نبضات.. فن النهمة «2»

كان الاختيار الأفضل في دعوة لفرقة «قلالي» لمُصاحبة المُشاركين، فرقة تملك من الخبرة والحماس، وذات يوم، أقول ذات يوم، كنا نملك العديد من الفرق الشعبيّة، أتحدّث عن بدايات الإذاعة، وجهود تيسير عقيل.. رحم الله تلك الأيام..!
وتلك الدور، وتلك الأسماء التي غابت! وكنت أتمنّى أن يتم استضافة عددٍ من المُهتمين بالفنون من أبناء الخليج مثل الموسيقار الدكتور مبارك نجم والحربان من مملكة البحرين، وأتمنّى تواجدهم في السنوات القادمة، وأن يتم تكليف كاتب أو باحث بإصدار كتاب يوثق تاريخ هذا الفن مع إصدار «سي دي»، بأصوات أشهر المؤدّين في الكويت والبحرين من القدماء، والفائزين في السنوات الماضية، وهذه مُجرّد اقتراحات أضعها بين يدي الأستاذة سلمى النعيمي.
والآن، أعود إلى نقطة هامة، ولعلها أهم نقطة، أتوقف، وللحق وللتاريخ، نعم، أتوقف كثيرًا، أمام مُقدّم الأمسية الأستاذ «بوعبدالله» الأخ تيسير عبدالله، هذا الإعلامي الذي يُشكّل نموذجًا يُقتدى به لمن يُريد أن يكونَ نَجمًا يُشار إليه.
فهو يُعد المادة، ولا يعتمد على الذاكرة فقط مع أنه يملك ذاكرةً حديديةً، ومع هذا فهو صورة حقيقيّة لعمالقة المُذيعين الذين رصعوا أسماءهم عبر ميكروفونات الإذاعات في شتى الإذاعات العربيّة، ولذا ففي أي مُناسبة يترك هذا الإعلامي بصمته، نعم بوعبدالله، يعرف جيدًا ماذا يريد، وماذا يقول، وكيف يقول، ومتى يقول، ومتى يتوقف، نعم هو يملك من الخبرة الشيء الكثير، ومن التجارِب ومن الحضور والموهبة، وقبل هذا وذاك التواضع الجم، ولذا فهو في كل مُناسبة يترك بصمة، هناك مع الأسف من يتحوّل إلى ببغاء، وهناك من يعيش في ذاكرة الأجيال حتى لو كان غائبًا، من أمثال: جلال معوض، وجدي الحكيم، إبراهيم كافو، جورج قرداحي، بدر كريم،.. وغيرهم. وسقطت من تاريخنا محليًا مئات الأسماء، ذلك لأن التاريخ لا يحتفظ بالقشور.
تيسير عبدالله، الإعلامي، يجتهد في إعداد المادة، يبحث، يُنقّب، ولذا فهو نموذج مُتميّز وناجح، أعود إلى بدايات إذاعة قطر، وأتذكر صديق عمري بوناظم، كان هناك ثلاثة نماذج: نماذج مُختلفة، واحد بلا شهادة ويملك الحضور والجُرأة، والآخر يملك الشهادة ولا يملك الحضور والجرأة، والثالث يملك الشهادة وبجانبه الوسواس، والمؤسف أن التاريخ لا يتذكر إلا الاسم الأول!

hrasheed@al-rwaq.com

**المصدر: جريدة”الراية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى