سيرتي المتخيلة…الرواية الأولى للكاتب الفلسطيني بسام جميل

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص –
من خالد سامح:
عن دار فضاءات الأردنية للنشر والتوزيع في عمان صدر مؤخرا الرواية الأولى للكاتب الفلسطيني المقيم في سوريا بسام جميل، وقد حملت عنوان “سيرتي المتخيلة”، وتقع في 160 صفحة من القطع الوسط.
تنتمي “سيرتي المتخيلة” لروايات الحرب التي توثق فنيا وانسانيا لأوجه مختلفة من مآسي الحروب والصراعات وانعكاساتها على الذات وعلى مصائر البشر، وتدور أحداث الرواية حول حياة شاب فلسطيني مولود بداية التسعينيات في مخيم اليرموك في العاصمة السورية والذي تقطنه أغلبية من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من بلادهم عام 1948 بعد قيام الكيان الصهيوني، الشاب يدعى وليد وقد تفتح وعيه على الألم والمآسي والتحولات الكبرى التي عصفت في المنطقة العربية، والتي ترصدها الرواية في مساحة زمنية تمتد منذ نهايات القرن المنصرم حيث الحصار الأمريكي على العراق حتى الى احتلاله عام 2003 ومن ثم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بيروت عام 2005 وصولا الى ثورات “الربيع العربي” وجحيم الحرب الأهلية في سوريا، أما مكانيا فان الرواية تنسج أحداثها بين مخيم اليرموك وريف دمشق والبقاع اللبناني ومخيمات بيروت وغيرها من المناطق التي يقصدها وليد في ترحاله بحثا عن خلاص ما، الا أنه يقع في اشكالية التناقضات السياسية والاجتماعية العديدة فتتعمق أزمته النفسية ويشعر باغتراب داخلي رهيب عبر عنه الكاتب بسام جميل بأسلوب فني خلاق ولغة سردية رشيقة ومحتشدة بالصور الشعرية.
يتناوب السرد في “سيرتي المتخيلة” شخصيتان الأولى وليد الذي توحد بشخصية السارد نفسه، والثانية شخصية غامضة تظهر كقرين دائم للبطل السارد وتلاحقه مثل ظله محاولة اضفاء شيء من الخيال على سيرته، الا أن صوت “وليد” يبقى المحوري والطاغي على مجريات أحداث الرواية.
من أجواء الرواية نختار :”يتزايد شعور وليد بالوحدة، تمنعه القذائف أياماً عدة من الخروج من منزله، يتوقف عن الكتابة، يمزق بعض الأوراق البيضاء ليكتب على القصاصات ماقد يريح روحه المتعبة، الا أنه يعود الى عاداته القديمة: حرق القصاصات.
يدخل عالم التقنية الذي لا ينفك يخاصمه في أوقات كثيرة بين قطع للتيار الكهربائي واحساسه بأن عمله ينتابه البطء، يتفقد البريد الالكتروني، فارغ الا من الفراغ! يقول، يغلق بغضب بريده ويفتح ملفا يكتب فيه : سريان الدم يعكس تدفق الأفكار التي يمليها على صفحته الالكترونية، تتواصل الأفكار بنفخ دخانها الافتراضي في وجهه، ترد له ماتستوفي به حقها في انتفاض النص والتهام البياض المباح للنقر كبصمة سوداء، لاتغشه أفكاره كثيرا، لايعنيه أن تؤمن بصدق مايشعر به حين يرميها بسهامه”.
تجدر الاشارة الى أن بسام جميل من مواليد مدينة دمشق، صدر له في عمان عام 2013 مجموعة قصصية بعنوان “دمشق واسمي”، وله قيد النشر مجموعة قصصية ثانية بعنوان “مسرح للغياب”، ورواية بعنوان “ظلها، كما يكتب ويهتم في المسرح وله مسرحية بعنوان “تحت سماء قليلة”، وأخرى بعنوان “نزف أمام مرآه مهشمة”.