«الفانوس السحري» للسعودي ربيع.. رحلة في أساليب وتجارب صاعدة

الجسرة الثقافية الالكترونية
ناجح حسن*
المصدر / االراي الاردنية
– يضم كتاب (الفانوس السحري: قراءات في افلام خليجية) لمؤلفه الناقد السينمائي السعودي خالد ربيع السيد والصادر حديثا عن دار جداول اللبنانية، جملة من الموضوعات والقضايا التي تتناول حراك صناعة الافلام بمنطقة الخليج العربي ضمّنها السينما في اليمن والعراق.
يستهل خالد ربيع الاصدار ان الاهتمام الحقيقي الذي تشكل لديه بالافلام الخليجية جاء بعد متابعته مجموعة من التجارب السينمائية في مهرجان الخليج بدبي الذي كان يديره الناقد والمخرج الاماراتي مسعود أمرالله ال علي ، وهو ما عزز لديه اهمية متابعة نضوج تلك التجارب التي غدت في الوقت الحالي توازي في سويتها الافلام العالمية.
ويدعو المؤلف في مقدمته الى ضرورة ايلاء صناعة الافلام بالخليج المزيد من الرعاية والاهتمام كون السينما باتت وسيلة بالغة الاهمية من جهة التأريخ المصور لحياة الشعوب والمجتمعات ولتأثيرها الثقافي الجمعي الذي تحدثه الافلام، فالسينما هي الفن والصناعة المتحققة في ملتقى الطرق بين الجمال والصراع.
ويبين الناقد ربيع ان الخليج تأخر في حقل صناعة الافلام ولئن جاءت بدايات الفيلم الخليجي محدودة ومتناثرة، تفتقد عنصر التنمية، فضلا عن عزوف، بل انها تواجه احيانا بالرفض، وهو ما أدى الى تعطيل الآلية المفترضة لتنامي الصناعة والثقافة السينمائية طيلة تلك الاعوام، على الرغم ان اول محاولة للتصوير السينمائي بدأت في البحرين أواخر ثلاثينيات القرن الفائت.
اختار المؤلف مجاميع من الافلام المتنوعة الاساليب من سائر بلدان الخليج التي نجح في مشاهدتها في دورات مهرجان الخليج وسواها من المناسبات، مشيرا الى ان هناك العديد من الاعمال لم يتمكن من مشاهدتها بفعل ظروفه، لذا غابت عن صفحات الكتاب، خاصة الافلام العراقية، حيث تمنى ان تسنح له فرصة الكتابة عن البعض منها كافلام: المخرج العراقي قاسم عبد المعنونة: (همس المدن)، (حياة بعد السقوط)، وايضا افلام المخرجة العراقية ميسون الباجه جي (عدسات مفتوحة)، وفيلم (كل شيء ماكو)، وفيلم (حكاية بحرينية) للمخرج البحريني بسام الذوادي، وفيلم (بدون) للقطري محمد ابراهيم، وفيلم (تورا بورا) للكويتي وليد العوضي، و(صرخة) لليمنبية خديجة السلامي، و(ظل البحر) للاماراتي نواف الجناحي، و(سكون) للبحريني عمار الكهوجي، و(أمل) للاماراتية نجوم الغانم ، وفيلم (بنت مريم) للاماراتي سعيد السالمين المري.
يكرر ربيع السيد في صفحات كتابه نداء المخرج السعودي الرائد عبدالله المحيسن، الذي اطلقه ذات ملتقى اعلامي، عقد قبل عقد من الزمان، في احدى الجامعات السعودية، والذي جاء ضمن ورقة عمل حملت عنوان: (الاعلام السعودي.. سمات الواقع واتجاهات المستقبل)، اذ يقول: لا بد ان يسير الاعلام السينمائي في اتجاهين، اتجاه محلي لخدمة مجتمعاتنا العربية، واتجاه دولي لتعريف شعوب العالم بمدى اسهامات العرب والمسلمين في صنع حضارة الانسان، وبيان اننا لم نتخلف عن الانجاز والمشاركة في كل ما يجلب الخير للانسانية، قبل ان يختم مداخلته.. ان الاعلام السينمائي خطوة جريئة تحتاج منا الى دراسة وتأمل وسرعة في اتخاذ قرار).
توزعت صفحات الكتاب على بابين رئيسين هما: قراءات وافلام عبدالله المحيسن، احتوى كل منهما على مجموعة من الفصول، تزخر بقراءات نقدية حول افلام وظواهر سينمائية متعددة.
من بين عناوين الفصول يطالع القاريء: الدائرة.. نحو سينما خليجية رصينة، البشارة.. ترحيل الادب البحريني الى السينما، صورة المرأة في الافلام العمانية القصيرة، الفانتازيا الكوميدية في افلام الشباب الكويتيين القصيرة، ظاهرة وموضوعات افلام الطلبة الاماراتيين القصيرة، وجدة.. التمرد على الخضوع الانثوي،ظلال لريم البيات في سينما شعرية واعدة،يوم جديد في صنعاء.. فيلم الحنين وسحر المكان، اغتيال مدينة.. بداية الانطلاق، الصدمة.. كما عاشها المحيسن، ظلال الصمت.. نبؤة المحيسن التي تحققت، وفيلم الاسلام جسر المستقبل.. التوثيق بتقنية الاسقاط.
الكتاب رحلة ممتعة في قضايا واشتغالات واساليب وتجارب السينما الخليجية الصاعدة، والمتباينة الرؤى والجماليات، وهو ايضا يسد نقصا في ادبيات المكتبة السينمائية العربية، التي هي احوج ما تكون عليه من توثيق نقدي لتلك المنجزات، في مسعى لاعادة قراءتها واكتشافها من قبل النقاد والباحثين وعشاق الفن السابع، ومن ثم البناء عليها بوصفها رافد حيوي جديد لخريطة المشهد السينمائي العربي.