أسعار معرض الكتاب نار

الجسرة الثقافية الالكترونية
هيثم الأشقر
اشتكى عددٌ كبير من روّاد معرض الدوحة الدولي للكتاب من ارتفاع أسعار الكتب الموجودة في المعرض، وأكّدوا في تصريحات لـ الراية أن الأسعار مرتفعة بشكل مبالغ فيه، موضحين أن نفس الإصدار يعرض بأسعار أقلّ في معارض الكتب الأخرى بالمنطقة، لافتين إلى أن السمعة التي يحظى بها معرض الدوحة للكتاب، دفعت بعض الناشرين للمغالاة في أسعار إصداراتهم، مطالبين القائمين على المعرض بتدارك تلك المشكلة التي قد تؤثر على نسبة الإقبال على شراء الكتب، والتي تتنافى مع الهدف من إقامة المعرض، وهو إتاحة الفرصة للقراء لشراء الكتب بأسعار تنافسية، وبأن يكون هناك مراقبة من قبل وزارة الثقافة على الأسعار والتحقق من التزام دور النشر بقوائم الأسعار المتفق عليها.
وشدّد هؤلاء في تصريحات لـ الراية على ضرورة تفعيل الرقابة على أسعار الكتب وضرورة اتخاذ إجراءات عقابية ضد المخالفين، الأمر الذي سيسهم في ضبط أسعار الكتب ويجعلها في متناول الجميع، رافضين في الوقت نفسه جشع أصحاب دور النشر والذي وقع ضحيته القرّاء وحرمهم من فرصة اقتناء أحدث الإصدارات بالمعرض الذي ينتظرونه من عام لآخر.
المرواني: أجنحة تستغل المعرض لرفع الأسعار
قال فهد المرواني إن المعرض مميز بسبب الترتيب والتنظيم، ما يعطي بعض الأريحية للزوّار للتنقل بحرية بين أجنحته المختلفة، ولكن ما ينغص هذه اللوحة الرائعة هو الأسعار المرتفعة التي لا تتناسب مع الهدف الأساسي من إقامة معرض الدوحة للكتاب.
وأشار المرواني إلى أن هناك بعض الناشرين يستغلون اسم “معرض الدوحة الدولي للكتاب”، في رفع أسعار إصداراتهم، بينما نجد نفس الأسعار في معارض الكتب المماثلة التي تقام في المنطقة في حدود المعقول والمتيسر، وحينما يأتون إلى معرض الدوحة يكون كل همهم هو الكيفية التي يرفعون بها أسعار الكتب، مشيرًا إلى أن الأجنحة التي تلتزم بتخفيض أسعار الكتب بشكل حقيقي قليلة.
وأوضح المرواني أن الكتاب الورقي لا يزال يحظى باهتمام واحترام القرّاء بالرغم من وجود الكتب على الإنترنت، لذلك على الناشرين العمل على تشجيع القرّاء لاقتناء الكتاب الورقي، عن طريق عرضه بأسعار معقولة تكون في متناول الجميع، خاصة أن الكتاب الإلكتروني أصبح متوفرًا بشكل كبير، وبأسعار زهيدة.
وأضاف أن معرض الدوحة للكتاب دائمًا ما يكون فرصة للقرّاء للالتقاء بكتابهم وتجديد مكتباتهم، إلا أن غلاء أسعار الكتب سيؤدي إلى إحجام القرّاء عن الشراء.
المري: القارئ وقع ضحية جشع دور النشر
قال ناصر المري إن الأسعار هذه السنة مرتفعة بشكل ملحوظ، الأمر الذي انعكس سلبًا على المبيعات وأعداد الزوار، مشيرًا إلى أنه ورغم ارتفاع الأسعار إلا أنه لا يوجد خيار أمام القارئ المحب للكتاب إلا الشراء.
وأضاف المري أن معرض الدوحة وعلى مدى سنواته الطويلة اكتسب سمعة طيبة من حيث الإقبال والقوة الشرائية للزوّار، فالقارئ القطري نهم، ومحب لاقتناء الكتب المتنوعة، وهذا ما يجعله فريسة لبعض دور النشر، التي تحاول استنزاف أموال الزوّار بالمغالاة في أسعار المعروضات، لتحقيق أقصى ربح ممكن خلال فترة المعرض.
وأشار إلى أنه كان يتوقع أن تنخفض أسعار الكتب هذا العام، خاصة مع كبر حجم المعرض، بالإضافة للإقبال الكبير الذي يشهده المعرض منذ اليوم الأول من افتتاحه، فمن المفترض أن كل هذه العوامل تجعل دور النشر تتنافس فيما بينها لاستقطاب الزوار، بتقديم أسعار مخفضة للقارئ، ولكن ما يحدث عكس ذلك تمامًا، مطالبًا بأن يكون هناك مراقبة من قبل وزارة الثقافة على الأسعار والتحقق من التزام دور النشر بقوائم الأسعار المتفق عليها.
الكواري: الأسعار ليست في متناول الجميع
أكّد عمران الكواري أن ارتفاع أسعار بعض الكتب من أبرز السلبيات التي تواجه النسخة الحالية من معرض الدوحة الدولي للكتاب، داعيًا دور النشر، خاصة الأجنبية منها إلى تخفيض الأسعار ليتمكّن الزوّار من اقتناء الكتب التي يرغبون في الاطلاع عليها، فضلاً عن كون الأسعار المخفضة ستعمل على تشجيع ورفع نسبة القراءة.
وأشار الكواري إلى أن أسعار الكتب المعروضة مرتفعة بشكل مبالغ فيه، وليست في متناول الجميع، كما كان متوقعًا، الأمر الذي يتنافى مع الهدف من إقامة المعرض، وهو إتاحة الفرصة للقرّاء لشراء الكتب بأسعار تنافسية، وقال الكواري إن العديد من الزوّار رجعوا دون شراء الكتب، بسبب أن اقتناء تلك الإصدارات يحتاج ميزانية كبيرة تفوق قدراتهم الشرائية، مطالبًا بأن يكون هناك رقابة مشددة من قبل القائمين على المعرض، على الأجنحة التي تغالي في أسعار معروضاتها، كي يتمكن الزائر من استثمار هذا العرس الثقافي في اقتناء أكبر قدر ممكن من الكتب، خاصة أن نفس الإصدارات تباع في معارض كتب أخرى بأسعار أقلّ منها في الدوحة.
أحمد الحيدر: عوامل عدة تحدد أسعار الكتب
قال الروائي أحمد الحيدر أحد المسؤولين عن جناح بلاتينيوم بوك إن أسعار الدار هي نفس أسعار العام الماضي، وكذلك هي نفس الأسعار التي نشارك بها في معارض الكتب الأخرى سواء الخليجية، أم العربية، مشيرًا إلى أن تكاليف النشر والطباعة في الكويت لم ترتفع خلال السنوات الماضية، لذلك فأسعارنا ثابتة ولم تتغير.
وعن ارتفاع الأسعار في بعض الأجنحة الأخرى، قال: إن السعر تحدده عوامل كثيرة منها مصاريف الشحن وبدل أرضية في المعرض وحقوق والنشر، وغيرها من المصروفات الأخرى، مؤكدًا أن تلك العوامل تسهم فعليًا، في ارتفاع أسعار الكتب.
الصديقي: مطلوب إجراءات عقابية ضد المخالفين
طالب الشاعر والكاتب المسرحي عبدالرحيم الصديقي بضرورة تفعيل الرقابة من قبل القائمين على المعرض لمواجهة أي تجاوزات قد تحدث من قبل دور النشر المشاركة، من حيث عدم الالتزام بالأسعار الحقيقية، والمحددة من قبل إدارة المعرض، وأن يكون هناك إجراءات عقابية ضد دور النشر المخالفة.
وقال الصديقي إن مثل هذه المعارض تلفت نظر المهتمين وعامة الناس، إلى أهمية اقتناء الكتاب ومطالعته، لذلك فدور النشر يجب أن تقدم العديد من العروض الترويجية التي تستقطب الزوّار، مشيدًا أيضًا، بحسن التنظيم والإقبال الكثيف.
وطالب الصديقي بأن تمتدّ فترة المعرض من الصبح حتى المساء، خاصة أن المكان جيد، ومزوّد بكل الوسائل والإمكانات التي تؤهله لاستقبال الزوّار على مدار اليوم، كما أن بعد المعرض عن وسط المدينة، يجعل من الصعب على الزوّار التواجد في المعرض خلال الفترتين.
المصدر: الراية