وردة الجبل (رائد داوود/ فلسطسن)

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

عشرونَ عاماً منَ الأعباءِ والمَللِ 

 مرّتْ علينا كرفِّ العينِ والعَسَلِ

 

ما كانَ أثقلَها لولا محاسنُهُ 

 منْ خِفَّةِ الظّلِّ أو من هِمّةِ الرُّسُلِ

 

 

إنْ قيلَ لي مَنْ عَنَيتَ اليومَ قلتُ فتىً 

 في رأسِهِ الشّيبُ من حِلْمٍ ولم يَزَلِ

 

هذا أبو الحَسَنِ المحمودُ مَخبَرُهُ 

 مندوبُ عزّتِنا في الحادثِ الجَلَلِ

 

هذا الذي يعرفُ الميدانُ صولتَهُ 

 في كلّ علْمٍ وظنٍّ حاسِمُ الجَدَلِ

 

إنْ قالَ أوفى وما للآخرينَ سوى 

 نوافلِ الرَّجْعِ أو ظلٍّ لِمُكْتَمِلِ

 

فإنْ تقاعدَ والأيّامُ ظالِمَةٌ 

 فإنّهُ في القلوبِ البيضِ والمُقَلِ

 

اثنانِ قدْ ذَهَبا خُلِّفْتُ بعدهما  

 في عزْلةٍ كحبيسِ الدّاءِ والعِلَلِ

 

هذا أبو مصعبٍ من قبلُ ودّعَني 

بعدُ ابْتُليتُ بمحمودٍ على عَجَلِ

 

يا ظهْرُ لم يبقَ فيكَ الآنَ مُتَّسَعٌ 

 لِقشّةٍ إنْ تُزَدْ تكْسرْكَ كالجَمَلِ

 

وشرُّ ما تحملُ الأقدارُ من نُوَبٍ 

 أنَّ المُواسيَ قلبيْ كذْبةُ البَدَلِ

 

لو كانَ عنْ مَطَرٍ مغْنىً بأيِّ نَدىً 

 لَكانَ في لِحْيَةِ البكّاءِ ألفُ عَلي

 

يا قلبُ إنّا معاً في مِهْنةٍ شَرُفَتْ 

 أنْ فرشتْ سُبُلَ الجنّاتِ بِالحُلَلِ

 

ذاكَ الجزاءُ وما تكريمُنا عَلَماً 

 إلّا كلامٌ بحبْرِ الدّمعِ والقُبَلِ

 

لكنَّ معْذرتي أنَّ الكلامَ لهُ 

 معنىً بقدْرِ الّذي في ورْدةِ الجَبَلِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى