\”بوابة مكة\” و\”أربيل العراق\” على قائمة التراث العالمي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية القطرية-
أقرت أمس الجلسة الثامنة والعشرون للجنة التراث العالمي، والمنعقدة حاليا بالدوحة، برئاسة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، تسجيل موقعي أربيل بالعراق وبوابة مكة بالمملكة العربية السعودية على قائمة التراث .العالمي
وفي كلمة رئيس الوفد السعودي أثناء الجلسة، قال سعادته إن المملكة العربية السعودية قد تقدمت بهذا الموقع عام 2011، وكان تقييم لجنة الإيكوموس سلبيا جدا، ولم نجادل حينذاك، بل انسحبنا وقضينا ثلاث سنوات من 2011 إلى 2014 في تطوير هذا الموقع ليحظى بقبول اللجنة ولنعود به هذا العام مرة أخرى.
وقال الخبير التراثي السعودي لقد بدأت المملكة في الاهتمام بالموقع بالتعاون مع خبراء من الإيكوموس، وقمنا بتنفيذ توصياتهم بخصوص الموقع، وكذلك تنفيذ المقترحات الواردة بالقرار المعروض على اللجنة الموقرة، وجرى بالفعل تطوير كامل بالموقع باستخدام التقنيات الحديثة، وتم تنفيذ خطة الحماية والتطوير التي قدمت في الملف، وطرح العديد من المشاريع الواردة في هذا الخصوص، ومنذ عام 2011 تحولت منطقة جدة التاريخية إلى ورشة عمل، ويتم العمل فيها بهدوء وبتروٍ والاستعانة بخبراء عالميين من جميع أنحاء العالم من فرنسا وألمانيا والمغرب.
كما أكد سعادته على التواصل المستمر مع لجنة الإيكوموس ومع مركز التراث العالمي لتحقيق أعلى درجات التنفيذ السليم لأعمال التنمية والصيانة لهذا الموقع.
وأشار إلى جهود المجتمع المحلي والملاك بالموقع في هذه الأعمال، وأن هناك الكثير من البرامج للتراث غير المادي سيتم تنفيذها بالموقع، وعلى رأسها مهرجان جدة التاريخية الذي سيراه هذا العام ثمانمائة ألف زائر، على مدار شهرين، كما تظل مدينة جدة حتى اليوم نشطة ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالحج ونشاطاته، حيث يزدحم فيها الناس في كل موسم حج والآن الحج أصبح مستمرا طوال العام من خلال العمرة الممتدة، ولذلك فإن المملكة العربية السعودية تحرص على أن يكون هذا الموقع نموذجا مهما، وتوفر له كثيرا من الموارد للاهتمام والعناية بالموقع، ونحن نرحب بأي أفكار مفيدة لنا من أي جهة كانت.
وبعد إعلان فوز موقع بوابة مكة التاريخية بالانضمام إلى قائمة التراث العالمي ألقى سعادة رئيس الوفد كلمة شكر للجنة المنعقدة وعلى رأسها سعادة الشيخة المياسة رئيسة اللجنة قال فيها:
شكرا سيدتي الرئيسة على حسن الإدارة وحسن الضيافة، شكرا للدول الأعضاء في اللجنة، شكرا للإيكوموس، وسنأخذ بملاحظاتهم ومقترحاتهم ببالغ الاهتمام.
وقد تحدث الدكتور علي اللامي وكيل وزير البيئة بجمهورية العراق رئيس الوفد المشارك عن انضمام موقع أربيل قائلا إن انضمام موقع أربيل إلى قائمة التراث العالمي لم تواجه أية عقبات بفضل الله، ووضع على قائمة القائمة بدون أي اعتراض، ويعد هذا الموقع هو الموقع الرابع على القائمة، وفي العام المقبل إن شاء الله سنتقدم بملف آخر هو ملف موقع الأهوار، وهو حاليا في مرحلة الإعداد والتجهيز.
وعن مراحل تجهيز ملف أربيل للتقدم إلى لجنة التراث العالمي قال سعادته إنه مر بمراحل كثيرة من التطوير والتجهيز على أيدي خبراء ومعنيين ومن الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان إلى أن تم تجهيز الملف بشكل جيد حاز قبول أعضاء اللجنة وأهله للنجاح والتسجيل على القائمة.
وعن علاقة التوترات السياسية الحالية التي تشهدها العراق وتأثيرها على الموقع وعلى موقف اللجنة من الملف قال سعادته إنه نظرا لوقوع قلعة أربيل في إقليم كردستان فهي بعيدة عن العمليات العسكرية، ولكن من المؤكد أن ما يحدث مؤخرا له تأثير ولو ضعيف على المواقع الأثرية، لا سيما وأن هناك تدميرا لبعض المواقع الأثرية مثل بعض التماثيل في الموصل، ولكن بفضل الله لم يكن لهذه الأحداث أي تأثير على اليونسكو في قرارها.
وفي ختام حديثه تقدم سعادته بالشكر للقائمين على الجلسة وعلى رأسهم سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس الجلسة.
كما تحدثت الدكتورة أميرة عيدان ممثلة العراق في لجنة التراث العالمي فقالت، إن قلعة أربيل تقع في شمال العراق في إقليم كردستان، وقد عملت عليه الحكومة من عام 2007 إلى الآن، وقد شكلت لجنة عليا وتم العمل على مراحل، وقد قدم الملف وكانت هناك بعض الملاحظات من قبل لجنة الإيكوموس وخبراء التراث العالمي بالإرجاء بناء على مجموعة من المعطيات قد تمت معالجتها من قبل الحكومة في إقليم كردستان، وجاء رد العراق في هذه الجلسة بتقرير واف وتوضيحات متكاملة وقد ناقشت اللجنة الموضوع، وكان للجزائر المبادرة في تقديم التعليل من الإرجاء إلى التسجيل، هذا ما حدث بدعم من باقي أعضاء اللجنة.
وفي سؤال عن المواقع التراثية الأخرى المسجلة على قائمة التراث العالمي قالت الدكتورة أميرة إن هناك موقع آشور وسامراء والحضر وموقع أربيل المسجل اليوم.
وعن العلاقة بين الأحداث السياسية والاضطرابات التي تشهدها حاليا العراق والمواقع التراثية العراقية وعلاقة ذلك بتسجيل موقع أربيل على القائمة قالت سعادتها إن من العادة أن المواقع الأثرية تقع في أماكن بعدية عن التوترات والاضطرابات، ولكن هذا لا ينفي أن هذه الاضطرابات تلقي بظلالها على العاملين، ولكن بشكل عام بالنسبة لقلعة أربيل فقد كان الوضع مثاليا، لأن المكان محمي بشكل كامل، وكذلك غالبية المواقع الأثرية، ولكن النزاع بشكل عام يعكس آثاره على المواقع الأثرية الأخرى.
وطالبت الدكتورة أميرة عيدان بوقفة دولية للحفاظ على تراث العراق لأنها ليست ملكا للعراق وحدها، فقد تفاعلت الحضارات التي تعاقبت على العراق، وأخذت وأعطت وتفاعلت معها العراق بالقدر الكافي ، وأرسلت رسالة مشرفة منذ وقت مبكر لكل أرجاء العالم، فالأحرى أن يرد العالم اليوم جزءا من هذا الدين بالدفاع عن آثار العراق ضد ما تواجهه من تخريب.
وفي ختام تصريحاتها أثنت الدكتورة أميرة عيدان على تنظيم المؤتمر وعلى إدارة الجلسات وما لقيه أعضاء الوفود من كرم الضيافة القطري، والحفاوة التي قوبلوا بها من القائمين على المؤتمر، ووجهت شكر الوفد العراقي لقطر أميرا وحكومة وشعبا على حسن الضيافة وحسن التنظيم وحسن الإدارة.
كما قررت الجلسة أمس إرجاء موقع خور دبي المتقدمة به دولة الإمارات العربية المتحدة بأغلبية الأصوات وعدم إدراجه على القائمة في هذه الدورة ومنح دولة الامارات العربية المتحدة الوقت الكافي لإعداد ملف أكثر قوة ووضوحا حول هذا الموقع الهام والذي أشاد به ممثلو العديد من البلدان بلجنة التراث وعلى رأسها دولة قطر حيث قال سعادة السفير علي زينل مندوب دولة قطر في اليونسكو إن مدينة دبي من أكثر المدن التكنولوجية في المنطقة ولكنها تحتضن في قلبها موقعا أيضا من أكثر المواقع التراثية ليكون بمثابة جسر للماضي بين ثنايا هذه المدينة التي تضم أبراجا هوائية مميزة “البراجيل” ويصل عددها الى 87 برجا كما تضم 350 مبنى تراثيا تم ترميم بعضها مما يحتاج إلى ترميم، كما تضم أسواقا تراثية رائعة تستقطب ملايين الزوار وقد زاد عدد زوارها في عام 2013 على ثلاثة ملايين زائر.