لوحات الفنان مذكور في «الأورفلي».. ألوان الأهوار

الجسرة الثقافية الالكترونية
*رسمي الجراح
المصدر / الراي الاردنية
بالرغم من الطقس اللوني الداكن والصاخب في لوحات الفنان العراقي سالم مذكور الا ان الحضور الادمي فيها يمنحها انسنة وجماليهة وتفاعلا حياتيا ولوحاته التي يستضيفها جاليري الاورفلي تحمل عنوان المعدان وفحواها عن بيئة الجنوب العراقي والمعدان تعني عرب الأهوار هم مجموعة سكانية عراقية موطنها الأصلي منطقة أهوار جنوب العراق.
تضم تجربة مذكور 19 تجريبا بالالوان المائية والزيتية وعشرة اسكتشات ولكل مجموعة ميزاتها الجمالية , وذهب الفنان الى ذلك التنويع في الاشتغال والعرض لملامسة جماليات المكان وبساطته وشعبيته وهي عن ناس الاهوار البسطاء وماؤها وقصبها.
في اللوحات الزيتية والمائية يقترح مذكور امراة رجلاً فقط في كل مشهد ويقفون على قارب بسيط ويمسك كل واحد منهم مجدافأ مستقيماًَ وهم في وضع مواجهة مع المتلقي وفي الجوار قوارب فارغة فيما تندغم الخلفية مع شكل الشخص في اللوحة وتتداخل وتتقاطع وتندمج المساحات اللونية بعضها مع بعض , وذلك لان بيئة الاهوار غنية تعج باغصان نبات القصب الطويل والمسطحات المائية و فالشخص تنعكس على ملابسه اغصان القصب من هنا ياتي التداخل اللوني والذي اتخذ ضربة طوليه او عرضية تتوافق مع ايقاع مسطحات القصب.
وباسلوب بين الواقعي في هيئات الشخوص وبين الطقس اللوني العام اختار الفنان تلوينية داكنة غير نشطة الا في مساحات قليلة ولكي تتوافق المساحات اللونية مع الوان المكان فكانت القيم والتدرجات من ثيم واحده تطابقت مع الوان السبخات المائية ونباتاتها.
وفي اسكتشات الفنان السريعة اشرت على رشاقة وقوة خطه وكانت عبارة عن بورتريهات لاطفال ونساء ورجال بقلم الجرافيت او الالوان المائية وهي مصغرات حاكت ايضا بيئة الاهوار ونقلت للمتلقي صورة وفكرة عن ذلك المكان وازياء القاطنين فيه.
في لوحات مذكور ايضا تعبيرية جلية تظهر في وجوه وازياء الفلاحين المتعبين فوجوه الاشخاص وهيئتهم من الكادحين ومن يقفون تحت الشمس ساعات في سبيل لقمة العيش وما الالوان الرمادية والخضراء الداكنه الترابية القاتمة ما هي الا دلالة على تلك التعبيرية وضنك العيش عندهم.
مذكور مواليد العراق في عام 1968، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1988، وله العديد من المعارض الشخصية والمشتركة بدأت في عام 1989.