لانا المجالي تقول للعيد ..

الجسرة الثقافية الإلكترونية -خاص-
صَوْت عصا جدّي برأس ثعبان وهي تعزف موسيقاها السَّماويّة صاعدة درجة.. درجة فوق سلّم بيته؛ إعلان للعيد في مدن طفولتي.
لم يكن يتوكّأ عليها أثناء تنقله في شوارع “الكرك”، وهو ينتقي هدايا العيد؛ فقد كان ظهره مشدوداً مثل سارية لعلم بلادي، لكنّها وبقيّة الأشياء الحميمة؛ العباءة، والمنديل، والعقال، وبيت السلاح، التَّفاصيل الضرورية ليكون هذا الرجل جدّي.
العيد بعدها بسنوات طويلة، كان يعلنه صَوْت القلم يكتب رسائل طويلة في غرفةٍ تطلُّ نافذتها على الحبّ. كان يعلنه لاحقاً، صوت “الخلّاط” وأنا أحضِّر العصير، في بيتي الخاص، وأجهِّز إفطار عائلتي الصّغيرة “الملوكي” ، قبل أن أدسّ سجادة صلاة خضراء في حقيبةٍ صغير.
صَوْت طفلي معترضاً على حمّام الصباح، وصوت الألعاب في مدينة الملاهي، خلال أعوام ماضية.
صَوْت رنين، أنتظره منذ عامين، سيعلن العيد عندما يهاتفني ابني وهو يقضي العيد في مدينة أخرى ليقول لي بكلمات:”كلّ عام وأنتِ بخير”، أو من دون كلمات ” أنا كبرت”.
هذه الأصوات التي أعلنت أعيادي؛ كانت طارئة دوما، ومزاجيّة، وخائنة، ومتقلّبة.
الصّوت الوحيد الذي لم يخذلني أبدا، لم يتغيّر، ولم يمت، ولم يكبر.. هو صوت تكبيرات صلاة العيد ترتفع في السّماء لتعلن دائماً أنّ: “الله أكبر”.