رحلة محمل “فتح الخير2” من كتارا إلى الهند

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

يختتم اليوم السبت مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية فعالياته بتتويج الفائزين في المسابقات وإقامة حفل القفال حيث سيستقبل شاطئ كتارا أهالي النواخذة واليزوة العائدين من مسابقة الغوص على اللؤلؤ بالورود والأهازيج الشعبية كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات.

 

وقد أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان (كتارا) الرابع للمحامل التقليدية يوم أمس الجمعة أن رحلة (فتح الخير2) ستنطلق من كتارا إلى سواحل الهند، لتحقق مبادرة رائدة وغير مسبوقة على مستوى قطر ومنطقة الخليج العربي.على أن يتم إعلان تاريخ الانطلاق لاحقًا.

 

وبهذه المناسبة، قال الدكتور خالد السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا: إنّ رحلة فتح الخير2 ستتوجه هذه المرة إلى سواحل الهند حيث بدأت اللجنة المنظمة لمهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية بتحضير كافة الاستعدادات والتجهيزات، لأنها ستكون رحلة طويلة وستعتمد الطريقة التقليدية كما كان الأجداد في السابق. وهذا هو المقصد الرئيسي من إطلاق هذه الرحلة وهو أن يعيش الفريق التجربة الأصلية التي كان يقاسيها الأجداد والآباء ليعيدوا إحياء الذكرى بكل ما تتضمنه من تجارب وقيم ومشاعر.

 

ومن جهته، قال السيد أحمد الهتمي رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان : “إن الرعاية الكريمة التي تحظى بها (فتح الخير) من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والنجاح الكبير الذي حققته الرحلة التاريخية للمحمل خلال العام الماضي، كان له أكبر الأثر في أن نعيد التفكير والتخطيط لرحلة فتح الخير 2 والتي حرصنا على أن تكون هذه المرة إلى الهند التي كان يقصدها أجدادنا للتجارة والرزق.

 

وكما كنا قد أعلنا في رحلة فتح الخير الأولى أننا في كل مرة ستكون لنا وجهة أبعد من المرة التي سبقتها. خاصة بعد ما رصدناه من تحمس للشباب القطري للمشاركة في مثل هذه الرحلات وما يؤكد أن الجيل الجديد مازال متمسكًا مهتمًا بالتراث البحري ولا تنقصه الشجاعة لخوض مثل هذه المغامرات. وأكد قائلا: وها نحن نعمل بكل جد لنجهز لانطلاق رحلة فتح الخير2 إلى الهند والتي لا يخفى على أحد ما تحتاجه من تخطيط محكم وما تتطلبه من إعداد سواء للنواخذة واليزوة أو للمحمل ذاته و نسأل الله التوفيق.

 

 

 

فتح الخير2

 

الهند ..وجهة بحارة الخليج في تلك الفترة حيث كانت المحامل السفَّارة تحمل البضائع من خشب والصل من كيريلا إلى بنادر الخليج. فمنذ أواخر أربعينيات القرن الماضي أوقفت السفن الشراعية رحلاتها السَّفَّارة بقصد التجارة من وإلى الهند. فلم تعد رياح الخليج تدفع سفن البحَّارة إلى الهند لتجلب مواد البناء الأساسية، والتوابل، لتحمل حرير بومباي الراقي إلى مغارب الأرض. ولم تعد تذهب باللؤلؤ لتعود بالأرزاق، لقد توقف كل ذلك منذ أكثر من ٦٠ سنة.

 

ومن هنا جاءت فكرة رحلة محمل فتح الخير في رحلته الثانية، وبعد أن جاب في رحلته الأولى موانئ الخليج، ها هو يعيد إحياء رحلات السفّار إلى الهند في أول رحلة بعد أكثر من ٦٠ سنة. ليعود هذه المرة ليس بالمؤن والبضائع والهدايا.. بل بالذكريات والحكايا.

 

يشار إلى أن رحلة (فتح الخير) التي أقيمت لأول مرة في قطر والمنطقة، حظيت باهتمام إعلامي بالغ وتغطية صحفية مكثفة، واكبت الرحلة البحرية الفريدة طيلة فترة مسيرها وتجوالها في بنادر الخليج، حيث أقيمت الرحلة كتعبير عن الوفاء ورد الجميل لهم على ما بذلوه من تضحيات وسطروه من ملاحم تاريخية خالدة.

 

 

 

سباق الشواحيف

 

وعلى هامش فعاليات مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية، شهد شاطئ كتارا يوم أمس الجمعة انطلاق التصفيات الأولى لمسابقة الشواحيف النسخة الثالثة التي نظمتها اللجنة الأولمبية القطرية بحضور كل من سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية والدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا والسيد أحمد الهتمي رئيس المهرجان إضافة إلى شخصيات أخرى من المهتمين بهذا النوع من الرياضة.

 

وضمن هذه التصفيات الأولى فاز فريق الخور بالمركز الأول في حين فاز فريق الوكرة بالمركز الثاني وفريق لفان بالمركز الثالث ومن المنتظر أن يكون نهائي هذه البطولة في شهر ديسمبر القادم..

 

وأثر تسليم الكؤوس للفرق المترشحة للنهائي اصطحب سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن الكواري في جولة في أرجاء مهرجان كتارا تعرف خلالها على مختلف أقسامه بما في ذلك مختلف أجنحة القرية التراثية ومعرض المحامل وقد عبر رئيس اللجنة الأولمبية عن إعجابه بالمهرجان لأهميته في إحياء التراث البحري القطري والخليجي.

 

 

 

حضور جماهيري

 

لليوم الرابع على التوالي مازال شاطئ الحي الثقافي يعيش على وقع أجواء مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية مستقطبًا حضورًا جماهيريًا غفيرًا من مختلف الجنسيات لما يقدمه من أنشطة وفعاليات ومسابقات متنوعة تعمل على إحياء التراث البحري وتسليط الضوء على حياة الأجداد بكل ما عاشوه من صعوبات وتحديات.

 

فكان شاطئ كتارا وكأنه لوحة فنية تنوعت فيها الألوان لترسم مشهدًا رائعًا من الانسجام بين مختلف الجنسيات واللغات والألوان، حيث عبر الجمهور عن إعجابهم بالمهرجان متفاعلين مع مختلف أنشطته بل إن بعضهم ألح في دعوة القائمين على هذا المهرجان لزيادة أيامه نظرا لما يؤصله في نفوس النشء من قيم أصيلة تجذر معارفهم بتراثهم العريق.

 

 

 

مسابقات في الفن التشكيلي

 

وهناك أيضًا مسابقة الفن التشكيلي التي يشترط فيها التسجيل في مبنى جمعية الفنون التشكيلية في يكتارا وأن تكون الألوان المستخدمة اكريليك وزيتية وتوفرها كتارا عند الطلب.

 

وقد شارك في مسابقة الفنون التشكيلية قرابة 30 فنانًا تشكيليًا من مختلف الجنسيات. ومن بينهم الفنان التشكيلي القطري عبد الرحمن المطاوعة الذي قال: اللوحة التي أرسمها استخدمت فيها ألوان الكريلك وهي واقعية وقد تناولت موضوع الاستعدادات للدشة وتجهيز وتموين الغواصين وأضاف المهرجان رائع من جميع النواحي سواء في التنظيم أو الحضور وكل الفعاليات والأنشطة تستحق التقدير والإشادة.

 

ومن جهته قال الفنان وائل نجم إن المنافسة جد قوية في هذه المسابقة فالمشاركون على مستوى عال من الحرفية والبراعة وهم من مختلف الجنسيات. مضيفًا أن الجو العام للمهرجان وما فيه من تلقائية بالنسبة إلى الجمهور هو أكثر ما لفت انتباهه. وتقدم بالشكر للجنة المنظمة للمهرجان على هذه الفرصة التي أتاحتها للفنانين التشكيليين ليعيشوا أجواء الرسم مباشرة على الميدان ويتفاعلوا مع الجمهور وهو ما يمثل تجربة استثنائية بالنسبة لهم.

 

وفي السياق نفسه توزع هواة التصوير الفوتوغرافي في أنحاء المهرجان لالتقاط ما يجذبهم من مشاهد للمشاركة في المسابقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى