرات”.