فلسطيني يرسم بالكلور معرّياً سياسات الاحتلال

الجسرة الثقافية الالكترونية-الحياة-

ككل الثنائيات في هذا الكون، يوجد الشيء وضده في آن واحد، فحين يتحول الكلور من مادة كيماوية قاتلة كانت تستخدم في الحروب إلى وسيلة تخرج أعمالاً إبداعية تبث الروح في أقمشة سوداء، فإننا نتحدث عن «في الكلور» وتلفظ «فلكلور»، وهو عمل بل مشروع فني للفنان الفلسطيني الشاب مجاهد خلاف.

تعود بدايات «في الكلور» إلى عام 2010، فبينما كان يبحث خلاف في تاريخ الكلور، اكتشف أن لهذه المادة الكيماوية أدواراً حيوية في إنقاذ البشرية وإبادتها في الوقت ذاته، ففي مطلع القرن التاسع عشر اكتُشف أن الكلور مادة معقمة للمياه، فساعدت في قتل الكثير من الأوبئة، بينما استخدم في عمليات إبادة جماعية خلال الحرب العالمية الثانية في أوروبا… «هي ليست مادة تقليدية تستخدم لإنتاج الأعمال الفنية، والصورة النمطية السائدة عنها سلبية ربما، وأنا سعيت إلى تحويلها إلى مادة صالحة للاستخدام في الفنون، بهدف تعرية عنصرية الاحتلال الإسرائيلي وسياساته».

ويحاول خلاف عبر الرسم بالكلور توجيه رسالة إلى العالم، الذي يدعم بشكل أو بآخر سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أو يغض الطرف عن عنصريتها، ففي حين استخدمت الكثير من الدول الكبرى الكلور في القتل، فإنه يستخدمه لإنتاج أعمال فنية «ضد العنصرية» على قمصان وأقمشة سوداء، كرموز ضد جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، وأخرى تدعم قضية الأسرى الفلسطينيين، وثالثة تؤيد حق العودة للاجئين، وغيرها… ومن بينها لوحة ابتكرها تقول «نكبة بنت 66»، في إشارة ساخرة إلى مرور 66 عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني.

«هي قضايا إنسانية بامتياز لا بد من دعمها… ما أرسمه بالكلور يحمل رسائل داخلية أيضاً ذات أبعاد اجتماعية وسياسية متنوعة، فلا دائرة معينة تحددني. هذه الرسائل الفنية على هذه القمصان (التيشيرتات) تحمل رسائل محلية وأخرى إلى العرب والعالم»، يؤكد الفنان الفلسطيني الشاب.

ويلفت خلاف إلى أنه صدّر «الكثير من القمصان إلى الولايات المتحدة الأميركية، ودول أوروبية كإسبانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والنروج»، مضيفاً أن «كل رسم أو صورة عبارة عن حكاية، تحمل رسالة عنّا وعن قضيتنا، أو عن هموم نشترك فيها مع العالم كالبحث الدائم عن الحرية».

وقـــرر خلاف، الذي يرفض الإفصاح عن التقنية التي يعمل بها، البوح بسره إلى فلـــسطينية قائمة على مخيمات للاجئين الفـــلسطينيـــين المشـردين من سورية، بحيث تنقل إلى بعضهم التقنية، ليعملوا على إنتاج القمصان وبيعها، لعلها تدر عليهم دخلاً يوفر لهم أساسيات الحياة بالحد الأدنى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى