المغربي نصر ميكري يستعيد التاريخ الموسيقي للعائلة

الجسرة الثقافية الالكترونية

*فاطمة عاشور

المصدر: الحياة

يستعد الفنان المغربي الشاب نصر ميكري لجولة فنية بعدما نجح في الترويج لألبومه الثاني الذي جمع فيه أشهر أغانيه عام 2014، وبعد إطلاقه أغنية «وينك» التي تحمل عنوان الألبوم الجديد.

كتب كلمات العمل والده الفنان حسن ميكري، فيما أشرف نصر على ألحانه وتوزيعه. ويضم الألبوم الجديد ست أغانٍ هي: «وينك»، «مغربية»، «مكسور»، «لجناح»، «انظري»، «أنوال»، و «صحراوي» التي قدمها في حفلة اختتام الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء في مدينتة زاكورة.

واختار ميكري، الغصن الممتد لعائلة ميكري التي بصمت تاريخ الموسيقى المغربية بلون خاص جعلها تتميز عن غيرها من التجارب الغنائية طوال عقود، مواصلة الدرب نفسه، طامحاً إلى أن يقدم موسيقى عربية ذات طابع عالمي، متنقلاً بين أشهر أغاني ريبتوار الإخوان ميكري، في حنين أعاد الجمهور إلى سنوات إشراقة هذه المجموعة، معرباً عن ارتياحه الكبير إلى الصدى الذي خلفته جولاته الفنية، وسعادته بلقاء جمهور أظهر ذوقاً موسيقياً راقياً.

وأضاف أنه سبق أن استجاب لدعوات بعض المحطات الإذاعية التي كان لها دور في التعريف بتجربته الفنية الفتية، وأيضاً خلال مشاركته الى جانب عمه الفنان يونس ميكري في تصوير الفيلم السينمائي «عيد الميلاد» للمخرج لطيف لحلو.

تجربة نصر انطلقت من المعهد الوطني للموسيقى في الرباط عام 1997، فدرس الغيتار والبيانو، وكان أول ظهور له أمام الجمهور عام 2009 في المسرح الوطني «محمد الخامس» بمناسبة توزيع جوائز «زرياب للمهارات»، ليتألق في ما بعد في إحياء سهرات ناجحة في مهرجانات عدة من بينها «موازين».

ويسعى نصر ميكري إلى مواصلة مسيرته برفقة أصدقائه العازفين أسامة (غيتار) والمهدي (باص غيتار) ومحسن (درامز) وعلي (أورغ) وسعيد (ايقاع)، الذين يشكلون نواة أعماله الفنية.

ولعل القاسم المشترك بين أعضاء مجموعة «الاخوان ميكري» حسن ومحمود وجليلة ويونس هو الموسيقى والغناء، فالموسيقى تشكل العمود الفقري لتجربة كل واحد منهم، رافقتهم منذ البداية وما زالت تشكل أهم عنصر في التجربة الفنية لكل منهم على رغم تعدد اهتماماتهم وانفتاح كل منهم بدرجات متفاوتة على فنون أخرى، من قبيل السينما والرسم والكتابة وتنظيم المهرجانات وغير ذلك.

ولا يجادل أحد من متتبعي حركة الغناء والموسيقى في المغرب في كون هذه المجموعة الغنائية الموسيقية شكلت إبان ظهورها مطلع الستينات وعلى امتداد حضورها في السبعينات من القرن الماضي وثمانيناته، إضافة نوعية للأغنية المغربية العصرية لما أدخلته من تجديدات على مضامينها وألحانها وأدائها وآلاتها الموسيقية ومدتها وغير ذلك.

ففيما كان المصريون غارقين في مطولات أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، تمكن الإخوان ميكري بفضل كلمات أغانيهم الجميلة وايقاعاتها السريعة وتوزيعها الموسيقي المدروس بعناية، تماشياً مع روح العصر وما شهده المشهد الموسيقي العالمي من تحولات في ظل الانتشار الواسع آنذاك لأغاني «البيتلز» وبوب ديلان وكات ستيفنس وغيرهم، من استقطاب جمهور كبير من الشباب داخل المغرب وخارجه من خلال جولاتهم الفنية ومشاركاتهم في سهرات الاذاعة والتلفزيون وطبع اسطواناتهم في باريس وتوزيعها على نطاق واسع في المغرب وتونس والجزائر وبعض الدول العربية الأخرى وأوروبا، كما كانوا سباقين في تحويل أغانيهم الناجحة الى فيديو كليبات بفضل تعاونهم مع مخرجين متميزين مثل الراحل حميد بن الشريف.

ومن أشهر الأغاني التي ذاع صيتها «هي السمرة»، «حورية»، «يا مرايا»، «دام ديدام دام»،» لو بالامكان»، «ياريت»، «ودعته»، «ربما»، «صبار»، «كلمتيني»، «قالوا لي نساها»، «هذاك أنا»، «شعلتها نار»، الى جانب أغنية «ليلي طويل» التي حظيت بحظ وافر من الشهرة والاهتمام، بعدما فازت بالاسطوانة الذهبية عام 1972.

فإلى أي حد سيستطيع الفنان نصر ميكري ان يستعيد تألق مسيرة آل ميكري الغنائية؟ وهل من وصول جديد إلى العالمية بلون موسيقي عصري مختلف؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى