وزراء الثقافة الأفارقة يبحثون سبل صون تراث القارة السمراء

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية الثقافية-

تواصلت أعمال الجلسة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة اليونسكو، والتي تستضيفها دولة قطر في يومها السابع على التوالي وقد ناقشت جلسات العمل صباح أمس بحضور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة متاحف قطر، الإنجازات والمخاوف والتحديات التي تواجه الحفاظ على التراث في إفريقيا، وشارك في هذه الجلسة عدد من وزراء الثقافة الأفارقة مع مدير عام اليونسكو، الذين قاموا بتبادل وجهات النظر حول احتياجات إفريقيا..

 

التنمية المستدامة

وفي بداية اللقاء أوضحت السيدة إيرينا بوكوفا، المدير العام لليونسكو، أن إفريقيا تبحث عن طرق لصياغة التنمية المستدامة، حالها حال البلدان في جميع أنحاء العالم، موضحة أن الكاميرون اعتمدت قوانين جديدة لحماية التراث، مع وحدة خاصة في القوات المسلحة لضمان الأمن في المتنزهات الوطنية، ولا سيما ضد الصيد غير المشروع من الفيلة، في حين أن كينيا قامت بتوجيه طاقة الشباب والشابات وأيضاً المسنين للحفاظ على التراث، بينما نبهت تنزانيا إلى ارتفاع تكاليف بعض تدابير الحفظ وأشارت إلى مسؤولية من يدفع لهذا لا ينبغي فقط أن تتحمله الدول الأطراف المتضررة، لافتة إلى أن لجنة التراث العالمي قد أحرزت تقدما نحو زيادة عدد المواقع الإفريقية على قائمة التراث العالمي، وتحسين الحفظ وإدارة المخاطر، فضلاً عن زيادة مشاركة المجتمع المحلي والفوائد التي تعود على المجتمعات المحلية..

 

وأثنت المدير العام لليونسكوعلى التزام الدول الأطراف الإفريقية في اتفاقية التراث العالمي، وقالت : اسمحوا لي أن أخص بالذكر أيضا فعالية شركاء التنفيذ لدينا، بما في ذلك الصندوق الإفريقي للتراث العالمي، ومدرسة للتراث الإفريقي ومركز تنمية التراث في إفريقيا، موضحة أن الثروة الثقافية والطبيعية في إفريقيا هي ببساطة هائلة، وأن هناك (251) موقعا ثقافيا في إفريقيا..

 

تراث إفريقيا

من جانبه أعرب سعادة أمين عبد القادر، وزير الثقافة والسياحية في إثيوبيا، عن تقديره للصندوق الإفريقي للتراث العالمي واليونسكو والبلد المضيف قطر للجمع بين خبراء التراث الافريقي وصناع القرار لتبادل الآراء حول التراث الافريقي المشترك لدينا، والمساهمات في افريقيا لتعزيز وحماية وإثراء التراث . لافتاً إلى أن افريقيا تعد واحدة من القارات الغنية والفريدة مع تراثها الثقافي، وهي مصدر ثمين للتراث التاريخي والثقافي والذي لايقدر بثمن..

 

وقال “مساهمتنا في إثراء والحفاظ على التراث ليست هائلة فقط، ولكن تم الاعتراف بها على النحو الواجب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليونسكو والمنظمات الدولية الأخرى العاملة وسمعتها الطيبة تجاه الحفاظ على التراث العالمي من القيم المتميزة العالمية”، موضحا أن اثيوبيا صدقت على اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، وهناك اثنان من مواقعها تم إدراجها، بينما هناك (12) موقعاً تم عرضها للإدراج في قائمة التراث العالمي..

 

وأشار عبدالقادر إلى ضرورة تعزيز التراث العالمي في افريقيا وحمايته، منوها أن إثيوبيا تستضيف بفخر 9 مواقع للتراث العالمي و 6 مواقع أكثر على قائمة مؤقتة، ما يجعل الواقع أن إثيوبيا تمتلك أكبر عدد من مواقع التراث العالمي في القارة الافريقية، مؤكدا أن حكومة اثيوبيا تبذل كل جهودها لرعاية، والحفاظ على مواقع التراث، والتزامها تجاه تنفيذ الاتفاقية للحفاظ على التراث المشترك للإنسانية، موضحا على أهمية أن تدار خصائص التراث العالمي بطريقة تعود بالفائدة على المجتمعات الحية، ومتمنيا أن يكون لدول القارة الافريقية البالغ عددها (54) الدور في اتفاقية التراث العالمي..

 

خطة متكاملة

هذا وأوضح وزير البيئة والسياحة ببوستوانا، شكيدي خاما، أن في عام 2008 أرسلت بوتسوانا للمشاركة في ملف دورة التحضير التي نظمها صندوق التراث العالمي الافريقي ومركز التراث للتنمية في افريقيا، وقد تم تدريب اثنين من الضباط اللذين قادا استعراض قائمة مؤقتة، حيث تم إحراز تقدم في تحسين حالة صون ممتلكات التراث العالمي، وفي عام 2005 وضعت خطة الإدارة المتكاملة، وفي عام 2009 وضعت خطة المنطقة المركزية بدعم من صندوق التراث العالمي الافريقي.

 

وأشار إلى أن حكومة بوتسوانا وضعت في شراكة مع منظمات المجتمع المدني مشروعا مقترحا لتنفيذ الجانب لتنمية المجتمع من الخطة وتمت بدعم من صندوق الماس، وبدأ المشروع في عام 2010 وقد كفل هذا المشروع أن جميع فئات المجتمع تجني الفوائد الاقتصادية من المشروع من خلال تقديم المجتمع مع المياه النظيفة، والمياه للماشية، وقد تم إنشاء فرص العمل وتوليد الدخل من خلال الفرص التوجيهية، الإنتاج الحرفي، رسوم الدخول، ورسوم التخييم، كما وافقت وزارة الشباب والرياضة والثقافة على اقتراح تمويل لتدريب الشباب على دورات السياحة ذات الصلة، لإعدادهم للتطورات المقبلة في المنطقة، وتدريبهم أيضا على إدارة الحرائق لمواقع التراث العالمي..

 

السيدة بومو إدنامولوا، وزير شؤون البيئة في جنوب افريقيا، أوضحت أن جنوب إفريقيا فخورة بضم 8 مواقع في قائمة التراث العالمي، بصفة جنوب افريقيا دولة موقعة إلا أن انضمام تلك المواقع ليست نهاية القصة، حيث إننا مضطرون لتوفير بانتظام تقييما لحالة صون المواقع والتأكد من حل المشاكل المتكررة التي يمكن أن تؤدي في النقش من الممتلكات على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، ومنطقة افريقيا تخضع حاليا لتغيير التنمية الكبيرة، ما يفرض علينا تحديات على أنشطة الحفظ والإدارة الفعالة لخصائص الحماية، لافتة إلى انه تم اكتشاف رواسب من المعادن، والنفط وموارد الغاز الطبيعي بكميات مجدية تجاريا في أجزاء مختلفة من افريقيا، أو بناء السدود أو غيرها من الهياكل الأساسية التطورات مثل الطرق بالقرب من ممتلكات التراث العالمي، ما يمثل تحديا متزايدا لحماية التراث والحفاظ على الإدارة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى