«المهرجان اللبناني للكتاب».. ماركيز كاسر العزلة وتقي الدين التغييري

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مايا ابو صليبي
المصدر: السفير
تجدد الموعد واللقاء أمس في «المهرجان اللبناني للكتاب»، إنما مع قراءات جديدة قدمت للمرة الأولى باللغة الاسبانية على منبر الحركة الثقافية – انطلياس، التي خصصت نشاط أمس لاطلاق كتاب «عشر قصائد كولومبية» بالاسبانية والعربية، تحية لذكرى الروائي غابرييل غارثيا ماركيز، الأمر الذي حثّ كثيرين على دخول مسرح «الأخوين رحباني» والاستماع لما خطت يداه من تحف شعرية… كما التقى الزملاء والأحباء وتحلقوا حول تكريم المحامي والكاتب سليمان تقي الدين الصديق والرفيق في همّ بناء الدولة والعمل البرنامجي وفي همّ إعادة اليسار من الايديولوجية الى البرنامج.
بداية أدارت ريتا عبد النور حفل التحية لذكرى مركيز، فيما تحدثت السفيرة جورجينا ملاط، عن الشعر الذي يشكل وديعة في ذاكرة الأمة، في حين أن التطور التقني والعلمي المعاصر لم يمنع الرجال والنساء كثيرا من ايجاد أرقى المشاعر وأنقى عبارات الروح التي ترفع من الأمم، في الشعر. وذكرت بأهمية هذا اللقاء على صعيد التبادل الثقافي بين لبنان وكولومبيا حيث يتحدر عدد كبير من المجتمع من أصل لبناني. وألقى بعدها سانتياغو غامبوا محاضرة عن سيرة حياة ماركيز ونضاله في الحياة لتأمين قوته اليومي. كما ركز على روايته الأولى» مئة عام من العزلة» والتي كانت سبب شهرته، فشكلت اعادة خرق للعالم وكسرت عزلة شعوب أميركا اللاتينية، وجاءت صوتا مختلفا رحب بها العالم أجمع.
من جهة أخرى، قدم المحامي هيكل درغام لمحة عن سيرة العلم الثقافي المكرم سليمان تقي الدين منذ ولادته في بعقلين وصولا إلى ممارسته المحاماة ومشاركته في إعداد ومناقشة عدد من مشاريع القوانين… ثم تحدث عن سليمان الشاعر والصحافي، وتوقف عند عدد من العناوين الأساسية المكونة لشخصيته، هو الذي لم يشتغل يوما بالمال رغم توفر فرص جمعه، بل انتقلت عنده نزعة التملك الى التراث، الأثريات والكتب، وإلى الاحساس القوي بالتاريخ وبالقديم. أما فارس اشتي، فتناول سليمان المتفرد في نحوله والسريع الخطى في تحركه والحاضر الدائم في كل المنتديات النازعة للتغيير، فكرا وممارسة أو الاثنين معا… وتابع مشيرا الى الدماثة الحاضرة في أشد المواجهات في سليمان الانسان، والى كرمه الذي يتجاوز المتعارف عليه، والى الغيرية الواضحة بحيث يهمه نجاح المشروع الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي الذي يبش له دون اعتبار لموقعه فيه أو تصدره، ويحرص في حياته على تغليب الأنا الغيرية على الأنا الأنانية. ولم ينس اشتي التطرق الى العفة عند سليمان الانسان، بحيث لم يدنس بمال الحرب المتدفق بغزارة وبمال ما بعد الحرب الأكثر غزارة، وبقي يكدح في العمل مرافعة وكتابة وبحثا حتى مرضه. هذا ورغم تفاقم مرضه، حضر المكرم وشكر الحركة وزملاءه على تكريمه، هو الذي خرج برصيد جسد لجواد أزرق جموح في نهاية الشوط وروح تتوقد أمام انهيار الجدران… كما ختم بالقول قبل أن يتسلم درع الحركة من أمينها العام أنطوان سيف.