أعمال فنية تحاكي الواقع وتظهر تفاعلاته الحسية والبصرية: أردنيات يقدمن رؤى جديدة لعالم التصميم الداخلي

الجسرة الثقافية الالكترونية
اية الخوالدة #
«روّاد 5: ست مصممات أردنيات» عنوان المعرض الذي يقيمه غاليري «نبض» في العاصمة الأردنية عمان، حيث تشارك فيه كل من المصممات نسرين أبوديل، سوزان أبو جابر، ميسون حيمور، فيونا قسيسية، مها قعوار وتتيانا رفاعي، وبرعاية الأميرة وجدان الهاشمي، رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة.
يعد هذا المعرض الخامس في سلسلة معارض «روّاد» الذي تقيمه «نبض» سنويّاً، حيث تعرض ست مصّممات أردنيات مجموعة من الإبداعات الفكرية والزخرفية والعملية لتصاميم داخلية فريدة صُمّمت لهذا المعرض. فأعمال أبوديل مستوحاة من جماليات التطريز التقليدي، بهدف تعميم فكرة الوحدة، فيما تعرض أبو جابر سلسلة من العلاّقات التي توضع على الحائط، والمستوحاة من هياكل الأسماك التي تٌستخدم فيها الألوان والمواد بطريقة إبداعية لتعكس صفات وأساليب مختلفة. أما حيمور فتبرز في معروضاتها جمال النحاس والخشب والحجر بهدف إثارة الانطباعات الحسّية والبصرية لدى المشاهد، كما تظهر تفاعل هذه المواد مع بعضها بعضا. وتستوحي قسيسية أعمالها من تعددية استخدامات الأشياء، إذ تعكس مرآتها الطويلة كبيرة المساحة والضوء لتقسّم أو تغطّي الحائط، في حين تحمل رفوفها المتعددة الاستخدامات مواد عديدة مفضّلة، وتفرض إيقاعاً أفقياً وعمودياً على الجدار. وكمصمّمةٍ بيئية، تطوّع قعوار الخشب مادتها الأولى مسلّطةً الضوء على صلابته ودفئه ومطاوعته عبر مقعدها الطويل البسيط وشمعداناتها، فيما تتميز رفاعي بعرض لوحات على الخشب وعلى القماش تبرز العناصر الحضارية ضمن ظلال من اللون الأزرق والألوان الطبيعية.
جاءت مشاركة قسيسية بعنوان «المرآة والرف» حيث تقول: «تعجبني المواد التي تحمل وظائف متعددة، فمرآة الحائط تعكس الضوء والمكان وتفرض فخامة وجودها من خلال حجمها وملمسها. أما الرف فإن تعدد استخداماته يسمح له بحمل عدة مجموعات من الكتب أو الزجاجات أو أشياء أخرى، وحين يتم ضم عدة رفوف معاً يصبح بالإمكان إيجاد نظام رائع للتخزين على الحائط».
في هذا المعرض، تظهر أعمال قعوار منسجمة بشكل نموذجي مع هويتها كمصممة، فهي على طول مسيرتها المهنية التي تمتد خمسة وعشرين عاما، واظبت على التعبير بوضوحٍ وفرادةٍ ميّزت تصاميمها عن غيرها. إذ تتجاوب مع خطوط الخشب وتذهب به إلى حيث تتطلّب منه طبيعته أن يكون، ثابتاً، دافئاً وليّناً، كما أنها تفرض الزوايا برفقٍ وهدوء، وتربط العمودي بالأفقي، ولكن بأصالةٍ وبدرجةٍ عاليةٍ من النضج باتجاه تحقيق الجدلية بين المساحة والحجم.
وحول مشاركتها في المعرض تؤمن حيمور بأن التصميم في قلب كل الأشياء التي نفعلها، فنحن محاطون بالتصاميم في كل لحظة من حياتنا اليومية، سواء كانت تصاميم بنايات أو ملابس أو أشياء أخرى. كما أنها تجد إلهامها في التاريخ والثقافة والأطعمة والألوان والتقاليد المنتشرة حول العالم. وحيمور في تصاميمها تستخدم في تجميع الطاولات النحاس والخشب والحجر لتظهرهم بطريقة غير مسبوقة في عالم التصميم.
بينما تعكس أعمال أبو ديل التي حملت عنوان «وحدة» جمال فن التطريز، حيث يتم دمج مجموعة من الغرز، يطلق عليها في عالم التطريز اسم «الوحدة». وتقول: «من هنا يأتي مصدر إلهامي النابع من إيماني القوي بروح الوحدة، بشتى معانيها».
ومن الأعمال الموجودة التي جذبت اهتمام الحضور هياكل الأسماك المعلقة من تصميم أبو جابر، وتقول عن أسماكها: «كان منظر حسك السمكة التي تم استهلاكها تماماً ولم يبق منها إلا هيكلها، إلهاماً لي في تصميم علاَقات على الحائط. سمكة «تي- ركس» سمكة قاسية، خشنة المظهر، قوية، كما أنها بدائية وأقرب إلى الوحشية. وهي مصنوعة من الحديد والجنازير ومواد معدنية أخرى أعيد تدويرها، إنها غير مصقولة وغير مدهونة. أما «مارلين»، فهي على اسم سمكتها،علاَقة أنثوية ناعمة لطيفة وأنيقة، وتحمل انحناءات وأشكالا حسية.
هذه العلاَقة مصنوعة من هيكل معدني مدهون، ولها رأس وذيل خشبيين مع فراشي دهان، بينما «آندي» علاَقة لعوب طريفة ومتفاعلة، وتحمل هيكلا مصقولاً لامعاً ومطلياً بمعدن النيكل، لها رأس خشبي مدهون مع أبواق رياضية وأجراس درَاجات وألوان لامعة وحيويَة».
كما وتتنوع أعمال رفاعي الفنية ما بين التعبيرية المجردة والواقعية وتترافق مع أفكار تصميمية دقيقة وحديثة مما يسمح لها بإيجاد بيئات تعكس ثقافة الأفكار الحديثة على الخشب والقماش.
….
القدس العربي