الحنين إلى إنجازات تاريخية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*اسكندر حبش
ليس «الحنين» مفهوما إغريقيا صرفا وإن كان نُحت في تلك البلاد التي صدّرته إلى العالم بأسره. من هنا، قد لا نبدو كلّنا بمنأى عنه، إذ عرف كيف أصابنا جميعا، لنقع تحت تأثيره و«حنينه».
لنقل هو بعض من حنين شاهدناه يومي السبت والأحد ضمن نشاطات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، ففي اليوم الأول عدنا لنتذكر «مسيرة النادي الثقافي العربي في سبعين عاما»، وفي اليوم التالي، بعض النفحات العطرة من مسيرة الفنان الراحل نصري شمس الدين.
سبعون عاما مضت على تأسيس النادي الثقافي العربي، الذي أصبح ركنا من أركان الواجهة الثقافية في البلد، وقد تطرق إلى وجوهه المتعددة كل من النائب محمد قباني، الوزير طارق متري، النائب ناصر نصر الله، رئيس النادي الثقافي العربي سميح البابا، وقدمها علي بيضون (عضو النادي) الذي اعتبر أنه بالرغم من كل التغيرات التي حدثت بقي النادي ثابتا يواصل عطاءه. عطاء رآه قباني بأنه ليس مجرد منبر «يجلس على كرسيه المحاضرون وفي وجوههم مستمعون بل هو رسالة ومؤسسة ثقافية»، ليأخذنا في كلامه إلى مرحلتين أساسيتن من النادي هما مجموعة «القوميون العرب المستقلون» (جمعية العروة الوثقى)، وجماعة «القوميون العرب الوحدويون».
مفهوم العروبة هذه اعتبرها الوزير متري في حاجة إلى نقاش متجدد بلغة متجددة ما يقتضي مراجعة «نقدية للتجارب والرؤى» لأن النقاش «يفترض الخروج من أسر التجديدات أو الماهيات الثابتة أو الجامدة والاختلاف في أمرها».
من أعمال النادي «الخالدة» (إذا جاز التعبير) لا بدّ من أن نشير إلى معرض الكتاب الذي حضر في صلب كلمة نصر الله الذي اعتبر أنه كان «الواجهة الثقافية للحركة السياسية» ليشير إلى أسبقيته في كونه أول معارض الكتب في العالم العربي، ما اعتبره سميح البابا «إنجازا تاريخيا جليلا» و»فتحاً هاماً في حياتنا الثقافية العربية»، معتبرا أن الثقافة ألتي التزم بها النادي «لا تعني ممارسة ترف فكري» بل هي «جهد دائم لطرح فكر جديد يتعارض مع الفكر السائد ويشكل انعطافة كبرى».. واختتمت الندوة بتقديم درع للبابا تقديرا لعطاءاته على مرّ السنين.
تكريم شمس الدين
درع آخر قُدم البارحة إلى نجل الفنان الراحل نصري شمس الدين، في ختام «تحية محبة إلى الفنان الخالد»، وقد اشترك فيها كل من غازي قهوجي ونرمين الخنسا ومصطفى شمس الدين (نجل الفنان) وقدمها الزميل محمد حجازي معتبرا أن هذا التكريم «جزء من مسار لرد الاعتبار الى فنان كبير لم نستطع تعويضه حقَه المهضوم على مدى تاريخ لمعانه».
لمعان نصري شمس الدين اعتبره قهوجي «ظاهرة فنيّة وخطا ثقافيا مسرحيا وغنائيا لم يتكرر ولم يستعاد»، فهو «المنفرد في عطائه». من هنا رأى أن الواجب الوطني «والأخلاقي والثقافي الفني أن نترجم الكتابات والاحتفالات الى أمور عملية ومرئية ثابتة نكرسها بأسماء هؤلاء الكبار في الساحات والميادين والشوارع ودور الثقافة وقاعاتها، وأن يحفظ تراثهم».
من جهتها أشارت الخنسا في بداية كلمتها إلى أن النادي اعتاد تكريم الكبار الذين رحلوا ومنهم اليوم شمس الدين.. لتسرد لاحقا نبذة عن حياته ومسيرته الفنية المتشعبة والمتنوعة ليشكل الركيزة «الأساسيةَ للأغنيةِ الجبليةِ اللبنانيةِ التي بنَتْ عليها في ما بعد سائر الأجيال أعمَالَهَا الغنائيةَ. بيد أن هذه الركيزة لم تلحظها بعد الدولة اللبنانية التي لم تكرم لغاية اليوم الفنان الراحل، وفق ما قاله نجله، بل كل التكريمات «جاءت من المجتمع المدني»، راجيا من الإعلام اعتبار «شمس الدين ووديع الصافي وصباح وفيروز أطال الله بعمرها خارج نطاق النقد الفني والنقاش الفني. فهم اساس الهوية الفنية التراثية اللبنانية».
وفي نهاية الندوة قدم كورال خالد بن الوليد (المقاصد) باقة متنوعة من أغاني الراحل رافقه عزفا المايسترو طارق قاطرجي. وقد تكون هذه «الباقة» منطلقا لسؤال بديهي: لِمَ لم يُصر مثلا الطلب من عدد من الفنانين الكبار أن يغنوا ويستعيدوا بعضا من ابداعات الراحل؟ صحيح أن الفرقة «الشابة» قدمت عملا جيدا ومن المفيد أن تستمر أغاني شمس الدين مع الجيل الجديد، ولكنه يستحق أيضا فسحة صوتية أكبر على الأقل..
لماذا سوريا؟
وبعيدا عن هذا الحنين، أخذتنا ندوة «أنابيب حمراء، لماذا سوريا، لماذا الآن» (عنوان كتاب صادر حديثا لأنطوان مرعب) إلى أرض الواقع، التي نظمتها دار «سائر المشرق» شارك فيها السفير الروسي ألكسندر زاسبكين، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر وأدارها ميشال أبو نجم.
من الجغرافيا إلى السياسة إلى الاقتصاد امتدت مداخلات المنتدين التي أجمعت على أن القوى العالمية والإقليمية تراقب ظهور الغاز في البحر المتوسط بينما تشتعل المنطقة بأكمها وما ذلك إلا لرسم قواعد لعبة جديدة. محاضرة أخرى نظمتها الدار ذاتها حول كتاب «السياسة الشيعية العابرة للأوطان، الشبكات الدينية والسياسية في الخليج». شارك فيها كل من عبد الغني عماد، أحمد الموصللي، سعود المولى، وأدارها رودريك أبي خليل.
وبعيدا عن القواعد السياسية، ابتعدنا مع علم الايزوتيريك عبر المحاضرة التي ألقاها جوزيف مجدلاني الذي تحدث عن «جمال الحقيقة» و«جمال الوعي»، اللذين يمثلان تعبير الجمال الأصيل الذي أوجد حال الجمال في عالم النفس البشرية والمادة.
أنشطة اليوم الإثنين
قراءة قصة «خط أحمر»، سمر محفوظ براج، (10-1).
تكريم الراحل السيّد هاني فحص، يشارك فيه ابراهــيم شمس الدين، سمير فرنجية، تقديـــم مروان الأيّوبــــي (6-7:30).
ندوة «رحلة المبرات مع التطوير الإداري»، تشارك فيها سوزان أبو رجيلي، كمال بكداش، ميشكا جبر، رنا اسماعيل (6- 7:30).
تواقيع:
سوسن رماح، «لك حق التوقيع»، مؤسسة الرحاب الحديثة (4)
زكي حسين جمعة، «مركّبات التفكير ومناهج البحث العلمي»، دار الفارابي (4-6).
غازي العريضي، «إسرائيل إلى الأقصى»، الدار العربية للعلوم ناشرون (4.30-9).
العميد سمير الخادم، «بيروت تحت الانتداب الفرنسي»، النادي الثقافي العربي.(5-8)).
أسعد جابر الغزي، «العلاقات الأردنية اللبنانية»، شركة المطبوعات المصوّرة (6-7)..
حسن داوود، «نقّل فؤادك»، دار الساقي (5-8).
وليم غريب، «قانون العمل اللبناني»، دار النهار (5-8).
أنجيلا خليل خليل، «وآخرتا»، سائر المشرق (5-8).
ناجي بيضون، «قصائد ساخرة»، دار الفارابي (5-8).
هشام طالب، «الحنين إلى بيروت»، دار المؤلف (5-8).
حسن زين الدين، منهجية البحث العلمي، دار الولاء (6.30-8.30).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
السفير