لأول مرة.. مجلدان لرسائل دوستويفسكي بالعربية

تستعد “دار السؤال” في العاصمة اللبنانية لإصدار مجلدين يضمان أكبر مجموعة من رسائل دوستويفسكي في طبعة فاخرة ترجمها المترجم العراقي خيري الضامن.

وتأتي الرسائل في حوالي ألف صفحة وتعد الأكبر في تاريخ ترجمات الأدب الروسي إلى اللغة العربية.

يقول المترجم المعروف عن مشروعه الذي يشكل ظاهرة في عالم الترجمة لسنة 2017، لموقع روسيا اليوم: “فراغ كبير آخر في المكتبة العربية تسده دار سؤال، وتباغت عشاق الأدب الروسي بمفاجأة سارة ثانية بعد ترجمة روايات بلاتونوف التي شهدت إقبالا كبيرا عام 2016”.

ويتابع “إذا كان بلاتونوف يخاطب نخبة من القراء، فجاء استحسان رواياته على مواقع التواصل الاجتماعي في حدود أربع نجوم النخبة لا تشارك عادة في هكذا تصنيفات، فإن رسائل دوستويفسكي موجهة بنفس القدر إلى جميع فئات القراء من العامة والخاصة، وينتظر ان يأتي تقويمها أعلى من تقويم بلاتونوف”.

ويوضح الضامن: “رسائل دوستويفسكي عبارة عن رواية وثائقية ضخمة في 250 فصلاً- رسالة لا تقل إثارة عن سائر إبداعاته الروائية. أبطالها الرئيسيون، وفي مقدمتهم دوستويفسكي نفسه وأخوه ميخائيل، والثانويون، صغارا وكبارا، يعيشون حياة قصيرة في الغالب، إلا أنهم يتطورون في إطارها من جميع الوجوه، يصنعون الأحداث الدرامية فتسحقهم وينصهرون في بوتقتها، ويموتون، فيما تبقى زوجة الكاتب آنّا غريغوريفنا التي لها حصة الأسد من الرسائل، والتي تعيش قرابة 40 عاماً بعد وفاة زوجها وتنشر مذكراتها الشهيرة عنه في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين”.

ويضيف “ومهما كانت معرفة القارئ العربي كبيرة بحياة دوستويفسكي، الذي يتحدث العالم عنه من سنين وسنين، ففي رسائله معلومات أغنى وأعمق وأدق. إنها دائرة معارف شاملة عن حياة المجتمع والاتجاهات الفكرية في القرن التاسع عشر، وبخاصة عن الأدب الروسي في عصره الذهبي. وأراهن ان القارئ سيطالعها من ألفها إلى يائها خلافاً لكل الإنسكلوبيديات التقليدية. كما تأتي أهمية الرسائل من كونها مختبرا أدبيا تجريبيا وظفه دوستويفسكي، وخصوصاً في المراحل المبكرة من حياته، لشحذ موهبته وطاقاته الإبداعية وصقل أسلوبه الروائي الآسر”.

وختم المترجم العراقي: “أما أنا فقد عايشت أجواء دوستويفسكي وحياته الشخصية مرتين بشعور يصعب توصيفه. لعله مزيج من الغبطة والكآبة. المرة الأولى حينما عكفت على ترجمة هذه الرسائل طوال عام 2016، والمرة الثانية على مدى عدة أسابيع من عام 2017 حيث راجعت الترجمة النهائية قبيل صدور الكتاب، ولا جدال اني كنت في منتهى السعادة”.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى