قصائد وشهادات في تأبين الفنان حمادي الهاشمي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول في مقره في المسرح الوطني أمسية تأبينية للفنان العراقي الراحل حمادي الهاشمي الذي وافته المنية يوم 7 يونيو الجاري في بلجيكا، قدّمها الشاعر سالم بوجمهور وشارك فيها عدد من الشعراء والأدباء من أصدقاء الراحل ومحبيه .
قال بوجمهور: “لقد تفاجأنا جميعاً بخبر رحيل الشاعر والفنان العراقي حمادي الهاشمي، وكان صدمة كبيرة، وأعزّي باسمي وباسم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أسرة الراحل وأصدقاءه ومحبيه، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، وسنعمل خلال الأيام المقبلة على توثيق تجربته المتميزة في الفن والشعر” .
وتحدث الفنان محمود الرمحي عن تجربة الراحل الفنية وما تتفرد به من مميزات من أهمها اعتمادها على البعد الأكاديمي، الذي يشكل إطارها المرجعي، حيث يركز الهاشمي في أعماله على توزيع المواد الفنية بطريقة منهجية وعلمية مدروسة .
وأشار إلى أن ما حاول أن يخرج منه الراحل أو يخرج عليه في اغترابه أصبح صميماً في ذاته وأعماقه، بما في ذلك الهوية العربية الأصيلة النابعة من جنوب العراق، حيث ولد، أو الثقافة العربية العريقة .
وتطرق الدكتور معن الطائي للجانب الإنساني والإبداعي في تجربة الهاشمي، وقال: “حمادي الصديق والإنسان الحالم والمبدع باللون وبالكلمة، ما تركه فينا وبيننا سيظل نابضاً بالحياة، ويذكرنا في كل لحظة وفي كل موقف بالجماليات الإنسانية العالية التي تجعل من الحياة مكاناً يستحق العيش ويتسع للحلم .
وأضاف: هو حالة إنسانة مميزة، وشخصية تركبت في ظروف صعبة، جعلها تتوجس من الغريب، ومخالطة العامة، تدفقت روحه إبداعاً، جمع بين اللون والكلمة في تجربته، فكان شاعراً مبهراً وفناناً مبدعاً وقاصاً متميزاً، أنتج 12 مجموعة شعرية في منتهى الرقة والبساطة، و3 مجموعات قصصية غير منشورة، لكن المفارقة الغريبة أنه يكتب القصة القصيرة بنَفَسٍ مأساوي حزين، عكس الشعر .
ولم يتوان أصدقاء الراحل من الشعراء عن رثائه والحديث عن وقع المصاب في نفوسهم والفراغ الذي أحدثه فيهم، وقرأ الدكتور إياد عبد المجيد قصيدة استحضر فيها أعمال الراحل وإبداعاته والأثر النفسي والإنساني الذي أحدثه رحيل على عجل وقال:
أي هذا الجميل السعيد/ أي هذا البهي الهاشمي/ أنت في الغيب تحتفي بخطانا/ وخطى الدرب من خطاك اصطفينا/ أنت بعد اللقا صرت حلماً/ إنما الوصل أن يقال مضينا/ كم شربنا من السراب كؤوساً/ وعلى خدعة السراب مشينا .
وقرأت الشاعرة الدكتورة نعيمة حسن قصيدة رثائية للراحل قالت فيها:
ما عاد في الفرشاة من لون/ ولا في أخريات الليل/ تطلع نجمتان/ ما دام من رسم/ النوافذ قد غفا/ لا توقظوه بل اكتبوه على جدار الوقت لحظة /لا جدال عن الزمان عن المكان/ ما دام ثمة في وجودك رحلتان .
وعاد الشاعر نعيم إبراهيم عيسى إلى التغني بأصل الراحل وخصاله وأعماله وقال في رثائيته:
حزت المعالي إذ غدوت مكافحاً/ ترك الدِّيار مهاجراً ظمآنا/ مذْ كنت في كنف العراق مواطناً/ ترجو الأمان لكل فرد بانا/ أعطيت في جلّ الفنون مآثر/ خلّدت فيها للأنام زمانا/ دانت لك الألفاظ إذ ألفتها/ لوحات فنّ تستثير بنانا/ يغدو لديك الفن منهل أمة/ تعطي الحداثة صبغها ألوانا .