كاتب يمني يسامر الموتى في رحلة بحث عن الحقيقة

تدور رواية “مسامرة الموتى” للكاتب اليمني محمد الغربي عمران حول بطل أمه يهودية تعلم نقش الحروف ونسخ الكتب على يد رجل مسلم يحتار بين رب أمة وإلة معلمة، في لحظة معينة يؤخذ أسيراً ويلقى في السجن ليبدأ بعدها تحت إمرة الشيعة الفاطمية ليرى شكلاً آخر للدين فتزداد حيرتة وتبدأ رحلته في البحث عن شوذب (ابنة معلمه) عاطفته الضالة التي يبحث عنها ويشك في وجودها ولم ييأس واستمر من أجلها في رحلة البحث عن الحقيقة .

يأخذنا الغربي عمران معه في رحلة ممتعة في البحث عن الذات والهوية والحب بالتزامن مع فترة مليئة بالانقلابات والاضطرابات فهي رواية تلامس تاريخ اليمن في فترة ما بين عامى ٤٧٠ و٥١٠ هجرية وهي فترة الصراع علي السلطة في اليمن وباقي الدول الإسلامية .

تنفرد الرواية = الصادرة عن سلسلة روايات الهلال بالقاهرة – بتكنيك عال جدا، وهو المزج بين عالمين مختلفين أحدهما ينتمي إلى القرن الخامس الهجري والآخر يعود بنا من خلاله للعصر الحالي .

الرواية ما هي إلا أسطورة صنعها الكاتب بخياله لكي تتوازي مع الواقع، وفي رحلة السرد الروائية يتخذ الكاتب خطين يحمل أحدهما خيبة الماضي، بما يكشف الحاضر ويجعل تداعياته أقل إدهاشا، وذلك في المتن الروائي، بينما يحمل الآخر هامش هذا المتن حكاية اخري ترسخ الحالة الثقافية الحاضرة وتدور حول موظف يدخل الدار الوطنية للمخطوطات والوثائق بغرض الإحصاء، لتقع بين يديه مخطوطة تسرد قصة غاية في التشويق فيفتن بها لدرجة تجعلة يساير التلاعب في التدقيق حتى يتمكن من إخراجها وتصويرها من أجل قراءتها فيتم فصله من عمله وسجنه لمدة أشهر قبل اندلاع ثورة اليمن (ضمن ثورات الربيع العربي).

إن التقنية الروائية التي ارتضاها محمد الغربي لروايته تلاعبا بالزمن يعتمد في شكله الأساسي على موازاة مفترضة بين الماضي والحاضر وذلك مع النص السردي المتني والنص السردي الهامشي .

تتميز الرواية بلغتها الجمالية الأكثر حضورا، حيث استطاع الروائي أن ينتصر لشعرية الرواية من خلال عدد من المواقع اللغوية المتنوعة مستمداً البعد الجمالي للغة إضافة إلى البعدين الثقافي والاجتماعي، فهو إسلوب كتابة رائع وأحداث متسلسلة بتناغم.

إن الغربي عمران يتناول التاريخ بصورة أكثر حيوية من غيره من الكتاب فوصف أحداثه لقراءة الواقع الحالي وشرح الانحلال والرياء الذي يسود العرب وأخيرا فإن الكاتب يرى أن أحداث اليوم هي ابنة شرعية لأحداث تكررت في الماضي .

يذكر أن محمد الغربي عمران ولد في مدينة زمار اليمنية عام ١٩٥٨ وهو من كتاب القصة القصيرة .. روائي وسياسي يمني معروف بروايته المثيرة للجدل “مصحف أحمر” وهو أيضا وكيل سابق لصنعاء. دارس للتاريخ وحاصل على درجة الماجستير في نفس التخصص، كتب خمس مجموعات من القصص القصيرة بدءاً بالشراشف ١٩٩٧، وقد ترجمت قصصه إلى اللغتين الإنجليزية والإيطالية، ولقد وردت في مختارات للغات الأجنبية مثل “البرتقال في الشمس” ٢٠٠٧ و وبيرل ديلو اليمن” ٢٠٠٩.

نشرت رواية “مصحف أحمر” لأول مرة ببيروت عام ٢٠١٠ حيث تناولت الرواية المشاكل الاجتماعية الشائكة مثل قضية التطرف.

الغربي حائز على جائزة الطيب صالح عن رواية “ظلمة يائيل” وترأس عدداً من المناصب منها عضو مجلس نواب سابق، عضو كتاب آسيا وأفريقيا، عضو الرابطة العربية للقصة القصيرة، عضو الأمانة العامة لاتحاد البرلمانيين اليمنين السابقين ورئيس مركز الحوار لثقافة حقوق الإنسان .

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى