الشعر الأمازيغي ناصر القضية الفلسطينية وأدان الإرهاب

الجسرة الثقافية الالكترونية
الأدب الأمازيغي كفرع أصيل من الأدب المغربي يمكن اعتباره بشكل عام مفهوما يشمل محيطا لغويا وثقافيا بمختلف الفضاءات التي احتوتها اللغة الأمازيغية والمتداولة في مناطق سوس والأطلس المتوسط والريف بمقاييس مختلفة من منطقة إلى أخرى، ويشمل أيضا الإنتاجات الإبداعية إلى أنتجها المبدعون باللغة الأمازيغية في العقود الأخيرة من شعر وقصة ورواية ومسرحية سواء تلك المكتوبة منها بالحرف العربي أم اللاتيني أم بحروف أبجدية قديمة استخدمت في شمال إفريقيا وتدعى تيفيناغ.
وقد استمد الأدب الأمازيغي خصائصه ومميزاته من الظروف التاريخية المحيطة بوجوده فهو لا يشبه الأدب العربي ولا يشبه أيضا الأدب الفرنسي الذي ترتبط جذوره بالثقافة اللاتينية، ومن أهم ما اتصف به هذا الأدب أنه يعكس جمال البيئة الفطري ويطابق سماتها ذلك لأنه إنتاج أصيل بمعنى أن كل ما أنتجه الأمازيغ من فنون الأدب هو إنتاج ذاتي لا تأثير ولا أثر فيه لأي ملامح أجنبية فقد صدر مباشرة وبأصالة مطلقة عن ذات المغاربة الأمازيغ، وتعد الثقافة الإسلامية هي الثقافة الوحيدة التي تأثر بها الأدب الأمازيغي.
والأمازيغ هم مجموعة من الشعوب الأهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
وترجمة لقيم الجمال والحرية والمساواة والعدل التي يحملها الأدب الأمازيغي فقد افتتح الجمعة المهرجان الوطني للشعر الأمازيغي في نسخته الثانية عشرة بقرية أورير الشاطئية، شمال مدينة أغادير، جنوب غربي المغرب.
واختار المنظمون للمهرجان الذي يستمر حتى الأحد المقبل، اسم “الشعر الأمازيغي وسيلة للدفاع عن حقوق الانسان”، ويشارك فيه العشرات من الشعراء الأمازيغ المغاربة الذين قالوا إن الشعر الأمازيغي المغربي أول من ناصر فسلطين وقضاياها، وأول من أدان الارهاب منذ خمسينيات القرن الماضي.
فالعدو الصهيوني في شعر الأمازيغ مثل الحيوان المفترس الذي خرج من جحره لينقض على الأطفال والنساء والشيوخ ويقتل ويشرد من يشاء دون رقيب ولا حسيب تحت مظلة دولية ويجاهر بوحشيته وعداوته للشعب الفلسطيني، لكن أرواح الشهداء ستطارده ولن يسامحه ضمير العالم وسيسقط يوما لا محالة.
والأمة الفلسطينية كما يصورها الشعر الأمازيغي أمة صمود ولن تهزم طالما هذا رصيدها في الحياة، ولن ينجو العدو ما دام هناك شرفاء يدافعون عن ثرى فلسطين، ويرى الشاعر الأمازيغي أن أيام العدو قصيرة ثم ينعم الشعب المستضعف بشمس الحرية بعد ليل مظلم طويل الهروب فلا الخدعة ولا الوحشية تنجيان العدو من قبضة شرفاء الوطن المغتصب الذين سقوا تراب بلادهم بدماء أبنائهم لتنبت الحرية وتعلو راية الحق.
ويعمد الشعر الأمازيغي إلى تذكير المسلمين عامة والعرب خاصة بهذه المأساة التي طال زمانها ولم تقف إلى جانبها كل القمم المنعقدة، وكل القرارات الصادرة في شأنها تكاد تكون في خبر كان، وتساءل الشعر الأمازيغي عن سبب الخلل وإلى أين تتجه القضية الفلسطينية ومتى الحل وكيف، لكن الشعر الأمازيغي الذي تعرض للقضية الفلسطينية رأى أن خيار القوة والردع بعد فشل كل الحلول والمؤتمرات السياسية هو الخيار الوحيد الذي يجب أن يكون لو وزن في ظل فشل المحاورات الكلامية.
وعلى هامش المهرجان المنعقد في قرية أورير صرح للأناضول محمد وخزان وهو شاعر أمازيغي مغربي صاحب ديوان “إمحاسن” إن “الشاعر الأمازيغي محمد الدمسيري المتوفى عام 1989 أول من ناصر قضية فلسطين بأشعاره الملتهبة سنوات النكبة، فدافع عن استقلال القدس الشريف وأول من أدان العملية الارهابية التي وقعت في السعودية القرن الماضي إلى جانب الشاعر الأمازيغي المرحوم الحاج بلعيد، الذي أبدع في غطرسة إسرائيل وطغيانها، كما تغنى عن حقوق الانسان الأمازيغي”.
ولفت إلى أن “دفاع الشعراء الأمازيغ عن قضايا فلسطين والدين والهوية الأمازيغية والحق في الإعلام، كان في صورة رمزية حارقة، مما ساهم في خلق وعي لدى الناس منذ أكثر من قرن من الزمان”.
وقال محمد أكوناض رئيس رابطة الكتاب والشعراء الأمازيغ المغاربة لمراسل الأناضول إن “للشعر الأمازيغي تراكمات كثيرة في الدفاع عن قضايا الأمة الاسلامية وقيمها، أغلبه انقرض، ولم يدون منه إلى اليوم سوى 200 كتاب جمع في دواوين شعرية”.
وذكر أكوناض صاحب ديوان “تمورت نيلفاون” -أرض الخنازير- على أن “الشعراء الأمازيغ المغاربة الذين يتجاوز عددهم المئات ما تزال قصائدهم تناصر فلسطين فقد نفذ الشعر الأمازيغي إلى كل القرى والأرياف، وبلغ رسالته في نصرة قضايا الأمة الاسلامية بالسرعة وبالقوة، معوضا ما عجز الإعلام عن تحقيقه في أقصى مناطق البلاد”.
ويتواصل المهرجان الوطني للشعر الأمازيغي المغربي، بتقديم الشعراء الأمازيغ لقصائد أمازيغية، وتوقيع عدد من الإصدرات الجديدة في الشعر الأمازيغي، إلى جانب عدد من الندوات التي تهم تطوير الإبداع الشعري الأمازيغي.
كما سيتم خلال هذه الدورة، تكريم أحد الشعراء الأمازيغ القدامي، المغربي عبد الله أبرداوز الذي ساهم في إرساء التنوع الشعري في كل مناطق المغرب لمدة استمرت أكثر من 45 عاما.
ميدل ايست أونلاين