أمريكا تحتفل بثمانين عاماً على ميلاد رتشارد هانت

الجسرة الثقافية الالكترونية
في عام 1971، اشترى ريتشارد هانت محطة كهرباء فرعية قديمة مهجورة منذ 1909 في أحد أحياء شيكاغو ليحوِّلها إلى مرسم. وارتقى الحي منذ ذلك الحين لكن مرسم هانت ظل إلى حد كبير على حاله، جزيرة وسط بحر من التغير، وهو ما يماثل كثيراً الفنان نفسه.
“شأن كثير من الفنانين، وأكثر من كثير منهم، اتبع هانت طريقاً اختطه لنفسه. ثبت عليه، وكان ثباته هذا يعني أن أعماله سوف تبقى، ولم يعن مطلقاً أن أعماله مملة بأية حال” بحسب ما قالت نائب مدير متحف سميثونيان للفن الأمريكي الأفريقي في العاصمة الأمريكية واشنطن كينشاشا هولمان .
وبحسب تقرير لـ”وول ستريت جورنال”، فإن العام الحالي يشهد إقامة معرضين للاحتفال بمرور ثمانين عاماً على ميلاد هانت الذي تحتفل به شيكاغو أيضاً وبمنجزاته على مدار حياته المهنية وقد أنفق عمره كله تقريباً فيها.
ويفتتح المعرض بعنوان “ريتشارد هانت: ستون عاماً من النحت”، ويستمر حتى التاسع والعشرين من مارس (آذار) القادم في مركز شيكاغو الثقافي، متيحاً للجمهور أكثر من ستين عملاً ما بين النحت والرسم أنتجها الفنان اعتبارا من 1954 وحتى الوقت الراهن، وأغلب هذه الأعمال مأخوذ من مجموعة هانت الشخصية.
كما يقام معرض أصغير حجماً في الفترة من 18 ديسمبر (كانون الثاني) وحتى 17 مايو (أيار) في متحف الفن المعاصر بشيكاغو، حيث يتيح للجمهور مجموعة من مقتنيات هانت، وعدداً أكبر من الأعمال المستعارة، وتعرض لما أنتجه الفنان منذ الخمسينيات وحتى التسعينيات.
عن حياة هانت
أثناء دراسته في أوائل الخمسينيات، حضر هانت معرضاً أقامه معهد شيكاغو للفنون بعنوان “النحت في القرن العشرين”، وثمة شاهد أعمالاً من منحوتات الأسباني خوليو جونزالس، ومنذ ذلك الحين عرف هانت ملامح مسيرته الفنية كاملة.
كان جونزالس قريباً من بابلو بيكاسو في الفترة من 1929 إلى 1931 واستطاع أن يغير وجهة النحت في العالم بتمكنه من تطويع المعادن، وكان أهم خلفائه في الولايات المتحدة هو ديفيد سميث، ومن بعدهما جاء ريتشارد هانت ليكمل هذا التقليد الفني ويبتدع في الوقت نفسه مفرداته البصرية الخاصة.
في أواخر الستينيات انتقل إلى مجال النحت العام الناشئ حديثاً في ذلك الوقت، فأقام أكثر من مائة وثلاثين منحوتة في شتى أرجاء الولايات المتحدة بتكليف من جهات مختلفة، ومن أعماله العامة خمسة وثلاثون في شيكاغو وحدها، علاوة على منحوتته “ولقد ذهبت إلى الجبل” المقام تكريما لمارتن لوثر كجنغ في مدينة ممفيس.
اقتنى متحف الفن الحديث بنيويورك أحد أعمال هانت سنة 1956 وكان لا يزال طالباً في معهد الفن بشيكاغو، كما كرمه المتحف بمعرض في مستهل حياته سنة 1971 حيث كان لا يزال في الخامسة والثلاثين من العمر.
ولا يزال يحلو للفنان أشيب الشعر متفجر الطاقة أن يعمل بالمعدن لأنه يتيح له الارتجال بلا حدود واللعب مع الشكل بلا توقف بحسب ما قال في أحد الحوارات.
وعلى الرغم من أن أعمال هانت تزداد جنوحاً إلى التجريد والضخامة، لكنه لا يزال يستعمل تكنيكات شديدة الصعوبة حتى في هذه الأعمال الضخمة التي غالباً ما يستوحيها من الطبيعة والفنون الأفريقية (التي يقتني منها مجموعة مهمة) وعدد من تيارات الفن الحديث.
…..
ثقافة