مجلة الفن التشكيلي العراقية تواصل الصدور رغم أزمة المطبوعات

الجسرة الثقافية الالكترونية

*افراح شوقي

 

على الرغم من المصاعب الجمة التي تواجهها المطبوعات في العراق حاليا، خصوصا ذات التمويل الذاتي، التي تفتقر إلى دعم الحكومة بسبب أزمة التقشف التي ضربت البلاد، واصلت المجلة المتخصصة الوحيدة بالفنون التشكيلية «باليت» إصدارها العدد الـ30 من سلسلة إصداراتها الشهرية المتواصلة، ولو أنها صغرت من حجم صفحاتها إلا أنها حافظت على روحية ومضمون وطريقة العرض السابقة.

يمتد عمر «باليت» لنحو أربع سنوات، حرصت فيها على تسليط حزمة ضوء كبيرة على المشهد الفني في العراق بكل ألوانه، ومتابعة أهم المعارض الفنية في ما يخص النحت والرسم والفنون المعاصرة وغيرها. وركز العدد الجديد على المعرض المتميز «12+1» الذي أقيم في جمعية التشكيليين وكان خاتمة رائعة لموسم تشكيلي عراقي حافل وتجربة تستحق التحليل والتأمل.

يقول رئيس تحرير «باليت» الفنان ناصر الربيعي في افتتاحية العدد: «إن ما أجمع عليه ثلاثة عشر فنانا وفنانة في معرض خرج عن إطار المألوف حتى في التسمية الغرائبية (12+1) ربما جاء لكسر النحس الملازم للرقم 13 حتى اعتبر هذا المعنى 12 ذا سحر خاص مع الرقم 1 زيادة في التفرد.. وكان هذا المعرض الكبير بأعماله الضخمة والمعبرة أشبه بالتظاهرة المنطلقة من كبت الحصارات والموانع المتنوعة التي يعيشها الفن في عراق اليوم.. صرخة مختنقة في جوف الفنانين ضد كل انتهاك متطرف للإنسانية من أي جهة كانت.. نعم هم أبوا إلا أن تكون ذواتهم كما يرغبون هم لا كما يرغب الآخرون.. يحلمون ومن حقهم أن يعيدوا بناء الإنسانية المستباحة في العراق بالإبداع والفن والجمال..».

وقد تناوله أيضا كل من الناقد ماجد السامرائي الذي اعتبره «معرضا يقدم رؤية جديدة في عالم متغير»، والفنان مازن المعموري الذي وصفه بـ«الثورة في الخطاب التشكيلي العراقي وكيفية الخروج من النفق التقليدي» بقراءة مستفيضة وقيمة.

وغطى العدد بعضا من معارض الفنانين، كمعرض حسين مطشر في قاعة حوار تحت عنوان «اغتراب»، و«أمنيات عراقية» لإياد الزبيدي في قاعة «ود» بمدينة الحلة، وصلاح هادي الذي نظم بدوره معرضا له سماه «فراديس». كذلك حظيت التظاهرة الفنية «تركيب» في برج بابل بحيز مناسب من التغطية، إضافة للعرض التشكيلي المسرحي «السجادة الحمراء» في قاعة «كولبنيكان»، ودراسة عن أعمال النحات عبد الكريم خليل بقلم كريم رسن. أما الفنان الكردي أحمد نوباز فاحتل حيزا واسعا من المجلة بتكويناته الفوتوغرافية التي تحاكم أمراء الحروب في الماضي والحاضر ومواضيع أخرى

المصدر: الشرق الأوسط

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى