نبضات.. فن النهمة «1»

عادة «كتارا» الحيّ الثقافيّ أن تقوم بدور مُهم في إحياء العديد من أوجه النشاط المرتبط بالماضي، بدءًا بتلك الرحلات إلى العواصم المُختلفة عبر السفن التي تمخُر عُباب البحار، أو عبر إحياء الفنون المُرتبطة بالبحر، ولعل أهمها فن النهمة. ليس فقط عبر دولة قطر، ولكن عبر منظومة دول الخليج. لأن هذا الفن من أقدم الفنون مع فن «الفجري»، وأتمنى أن يهتم الإخوة بفن الصوت ذات يوم، في فن النهمة يتبارى مجموعة من شباب منظومة دول مجلس التعاون الخليجي العربي، وسبق أن حصد فرسان قطر الفوز بأكثر من جائزة مثل المري والحداد، إذا لم تخُني الذاكرة وهما من أبرز الأصوات، في كل موسم يتبارى الشباب لتقديم ذواتهم، وكأنهم يعيدون للذاكرة ما سجله تاريخ الأجداد، وهم يعانون ويلات البحر بحثًا عن لقمة شريفة، غاصةً كانوا أو بحارةً، كانوا يجوبون البحار والمحيطات بين موانئ الهند وإفريقيا، كان النهام عبر صوته وعبر ما يحمله من عذوبة وشجن في صوته يخفف من معاناتهم سواء في رحلات الغوص التي تمتد لأكثر من أربعة أشهر أو عبر صراع الأمواج في بحر متلاطم الأمواج، في محيط لا يُعرف قرارُه، وقد تمتدُ الرحلةُ -من البصرة والكويت والدوحة إلى بومباي وزنجبار- شهورًا. كان النهام من يخفف معاناة الفرد في رحلة السفر والشوق إلى الأهل والأحبة.
لذا في كل عام يُشمِّر العديدُ عن ساعد الجد في دوحة الخير يتبارَون هنا، وللحقيقة وللتاريخ، فإن لهذا الفن العديد من الرموز، بمقدور من أن ينسى مثلًا أن العلان وبوطبنية علامات فارقة، هذا لا يُغني عن أن التاريخ لا يحتفظ بأسماء أخرى، ولكن لأن كليهما تميّز بقدرات خاصة وأداء متفرد، ولدينا من الأصوات الشابة في قطر أكثر من موهبة، هناك الصديق المبدع عمر بوصقر المُلقب بأبوحيان التوحيدي وابننا الغالي، منصور المهندي.
إن إحياء هذا الفن الخالد بلا شك يقف خلفه ويدعم مسيرته من يؤمن به، ولا شك أن إيمان سعادة الدكتور خالد إبراهيم السليطي وفريق عمله بدءًا بالأستاذ خالد السيد والأستاذة سلمى النعيمي جزءٌ من نجاح هذه الفعالية وتطويرها طوال هذه السنوات. وللحديث بقية..

hrasheed@al-rwaq.com

**المصدر: جريدة”الراية” 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى