تحويل عائدات رواية “كنز سازيران” إلى أهلنا في غزة

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
كشف الروائي عيسى عبد الله أنه قد تم التنسيق مع الهلال الأحمر القطري والقائمين في دار العربية للعلوم على أن يتم تحويل عائدات رواية “كنز سازيران” والتي هي من مستحقات المؤلف كامله لسنة 2014 لحساب الهلال الأحمر القطري الخاص بمساعدات المحتاجين والمتضررين في غزة، كما سيدخل ضمن عوائد الكتاب ما بيع في معرض الدوحة للكتاب 2013 حتى نهاية المعرض القادم 2014.
وأوضح أن إقدامه على هذه الخطوة جاء من نابع ابتغاء الأجر ومساندة أهلنا بغزة ولو بالقليل، منوهاً أنه يستعد حالياً لإصدار روايته الجديدة “كنز سازيران” في جزئها الثاني والتي أختار لها عنوان “أسرار بوابة كتارا والغاز دلمون”، ويعتمد فيها على ذات الشخصيات التي اعتمد عليها في روايته الأولى لكن بمغامرات جديدة تدور على أرض “البحرين” وتحاول أن تربط بين حضارتي “كتارا” وهو اسم قطر قديماً، و”دلمون” أسم البحرين قديماً، لافتاً إلى أنه جاري حالياً العمل على تحرير الرواية وتدقيقها في حين لم يتم الاتفاق وتحديد موعد النشر حتى الآن، حيث انتهى قبيل بداية شهر رمضان مباشرة من كتابتها، وتم التعاقد مع دار النشر الكويتية “بلاتينيوم بوك”، مشيراً إلى انه تلقى العديد من العروض من دور النشر العربية المختلفة لطباعة كتابه الأخير وذلك بعد الأصداء التي حققتها روايته الأولى، إلى انه اختار التعامل مع “بلاتينيوم” لما لها من تاريخ طويل على الساحة الثقافية العربية.
كما كشف عبدالله أنه يستعد لكتابة الجزء الثالث من الرواية والتي ستحمل عنوان “أسرار حجرة الظلام وعجائب المملكة” لافتاً إلى أنها ستصدر في نهاية عام 2015، وستربط بين حضارتي قطر والسعودية.
وقد شهدت عددٌ من المكتبات العربيّة على مدار الفترة الماضية إقبالاً كبيرًا على رواية “كنز سازيران” للروائي القطري عيسى عبدالله التي أصدرتها الدار العربيّة للعلوم، وذلك بعد نفاد جميع النسخ التي طُرحت في معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الأخيرة وتحقيق الرواية صدى واسعًا بمناقشتها للعديد من القيم التي تُعيد الاعتبار لقصص وأحاديث الأجداد والآباء بعد أن أصبح الاهتمام بها نادرًا من قِبل الشباب، وكانت الرواية قد توفرت للجمهور على مدار عامي 2013 و2014 في قطر من خلال فيرجن بفرعيه في فيلاجيو واللاندمارك، حيث وضع كتاب الروائي “عيسى عبد الله” في “فيرجن” بقسم الكتب الأكثر مبيعًا، ونفذت أكثر من نصف النسخ خلال ما يقرب من شهرين، كما توفر الكتاب في مكتبة دبليو 8 سميث في إزدان سنتر، وفي قسم بيع الكتب في كارفور السيتي سنتر، أمّا في لبنان والمملكة العربية السعودية فتوفر في الدار العربيّة للعلوم وكذلك في مكتبة جرير بأفرعها المختلفة، كما حصل الكثيرين على الكتاب عن طريق الموقع الإلكتروني “النيل والفرات”.
وتعليقاً على النجاح الذي حققه توزيع الكتاب قال عبد الله: في الوقت الذي يسعدني نسبة المبيعات التي حققتها الرواية مؤخرًا، إلا أنني أدرك جيدًا أن النجاح ليس بعدد النُّسخ التي تُباع إنما النجاح يُقاس بمدى التأثير الذي تحدثه الرواية فيصبح للكاتب جمهور ينتظر منه المزيد وهذا ما يدفعني للاستمرار في الكتابة.
وتدور أحداث رواية “كنز سازيران” حول إحدى العائلات القطريّة البسيطة التي تتكوّن من أب يعمل في مهنة الندافة وابنه “درهم” الذي يُساعده في عمله، وزوجة ترعاهما، ويعشق والد “درهم” سرد الحكايات والأساطير خاصّة أن من يمتهن الندافة غالبًا ما كان عمله يقوم على التجوال بين المنازل، فيجلس في فنائها يقوم بندف قطن المخدات وتصليح البالي منها فيتجمّع حوله أهل المنزل من نساء وأطفال، فيقصّ عليهم تلك الحكايات، وعلى عكسهم فقد ملّ “درهم” تلك الحكايات حتى أخبره أبوه بقصة منزلهم الذي كان يقطنه أحد الرحالة في العهد العثماني والذي يعرف بحبه لجمع الكنوز من مختلف بقاع العالم، ضحك “درهم” على والده في ذلك اليوم ظنًا منه أنها أسطورة ككل الأساطير التي طالما سمعها من أبيه، إلى أن صادف ووجد تلك الخريطة فشرعا معًا للبحث عن الكنز ليجولا مدن قطر ومناطقها وينتقلا من قلعة إلى أخرى ومن برج إلى آخر، في محاولة لحلّ ألغاز، كما يكتشفان أشياء خفيّة ويُواجهان مصاعب كثيرة.
ويتعرّض الكتاب لقيمة المعالم الأثريّة في قطر وتاريخها العريق من خلال مزجها مع أحداث خياليّة وإضافات تفتح مخيلة القارئ وتثريه وأيضًا تعريف القارئ بجمالية وأهمّية الرسم العثماني وإعادة إحيائه مرّة أخرى بعدما أصبح مجرّد تاريخ قديم. هذا ما أراد عيسى طرحه في الرواية من خلال المرور على القلاع والمواقع الأثريّة في قالب متحرّك مشوق، ويؤكّد عيسى عبدالله أنه استلهم فكرة الرواية من أمور عديدة كان أحدها شغفه بالآثار والمواقع التاريخيّة، ولأنّ قطر تزخر بمثل تلك الآثار فقد أحبّ أن يشاطر التاريخ وآثار الأجداد مع الشباب الواعد وكذلك نقل هذا التاريخ ليتعرّف عليه القرّاء في الوطن العربي وكذلك الغربي بترجمة الكتاب مستقبلاً، وأردف قائلاً: بما أننا نعيش اليوم حياة تختلف عن حياة أجدادنا فيها التطوّر المتلاحق والسرعة قمت بمزج الأمرين معًا وذلك بإضافة “كنز سازيران” ومجموعة من الألغاز وتصارع قوى الخير والشرّ لاكتشاف مكان الكنز.