هدية المسرح.. هدية سعيد

في احتفالات هذا العام بالمسرح ساهم مركز شؤون المسرح بإصدار كتابين لرمزين من رموز المسرح القطري الفنان علي حسن من إعداد الصحفي محمد مطر. وذاكرة الفن النجمة الفنانة هدية سعيد للصديق زهير غزال. وتعتبر هدية سعيد حبة في عقد الإبداع النسوي في الفن الدرامي المسرحي الخليجي. وعلى مدى نصف قرن لعبت هدية سعيد هذا الدور إذاعيا ومسرحيا وتلفزيونيا. وهي واحدة من أبرز الأسماء إلى جانب شقيقاتها في الكويت من أمثال سعاد العبدالله وحياة الفهد وعائشة إبراهيم ومريم الغضبان وغيرهن في البحرين أمثال نجلاء أحمد وأحلام محمد وأمينة حسن وعشرات الأسماء.

هذا لا يعني أن المحاولات الأولى لم تظهر في قطر عبر بعض الأسماء، فقد اقتحمت الساحة الفنانة المرحومة زينة علي عبر رائعة النوخذة عبد الرحمن المناعي «أم الزين» ولكنها اعتزلت لاحقا. وظهرت مريم سالم وسلوى عبدالله ووداد الكواري وغيرهن ولا ننسى عددا من المقيمات العربيات ممن لعبن دورا مهما في هذا الإطار حتى الآن مثل الفنانة هبة لطفي والفنانة حنان صادق وأيضا الفنانة التي اكتشفها الفنان والمخرج فالح فايز وساهم في منحها بعض الأدوار في أعماله المسرحية عبر شركته الخاصة.

كما أن الفنانات في الإمارات لعبن دورا موازيا لدور الرجال مثل الفنانة مريم سلطان ومريم أحمد وفاطمة الحوسني وبدرية أحمد والنجمة الكبيرة هدى الخطيب. وفي سلطنة عمان هناك علامات مضيئة مثل فخرية خميس وشمعة محمد وسميرة الوهيبي والمرأة السعودية استطاعت أيضا أن تقتحم خشبة المسرح وأن تقدم ذاتها وكانت سناء يونس واحدة من أبرز الأسماء.

أعود إلى المبدعة هدية سعيد هذه المبدعة التي ساهمت في كل سطر يكتبه في هذا الوطن مبدع درامي في الإذاعة والتلفزيون أو فوق خشبة المسرح فهي لا تتوقف عن تلبية نداء الفن. فالفن بالنسبة لها شريان حياة منذ أن ارتبطت بالمسرح.

ولم يكن الفن لديها مجرد محطة ومرحلة بل كان جزءا من الحياة.. ومن يعشق الحياة لا يفارق المسرح. ذات مساء صرح الصديق صالح المناعي وقد ألمّ به عارض صحي أنه سوف يترك المسرح وهو في رحلته العلاجية.. لكنه كان دائم السؤال «ايش اخبار العروض؟» أما المجنون الآخر بالمسرح ابننا فهد الباكر وهو يعيش القلق اليومي يطرح تساؤله الدائم متى سيصدر كتاب عن تاريخ رواد المسرح من أمثال المبدعين غازي و..و.. وسلامتكم.

** المصدر: جريدة “الشرق”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى