سيلستي إنغ: الكتابة صرخة في العالم

الجسرة الثقافية الالكترونية
أصدرت الكاتبة الصينية سيلستي إنغ رواية “كل ما لم أخبرك به”، التي تدور أحداثها في أواهيو خلال سبعينيات القرن الماضي، وتدور الرواية المثير حول امرأة أمريكية من أصل صيني تقابل حالة عارضة من العنصرية في متجر بقالة، تبدأ بأن تقول لها امرأة “أوه، هل أنت صينية؟، يمكنني أن أعرف هذا من العينين”.
“ذلك شيء حدث لي بالفعل”، تقول سيلستي إنغ، التي تفوقت روايتها هذه على روايات لهيلاري مانتل وستيفن كينغ لتفوز بلقب “كتاب العام من أمازون”، وفقاً لصحيفة غارديان البريطانية.
وأضافت سيلستي: “لا أعتقد أن الرجل الذي قال لي ذلك كان يقصد إيذائي، ولكن مجرد أن قول ذلك يبيِّن أننا لسنا في مجتمع ما بعد العنصرية، وإنني أكاد أضحك حينما يقول أحد إننا في أمريكا نعيش في هذا المجتمع”.
وتعيش سيلستي إنغ في مساتشوستس مع زوجها المحامي وابنهما ذي السنوات الأربع، تحكي رواية إنغ قصة اختفاء مراهقة، تبدأ بوضوح غريب: “ليديا ماتت. وهم لا يعرفون هذا بعد”. عمل دقيق ومحكم، يكشف أسرار أسرة ويحكي بالتفصيل ما تعيشه من أسى وندم.
تقول الكاتبة: “الكتابة أشبه بالصراخ في العالم، فحينما يردُّ أحد بصرخة، يكون ذلك حدثاً كبيراً، عندما يأتي أشخاص وقد قرأوا المئات والمئات من الكتب على مدار عام فيقولون (نحن نرى أن هذا الكتاب بالذات عظيم) فذلك شيء كبير ودفعة كبيرة للتقدير الذاتي، ومعنى ذلك الاهتمام الكبير في ما أرجو هو أنني سأكتب كتاباً آخراً”.
تعترف إنغ بأن لديها “مشاعر معقدة” حيال أمازون، ففي وقت سابق من العام الحال، تورطت الشركة العملاقة في جدل كبير مع دار نشر هاتشيت بسبب دأب الشركة على بيع الكتب بخصم كبير يقلل كثيراُ من قدرة الناشرين والمؤلفين على تحقيق الربح.
تقول: “من الصعب ألا يشعر المرء بأن ما تفعله شركة أمازون لن يؤذي الصناعة والكتّاب، وأغلبهم على الأقل ليست لديهم موارد كثيرة.، وأعرف الكثيرين ممن لديهم أسئلة منطقية حول أنشطة أمازون، ولكن الفريق التحريري في ما أظن مؤلف من أشخاص يحبون الكتب فعلاً ويريدون دعمها، وما هم الذين يضعون سياسة الشركة”.
نشأت إنغ، شأن بطلة الرواية، في حي ذي أغلبية بيضاء، انتقل والداها، وكلاهما عالمان، من هونغ كونغ إلى الولايات المتحدة في الستينيات لتولد إنغ في حي للطبقة العاملة في بيتسبرغ.
وفي المدرسة لم يكن ثمة غير تلميذين فقط من غير البيض، هي وتلميذ أمريكي أفريقي، درست الإنجليزية في هارفرد، وتخرجت في قسم الكتابة الإبداعية بجامعة ميشيجن، وعملتُ في كثير من المهن الغريبة، شأن أغلب الكتّاب، كتصحيح الكتب، وكتابة عروض باوربوينت للأطباء بهدف “ملء الحساب المصرفي قليلاُ، وتوفير الفرصة لشيء من الكتابة”.
في الرواية، ليديا هي الابنة المفضلة بين 3 أبناء لامرأة بيضاء تدعى مارلين، وأمريكي مهاجر من الصين يدعى جيمس، تدور أحداث الرواية في السبعينيات، لكن إنغ تعترف بأنها لم تكن بحاجة إلى إجراء أية أبحاث في ما يتعلق بالجزء العنصري في الرواية، إذ تسلل هذا الجزء إلى الرواية عرضاً.
وتندهش أيضا من حقيقة لهفة الناس على سؤالها عن الكتاب، وذلك لأنها لم تعتد بعد على مسألة أن يكون لها كتاب يتمكن العالم من قراءته، “الأمر أشبه بأن يراودك حلم شديد الواقعية، ثم تذهب إلى مائدة الإفطار، وقبل أن تحكي أي شيء عنه، إذا بالناس يسألونك عما حدث فيه، فتقول لهم لحظة! كيف عرفتم بما أفكر؟
……..
الاناضول