جو جبيلي يرصّع منحوتاته الخشبية بتشكيلات معدنية

الجسرة الالكترونية الثقافية- الحياة اللندنية-
الفنان جورج (جو) جبيلي كندي – لبناني. سافر إلى كندا عام 1975 على رأس بعثة لمعلمي المدارس الرسمية في لبنان لتدريب عناصرها على الوسائل السمعية البصرية، تمهيداً لإنشاء مشروع لوزارة التربية اللبنانية. وبقي في كندا لاستقبال بعثة أخرى لكلية الفنون. إلا أن ظروف الحرب الأهلية (1975- 1990) حالت دون عودته.
تمتع جبيلي بمؤهلات علمية ومهنية وفنية وأدبية رفيعة، فهو كما يقال «مسبّع الكارات». تخرج أستاذاً من دار المعلمين في بيروت، وفناناً من كلية الفنون اللبنانية، ومجازاً من كلية العلوم الاجتماعية، ومدرساً كندياً لمادة الوسائل السمعية البصرية في معاهد مونتريال، وخبيراً في الطباعة وتحليل الخطوط والعلاج النفسي خلال التنويم المغناطيسي، ومؤلفاً وكتاباً وشاعراً وتاجراً. وحاليا يملك معملاً للنحت، وغاليري لعرض منحوتاته الخشبية والبرونزية. وهو صاحب شركة «تي أم» المتخصصة في إنشاء المواقع الإلكترونية وتصميم الرموز (لوغو) والإعلانات للشركات والمؤسسات التجارية.
نشأ منذ صغره على الفضول والطموح، وتربى -كما يقول لـ «الحياة»- على تقليد جده في صناعة الحجر والخشب، كإصلاح المحدلة والجاروش وصناعة أرجل الكراسي ومقابض القدّوم ومقابض الأبواب وغيرها من الأدوات المنزلية والزراعية. وتطورت هوايته من الفطرة إلى الاحتراف. وتعمق في الدراسة المتخصصة إلى أن أصبح بعد إنشاء معمله عام 2005، «جراحاً» ماهراً للخشب، وخبيراً في أنواعه وخصائصه، وبارعاً في تقنيات الحفر وصناعة المنحوتات الأثرية والحديثة بأشكالها وأحجامها وألوانها وزخارفها المختلفة، وعارضاً في المتاحف والصالات، وتاجراً لمنحوتاته داخل كندا وخارجها.
وكان العام 2010 محطة مهمة في حياته الفنية، إذ تسنت له المشاركة في مباراة عالمية للرسامين والنحاتين، نظمتها مؤسسة (SMBA) للفنون الجميلة التابعة لمتحف اللوفر في باريس.
وحظي جبيلي، دون غيره من المشاركين، بعرض منحوتتين على شكل تمثالين، أحدهما مصنوع من خشب الزيتون والثاني من خشب التوت. وسرعان ما أصبح الفنان الوحيد في العالم الذي أدخل الفن التشكيلي إلى منحوتاته الخشبية، ووشحها بألوان إكريليكية راقية، وصبها في قوالب من البرونز المذهب، وزينها بهياكل جذابة من الألومينيوم والفولاذ، وحبكها بخيوط براقة متوازية ومتشابكة، وصممها في تشكيلات رائعة جمعت الأصالة والتجدد في فنون الحضارات العالمية.
أسس غاليري جبيلي عام 2013 في مونتريال، وتحتوي على بانوراما من المنحوتات، بينها على سبيل المثال تمثال لأحد أمراء جبل لبنان وعرائس وراقصات الفالس واللون الشرقي الشعبي وتنين صيني أرجواني ورجل النابالم المحروق والحصان التائه، فضلاً عن اللوحات التي تمثل الطبيعة وطيورها وكائناتها المختلفة. ويراوح ثمن المنحوتة الواحدة التي تباع في المتاحف الكندية والمعارض العالمية في نيويورك وأتلانتا وباريس ولندن بمبالغ تتراوح بين 2000 و 20 ألف دولار.
يذكر أن جبيلي أصدر أخيراً كتاباً أنيقاً باللغتين الفرنسية والإنكليزية بعنوان (Joe Jbeily- Sculpteur)، وهو بحد ذاته لوحة فنية ويختصر مسيرته الفنية والمهنية، ويشتمل على 119 منحوتة خشبية وبرونزية تشع بألوانها الجذابة، كما أصدر كتاباً آخر بعنوان «Le Livre Croche»، أي ما يسميه الكتاب «الأعوج» الذي ينتقد المحرمات الاجتماعية والدينية السائدة في المجتمع اللبناني الاغترابي.