وزير الثقافة يدشن كتاب “باقة من التاريخ”

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، دشن صباح أمس سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، كتاب “باقة من التاريخ” لمحققه خالد بن محمد البوعينين وذلك بمبنى الوزارة، وسط حضور كبير لحشد من الأدباء والعلماء والمثقفين.

 

وقال د.الكواري خلال الحفل الذي نظمته إدارة البحوث والنشر التي أصدرت الكتاب “إننا في حاجة إلى الاهتمام بالتاريخ العربي والإسلامي في كل مرحلة من مراحل حياتنا، وخاصة في هذا العصر، والذي ظهرت فيه العديد من الانشغالات، وجعلت الكثيرين بعيدين عن التاريخ، والذي يعد الكتابة فيه ليس بالأمر اليسير، بقدر ما يحتاج إلى بحار ماهر وحاذق”.

 

وأضاف سعادته “لذلك نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على التاريخ الإسلامي في كل مراحله، وخاصة المرحلة التي تناولها الكتاب”. موجها التحية إلى الأديب خالد البوعينين على قيامه بتحقيق هذا الكتاب القيم والمتميز، والذي نحن بحاجة إليه لنقل المعلومات المهمة من تاريخنا منذ عصر الخلفاء الراشدين، وحتى نهاية الخلافة العباسية”.

 

 

 

نوادر وطرائف

 

ووصف وزير الثقافة طريقة كتابة المحقق للكتاب بأنها تمت بطريقة جذابة، كما أنه تم تضمين العمل لمجموعة من النوادر والطرائف، ما يجعل من قراءة التاريخ متعة.

 

وقال د.الكواري إن المؤلف قدم للقراء هذه الباقة المتميزة من التاريخ، “والتي لو لم يتم تحقيقها في الوقت الراهن، لما أطلع عليها إلا فئة قليلة من الخاصة. لافتا إلى أن المحقق حرص على أن يشاركه رجال متخصصون في التاريخ والعلم، يعرفون ماذا يكتبون، مثل فضيلة الشيخ محمد العريفي، وعالم المسكوكات الأستاذ إبراهيم جابر الجابر.

 

ويغطي الكتاب حقبة زمنية تمتد قرابة 650 عاما منذ عهد الخلفاء الراشدين وحتى الدولة العباسية، ويعد إصدار الأديب خالد البوعينين لكتابه المتميز “باقة من التاريخ”، تحقيقا لديوان الشاعر العالم الشيخ ثاني بن منصور بن راشد العلي آل بوعينين، بمشاركة عالم المسكوكات الأستاذ إبراهيم جابر الجابر، وتقديم الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

 

واحتوى الكتاب على جوانب تاريخية بسياق شعري وصور نادرة، وتميز بالسلاسة البعيدة عن التعقيد والتطويل وحمل نكات واستطرادات، متضمنا صورا فوتوغرافية ذات جودة عالية، استطاع البوعينين توفيرها من خلال أسفاره بعدة دول، لتوثيقه للمرحلة التي تناولها الكتاب.

 

بدوره يشير فضيلة الدكتور علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العام لعلماء المسلمين، إلى أهمية دور العلم والعلماء في حفظ التاريخ وكتابته. مثمنا رعاية معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لتدشين الكتاب، “انطلاقا من اهتمام الدولة وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للعلم والعلماء، لافتا إلى أن صناعة العلم، لا تقل أهمية عن غيرها من الصناعات” مشيرا إلى حرص الدولة على تخصيص أعلى نسبة من موزنتها للبحوث العلمية والتعليم، “لتصبح من أعلى الدول في العالم التي تهتم بالبحوث العلمية، ما يعكس أهمية الجانب الثقافي والحضاري في اهتمامات الدولة”.

 

كما ثمن د.القرة داغي جهود سعادة وزير الثقافة في الاهتمام بالعلوم، وبذله لكل جهد للعناية بالعلوم، وتشجيع المبدعين والباحثين على التأليف. موجها الشكر والتحية أيضا إلى الأديب خالد البوعينين، على تحقيقه لهذا الكتاب، واهتمامه بهذه المرحلة التاريخية من تاريخ العرب والمسلمين.

 

من ناحية أخرى أشار عالم المسكوكات الأستاذ إبراهيم جابر الجابر، إلى أهمية المسكوكات في العصر الإسلامي، وما كانت تمثله من دور إعلامي كبير، لما كانت تتمتع به من نفوذ وسرعة تداول وانتشار. لافتا إلى أهم المسكوكات التي تضمنها الكتاب.

 

 

 

باقة من التاريخ

 

ومن جانبه، تناول الأديب خالد البوعينين أهمية تحقيقه لكتاب “باقة من التاريخ”. مؤكدا أنه كتاب يجمع بين (التاريخ شعرا) و(التاريخ المختصر نثرا) و(الاعتماد الكامل على مجموعة قليلة ومختارة وموثوقة من أمهات كتب التاريخ كالبداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الخلفاء والملوك وتاريخ الطبري وابن الأثير وغيرها) و(المسكوكات الإسلامية المستخدمة في عهد كل خليفة، مع شرحها الدقيق) و(صور لمقتنيات النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ما يحفظ في المتاحف العالمية) و(صور للفن الإسلامي في الخط والخزف والنسيج والحلي والعمارة في المساجد والقصور).

 

ولفت البوعينين إلى أن الكتاب صدر في طبعة أنيقة، وذلك لأهمية ما يحمله من مضامين وأحداث تاريخية، جرى تناولها في سياق شعري مبدع، فيما ضم الكتاب صورا عالية الجودة، لمقتنيات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، والعديد من الصور المتميزة التي تعكس العمارة الإسلامية التي انتشرت خلال الفترة التي تناولها هذا الإصدار، الذي سيكون أحد أبرز الإضافات المهمة للمكتبة العربية والإسلامية بشكل عام.