العقدة الاولى للرجل وحل رموزها – شرين حسين (لبنان )

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص
هي الأنثى ،هي الحلم مذ سكنت الخضراء والجرداء،هي مستقر الكهل والغلام ،هي أنشودة الصحو والمنام ،هي الام من حوافرها مقصد الجنان
،هي الأخت منبع الوئام ،هي الابنة أغلى نعم الرحمن ،هي الزوجة السكن والسلوان ،هي خلاصة البهجة والرضوان.
لماذا هي ؟وكيف امتزجت لتكون مستودع الأرحام والشهوة والخفقان .هي تركيبة إلهية معقدة الأفكار منحوتة الفقدان .
دوما هي ،المراة سالبة القلوب ومركز اللسان .سيدة المجالس في الحضور والابهام .مقصد الشباب من الوليد الى الاهرام .
من هنا ولد البحث حول السر الذي تختزنه لتحتل هذا المقام .واهم ما أستوقف مخيلتي سؤال مركزي الجواب الا وهو ؛من اي منظار وخلفية تتظهر المراة في حياة الرجل؟ وهل لمنظاره ابعاد مختلفة تحدد المدى في عمق الصلة او شفافيتها ؟
بداية التجربة تكون مع الوالدة من ثم الأخت و بعدها الرفيقات ،أخيرا وليس آخراً الزوجة لان الحد مفتوح الى فناء الروح ،لذلك أولى المحطات في حلقات التنقيب والتحليل ستكون للمركزية الفعلية وما تنقشه من عقائد ومناهج في عقل الطفل الا وهي الام .
أمنا حواء:
حواء انت للأمومة المنطلق
من رحمك أنبت الكون معشره
رذاذ الود من ينبوعك على الغادات
مفرشه
بزغ الفجر على المقل من طلعتك
مولده
سبات البرعم في مهجتك مسكنه
من جناحاك أرجوحة تراقص الحدث
وترقده
انت المهد وانت الشمس وانت للمثوى
حجرته.
في أحشائها نبض القلب من حبلها غذاء الروح وفي دمها مجرى الحياة ،هذا مختصر
الحلكة قبل الإبحار في البشرى .
اما بعد ،من ثدييها غذاء جسدي ومعنوي ،بحنانها استقرار وصفاء داخلي وحضورها حصانة وأمن ذاتي .
وأي خلل أو إغفال لهذه الكرامات تتظهر في شخصية الرجل وعلاقته بحواء رفيقة الدرب ومستقر الغد. بيانياالمراة تختزل نصف مكونات المجتمع ولكن فعليا هي النصف ما وراء المنتصف .هي المنجبة المربية،الحاضنة،المنشئة والمسيطرة فكريا ومعنويا ومنهجيا في عالمها الصغير . من هناالمسؤولية الكبرى لأي خلل تكويني لدى الذكور يقع على عاتقها وتكون الام عماد المشكلة ومنبعها . من هنا نسلط الضوء ونتوجه بعدستنا نحو الطفولة وتأثيرها على مستقبل شبابنا وشاباتنا.من وصايا الدين الاسلامي رحمة الاطفال والرأف به حتى انه منح الجنة مقابل فرحة الصغار ٠ فما نزرعه في السبعة نحصده في الرؤية .
لم يفرق الاسلام في المنظومة التربوية بين الجنسين ،أوجب لهما الفرائض سيان .
وعلى عكس المعتقد أوصى الذكر بالأنثى وجعله قواما لها ودرعا وكفيلا لرقتها وحشاشتها وضعفها .
وكما أمرها بالطاعة أوصاه بطيب الكلام وحسن المعشر . عندما نتخذ الاسلام سبيلا لنهج الطفل وتربيته سنصل الى الاحترام والتقدير المتبادل بين النسيجين ٠
السؤال الذي يفرض نفسه هنا ما هي الخطوات البناءة لتربية سليمة خالية الشوائب ؟
-أولا:التعامل مع الاسرة على انها مجتمعنا المصغر الذي يفرض الاحترام لحقوق وآراء الأفراد وعدم التمييز فيما بينهم . القانون مع وعلى الجميع سواء دون استثناء ً.
-ثانيا:ترويض الطفل على مبدأ الثواب والعقاب في الترغيب والترهيب
-ثالثا: ان يكون الأب السلطة التشريعية للأسرة والأم السلطة التنفيذية بإعتماد قانون متفق عليه من قبل الطرفين بالتوافق والحوار مع غالبية التصدر العقل الذكوري على العاطفة الأنثوية .
-رابعا:تثقيف الطفل وتدريبه على مبدأ الحقوق والواجبات ،التعليل والحوار ،التسامح والاعتذار .