شمة الكواري أول أديبة قطرية تفوز بجائزة أدب الطفل

الجسرة الثقافية الالكترونية

 أشرف مصطفى 

 

كرم سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث مساء أمس الفائزين بجائزة الدولة لأدب الطفل في دورتها السادسة بفروعها الخمسة وهي الشعر والرواية ورسوم قصص الأطفال وموسيقى أغاني الأطفال وتطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية، حيث فازت الأديبة القطرية شمة شاهين الكواري، بجائزة الرواية عن عملها “شاهين” مناصفة مع الأديب المصري يعقوب الشاروني عن عمله “سفن الأشياء الممنوعة”، لتكون الكواري أول أديبة قطرية تفوز بهذه الجائزة منذ تدشينها. وقد قام سعادة وزير الثقافة بتكريم الفائزين حيث فاز أيضاً في مجال الشعر كل من السوري مصطفى عدنان عن عمله “تعالوا نتعلم من سيرة رسول الله”، مناصفة مع السعودي حسن مبارك عن عمله “اسمه أحمد”. وفي مجال رسوم كتب الأطفال فاز الأردني نضال البزم عن عمله “حبات البلوط” مناصفة مع السورية نورا بشير عن عملها “نجمة الأحلام”، وفي مجال موسيقى أغاني الأطفال، فاز الأردني إبراهيم الدقاق عن عمله “ألبوم أغاني- أربع أغاني”، كما تم تكريم عدد من البراعم الذين تميزوا في مجالات مختلفة من الفنون على مدار العام الماضي، وكذلك عدد من الإعلاميين.

 

وزير الثقافة أكد في كلمة له أن هذا الحفل بمثابة حصد ثمار بعض ما تم زرعه في ميدان الرعاية الثقافية للطفل في دولتنا الناهضة، ووجه التحية لراعي نهضة قطر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم حمد بن آل ثاني أمير البلاد المفدى – حفظه الله – الذي رسم أبعاد هذه العملية الحضارية كما بدا جلياً في رؤية قطر الوطنية، كما تقدم لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأصدق عبارات الثناء والتقدير والشكر لما قدمه لبلدنا الغالي قطر بشكل عام وللطفولة بشكل خاص، وأضاف: يسرني أن أعبر عن التقدير والشكر لصاحبة المبادرة في استحداث هذه الجائزة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التي أبدت اهتمامها بتأسيس جائزة في مجال أدب الطفل وثقافته، وتابع قائلاً: لقد أدركت دولة قطر ومن خلال قيادتها الحكيمة أن سعادة الطفل تكمن في سعادة الأسرة، ولذلك وفرت للأسرة كل مستلزمات الحياة، ولتمنحها فرصة اكتشاف مواهب أطفالهم وقدراتهم الإبداعية.

 

“برامج الطفولة”

 

وأضاف في الجانب الآخر اهتمت الدولة بالبنى التحتية والمراكز الخاصة بالطفولة، وبرامج الطفولة المتنوعة وحماية الطفل القطري وجاء انطلاق جائزة الدولة لأدب الطفل تتويجاً للعمل الجاد نحو أدب راق لطفولة واعية معاصرة تستند إلى قيمها العربية والإسلامية، وتأسى سعادة الوزير لما يتعرض له الأطفال العرب من العنف الممارس عليهم من شتى صنوف الإيذاء البدني المباشر وغير المباشر، وقال إن أطفال الحروب هم ضحايا العنف المسلح وهي القضية الأشد إقلاقاً حيث تجري الحروب بوقود من أطفالها عبر استغلالهم وتسليحهم ودفعهم للتعصب والاقتتال والموت. مضيفاً أن القلق الذي يساورنا ليس غياب برامج الطفولة وأنظمة الحماية، بل ما يتعرض له الطفل من عنف وقتل وتهجير بسبب الحروب، وختم حديثه مؤكداً أن الدوحة ستظل الملتقى الراقي للإبداع، وستواصل استقطاب النخب المثقفة من كل بلاد العرب، وإتاحة الفضاء الحر اللازم للحوار الثقافي الخلاق.

 

 

 

“مبادرات رائدة”

 

من جهته ألقى كلمة الفائزين خلال الحفل الأديب يعقوب الشاروني الذي قال: بِاسْمِى وبِاسْمِ الفائِزينَ بِجَائزِة الدَّوْلَةِ لِأدَبِ الطِّفْلِ فى دَوْرَتِها السَّادِسَةِ، نتقدَّمُ بالشُّكرِ إلى وِزارَة ِالثقافَةِ بِدَوْلَةِ قطرَ، ِلـدَعْوَتِنا لحُضورِ هذا الحَفْلِ لِتَكْريمِ الفائِزِينَ، ونَرجُو أن يَتواصَلَ هذا الاهتمامُ بِأدبِ الأطْفالِ عَلى مُسْتَوَى العالَمِ العَرَبىِّ كُلِّهِ، وأشاد الشاروني بفئات الجوائز المتعددة وتخصيص جائزة من ضمنهم في مجال روايات الخيال العلمي، وتابع قائلاً إن عُمْرُ التوسُّعِ في الكِتابَةِ للأطفالِ العربِ، لا يتجاوَزُ عَشراتِ السِّنينَ القليلةَ الأخيرةَ، لذلك كانَ لابدَّ من تَحْفيزِ مُبْدِعي كُتُبِ الأطفالِ على مواصلَةِ إبداعِهم، والارتفاعِ بِمُسْتَواهُ، مضموناً وقيمةً وشكلاً، وشدد على أنَّ كِتابَ الطِّفْلِ الجَيِّدَ يَحتاجُ إلى تضافُرِ كثيرٍ من الفُنونِ معًا، من إبداعٍ أدبِىٍّ، ورَسْمٍ، وإخْراج. وفُنونِ طِباعةٍ، وهُوَ ما يرتفعُ كثيرًا بتَكْلفةِ كِتابِ الطِّفْلِ عن تَكْلفةِ الكُتُبِ المُوَجَّهَةِ إلى البالغينَ، مضيفاً: لِهَذا جاءَتِ المُبادَراتُ الرَّائدُةُ ، بِتَنظيمِ مُسابقاتِ الدَّوْلَةِ السَّخِيَّةِ لِأدَبِ الأطْفالِ، ومِنْ أهَمِّها الجائزةُ التي نَحتفِلُ هنا، واليَوْمَ ، بِتَكْريمِ مَن يُمَثِّلونَ المُبدعينَ فى عددٍ من أهَمِّ مجالاتِها.

 

“مشاركة كبيرة”

 

ومن جانبها قالت نوف إبراهيم العبدلله عضو مجلس أمناء الجائزة كلمة عن مجلس الأمناء: يحدونا الأمل لنسجل هذا العام أكبر مشاركة من كتاب وفنانين قدموا ما لديهم من نتاج متميز في المجالات المطروحة (الشعر – الرواية – رسوم قصص الأطفال – موسيقى أغاني الأطفال – ألعاب الأطفال الألكترونية) حيث شارك أدباء كثيرون، ممن قدموا نتاجاً أدبياً متميزاً، وبرزت من بين هذا العدد الكبير من المشاركات من شتى أقطار وطننا العربي نخبةٌ كان لها نصيب الفوز بالجائزة؛ ليسهموا في رفد المكتبة العربية بإصدارات مهمة في ميدان أدب الطفولة، الذي يعاني من نقص كبير، مؤكدة إن وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية، وعلى رأسها سعادة الوزير الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، ترعى بمنهجية هادفة الثقافة والمثقف والإبداع والمبدع؛ لأنها حريصة على أن تقدم النموذج الحضاري لدولة قطر. ولذلك فإن جائزة الدولة لأدب الطفل تعمل حالياً على إقامة ورش تعليمية تدريبية تنمي مهارات الأطفال القطريين والعرب المتواجدين في دولة قطر؛ كي تسهم في الكشف عن مواهبهم وقابلياتهم ونعمل على تطويرها، ولأول مرة تتم طباعة الأعمال الفائزة بجائزة الدولة لأدب الطفل بطريقة برايل (للمكفوفين) وبالتعاون والشراكة مع مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، فلهم منا كل الشكر والتقدير على تعاونهم.

 

يشار إلى أن الدورة السادسة تنوعت المشاركات من العديد من الدول العربية وبلغت 116مشاركة في فروع الجائزة التي باتت تحظى بسمعة طيبة في الأوساط الثقافية على مستوى الوطن العربي، بسبب الموضوعية والدقة في اختيار الأعمال الفائزة، وأن الانحياز الأساسي للعمل الجيد مهما كان الكاتب، ولقد تم اختيار ديوان شعري بعنوان “عبير الهدى” للشاعر مصطفى محمد عبد الفتاح من سوريا ورواية “العودة إلى الأرض للكاتب عبد الهادي سعدون من العراق ليتم طباعتهما على نفقة وزارة الثقافة والفنون والتراث نظراً للمستوى الجيد لهما وإن لم يفوزا بجائزة، بالإضافة إلى ترجمة بعض الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية لتتاح هذه الأعمال للأطفال العرب الذين يعيشون في دول المهجر من خلال الجمعيات العربية، وذلك تأكيداً على ارتباطهم بثقافتهم الإسلامية والعربية.

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى