شخصيات القصص الكلاسيكية تتجمع في مدينة الحكايات

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

اشرف مصطفى 

 

معالجة جديدة لمجموعة من حكايات الأطفال المعروفة مسبقًا تضمّنها العرض المسرحي “مدينة الحكايات” الذي يعرض حاليًا على خشبة مسرح الريان من بطولة نخبة من فناني المسرح القطري والخليجي، فمن خلال مجموعة من أبطال الحكايات استطاع كاتب النص إعداد عملية دمج لمجموعة من القصص المتداخلة ليخرج بقصة واحدة ذات أحداث مشوقة.

 

المسرحية التي تقرّر تواصل تقديم عروضها يومي الخميس والجمعة نظرًا للإقبال الذي شهدته خلال تقديم عروضها على مدار أسبوع العيد، من بطولة الفنانين: علي الغرير، أمير دسمال، أبرار سبت، محمد السياري، عبدالله التميمي، أسرار، خالد يوسف، موري، وكلمات الأغاني والألحان لخليفة جمعان والديكور لأحمد العقلان، وإدارة خشبة هبة الشناوي، ومساعد مخرج خليفة جبر، ومدير إنتاج إبراهيم باخضر، وبمشاركة إحدى الفرق الاستعراضية، والعمل من تأليف أحمد الشيبة، وإخراج فالح فايز، ومن إنتاج شركة السعيد للإنتاج الفني.

 

 

 

صراع أزلي

 

تدور أحداث المسرحية حول قصة علاء الدين الذي يبحث عن دواء لوالدته قيل له عنه إنه مدفون في عرين الأسد ملك الغابة، وخلال رحلته برفقة جحا وست الحسن يتعرّض للعديد من الصعاب التي يسعى أبطال المسرحية لتخطيها معًا من خلال تعاملهم مع حيوانات الغابة وتغلبهم على مجموعة من الأشرار باستخدام العقل، ويعتمد العمل على الصراع الأزلي بين الخير والشر في إطار درامي من خلال المغامرات والمفاجآت التي تتخلل المسرحية ويتجسّد هذا الصراع في المدينة التي يعيش فيها جميع أبطال الحكايات، في محاولة للتأكيد على أن قوة الإنسان الحقيقية تكمن في استخدام العقل الذي وهبه الله للتغلب على الكثير من الصعاب وأن الشجاعة والقوة لا تكفي بدون استخدام العقل كما تهدف المسرحية إلى قيم أخرى مثل بر الوالدين ومساعدة الضعفاء، وأن الإنسان عليه السعي إلى هدفه وأن لا يتعلق بالأماني دون عمل ومثابرة للوصول إلى ما يريد.

 

 

 

مفاهيم أخلاقية

 

وعلى الرغم من أن أحداث المسرحية تدور حول أبطال معروفين سلفًا إلا أن حكاية النص المسرحي تتخذ مسلكًا مغايرًا للحكايات الأصلية، حيث تحمل نكهة مختلفة بما تتضمنه من مفاهيم أخلاقية وتربوية، عمد خلالها مؤلف المسرحية إلى جعل جحا وعلاء الدين وست الحسن يعيشون عالمًا آخر من الفضائل من خلال تعاملهم مع حيوانات الغابة، واكتشافهم لمعاني الخير والشر والتسامح والحب، بمساندة الحيوانات التي تظل تتابع الأحداث، وتعكس ردود أفعالها دفع الطفل للتفكر والتعلم للكثير من المفاهيم الأخلاقية الجميلة، ومن خلال الدخول إلى عوالم الحكايات المعروفة سلفًا لدى الأطفال تم استعراض العديد من الأمكنة التي يعرفها الأطفال جيدًا من الحكايات الكلاسيكية مثل مغارة علي بابا والغابة التي تعيش فيها الحيوانات تحت قانون ينظمة الأسد، ومن هنا تجلى الديكور في تحقيق رؤية المخرج، كونه انتقل لمعالم تعلق بها الطفل سلفًا، واكتملت وظيفته عندما حقق ما أراده المخرج من إبهار جذب إليه الأطفال بألوانه وحركاته السلسة التي جعلت المناظر تتغير بديناميكية عالية، كما اعتمد العمل على الأقنعة التي أعطت بعض الشخصيات أشكالاً جذابه بالنسبة إلى الأطفال ما هيأهم على تقبل النصائح المطروحة من شخصيات المسرحية الذين يعرفوهم جيدًا قبل بدء العرض، وبطريقة غير مباشرة، حيث تم تقديم شخصيات نمطية للحيوانات مثل أرنوبة والثعلب المكار والأسد ملك الغابة والقرد وهي الشخصيات التي ترافق فريق العمل في طريقهم لتأصيل القيم الإيجابية.

 

 

 

منظور الرؤية

 

ولعل أهم ما عاب المسرحية هو عدم مراعاة أن العمل يتم تقديمه على خشبة مسرح نصف دائرية حيث يحيط بها الجمهور من عدة جهات وقد شكّل هذا العيب إشكالية في منظور الرؤية، كما لم يتم التعامل على النحو الصحيح مع الجمهور الذي اصطف يمينًا ويسارًا مبتعدًا عن المنظور المستقيم، خاصة أن المسرحية اعتمدت على كسر الحائط الرابع ومخاطبة الجمهور في أكثر من موضع من أحداثها، ومن هنا كان هناك تجاهل لبعض مواضع المسرح، حيث لم يتم إدخال الجمهور إلى الأحداث فضلاً عن تدني مستوى الرؤية وعدم حركة الممثلين والنظر في أكثر من اتجاه بما يتناسب مع طبيعة المسرح.

 

 

 

إبهار الطفل

 

أما عند النظر على مستوى الإبهار الذي يحتاج إليه مسرح الطفل فقد اعتمد مخرج العمل بشكل كبير على طرح منهج يعتمد على عدة وسائل جاذبة للطفل من بينها الاستعراضات التي اعتمدت على الرشاقة والإتيان بحركات تحاكي الطبيعة بحيواناتها وطيورها وجمالها وتجعل الأطفال تدقق النظر في شخصيات تعلقوا بها قبل المسرحية من صلب الواقع والطبيعة، إضافة إلى بعض الأغاني الموظفة توظيفًا دراميًا، والتي ساعدت على تطور الحدث وتقدّمه للأمام فأتت مكملة للنص الأصلي وهو الأمر الذي جذب إليه الأطفال، وعمل على مساعدتهم على أن تصل إليهم فكرة العرض.

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى