نبضات.. وداعًا يا أصدقاء

زملائي الأعزاء، رفقاء الدرب، أصدقاء العمر الجميل، يحزّ في النفس أن أقولَ لكم وداعًا، وأن أنطلقَ في هذا الوقت خارج السرب، ولذا أُقدّم اعتذاري للجميع، فردًا فردًا، أخي وتوأم روحي بو ناظم، وإلى النواخذة قبطان رحلة مسرحنا الأبرز، وإلى صديق مقاعد الدراسة الأخ بو فيصل، وإلى أخي المعجون بالأحلام المجنونة بوصالح، وإلى رفيقي الدرب فالح وصالح، وإلى الأبناء الأعزاء حمد وناصر وأحمد مفتاح وعلي الخلف وفيصل وسالم والهارب قبلي بو أحمد، وإلى كافة الزملاء في الفرق الثلاث: قطر، الدوحة، الوطن، فقد قررت الابتعادَ عن الحَراك المسرحي محليًا، وأُكرّر الأمر، قررت الابتعادَ كُليًا عن المسرح القطري الذي عايشته أكثر من نصف قرن، وأتمنّى من ابني «فهد الباكر» أن يعيَ ويُدركَ لماذا؟ مع أنني مُتواجد طَوال العام في كل الفعاليات المسرحيّة عربيًا في جُلّ العواصم العربيّة، ومع أنني ضمن مجلس الأمناء في الهيئة العربيّة للمسرح في الشارقة، وقدَّمت للمكتبة القطرية (24) كتابًا حول المسرح في وطني تحوي الدراسات والبحوث والنصوص المسرحيّة ورسالتي في الماجستير حول «القضايا الاجتماعيّة في المسرح القطري»، أما رسالتي في الدكتوراه فكانت حول «تطوّر حركة النقد في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي من عام 1965 /‏1990»، وللعلم فإن بعض نصوصي قد قدمت محليًا، وبعضها خارج الوطن، ففي الجزائر حصد أحد نصوصي الجائزة الأولى، ومن تونس نال المُخرج الكبير المنجي بن إبراهيم الجائزة الأولى عبر نصي!

كما أشادَ الكاتبُ الكبير عز الدين المدني بأعمالي المسرحيّة، والدكتورة سعاد عبد الوهاب، جامعة الكويت.

زملائي الأعزاء، يحزّ في نفسي أن أغادرَكم بعد هذه السنوات، ولكن، وجدت أن الواقع المسرحي مع الأسف بالنسبة لي شخصيًا غير مُريح، ولذا وجدت أنه من الأنسب أن أنسحبَ، وهذا هو الوقت المُناسب، ولذا أُكرّر فقط اعتذاري لكم ولأبنائي الذين كنت طَوال كل السنوات أُحاول أن أكونَ سندًا لهم، واسألوا فهد وأحمد مفتاح، وكنت حتى في كلية المُجتمع ذات يوم أحاول أن أبذرَ في ذاكرتهم ما يخلق حب المسرح، هذا المسرح الذي أعطيته أحلى سنوات عمري وقدمت إليه فِلْذَةَ كبدي، ابني فيصل، حتى وقع فوق خشبة المسرح ذات مساء.

زملائي الأعزاء، وداعًا سألحق بالركب، ممن ودَّعوا أو ممن في طريقهم مثلي إلى توديع المسرح، هذا الهم الثقيل، لعلهم ذات يوم يتذكرونني، وهذا الاعتقاد هو الأقرب للمنطق في الواقع!

وداعًا، يا زملاء الرحلة، قرار، لا رجعة فيه، ومِهرجان قادم، وبروز أسماء ونجوم يحتلون خشبة مسارح قطر ذات يوم.. أي يوم!

hrasheed@al-rwaq.com

المصدر: جريدة”الراية” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى