عرفان نظام الدين يرثي «الربيع العربي»

الجسرة الثقافية الالكترونية

المصدر: الحياة

كتاب جديد للكاتب والصحافي عرفان نظام الدين يتطرق فيه إلى الثورات التي شهدتها بلدان عربية عدة عنوانه «ربيـع الدم والأمل» (دار الساقي).

نظام الدين الذي أمضى في أروقة مهنة المتاعب وكواليسها أكثر من خمسين سنة، يغوص في سجالات الربيع العربي، بمدّها وجزرها، ملقياً الضوء على أبعاد هذا الربيع وخفاياه وأسبابه وجذور انطلاقته وتشابك المصالح والتدخلات الإقليمية والدولية المتورطة في أوحال الحوادث المؤلمة التي عصفت ببعض الدول العربية منذ مطلع العام 2011 ومازالت تداعياتها مستمرة حتى اليوم.

يقول نظــام الدين في مقدمة كتابه إنه «عندما انــطلقت الحركات الاحتجاجية العربية ضد الأنظمة الحاكمة، وما تبعها من ثورات وتظاهرات واعتصامات في الميادين والساحات، وأطلق عليها اسم «الربيع العربي» تفاءلنا خيراً، ظناً منا أننا سنشهد بشائر خير وعطاء وأمل تشبه عطايا ربيع الطبيعة في فصلها الواعد والأجمل والأفضل. لكنّ أحمر الورد الجوري تحوّل دماً، وأريج الأزهار العطرة طغت عليه رائحة البارود الكريهة».

ويرى الكاتب أن الجانب المظلم الأكثر خطراً يتمثل في الترويج لمؤامرة التقسيم، فيما يتجه العالم كله نحو الاتحاد والتكامل والتعاون.

والجانب الأخطر الآخر هو تشويه صورة الربيع العربي بممارسات التنظيمات الإرهابية بعد ظهور تنظيم ما يسمّى «الدولة الإسلامية» (داعش)، ما أثار علامات استـــفهام كثيـــرة حول هويته الحقيـــقية وأهدافه وأسرار بروزه بهذه السرعة ليعلن دولة الخلافة برئاسة أبو بكر البغدادي، ثم في حصوله على مقومات وإمكانات هــــائلة من مال ونفط وأسلحة حديثة وانضمام آلاف الـــشباب السوريين والعراقيين والعرب إلى صفوفه، وبينهم آلاف من الشباب والشابات الأجانب من دول إسلامية وغربية، ما استدعى إعلان حرب كونية ضد التنظيم شاركت فيها أكثر من 40 دولة غربية وعربية.

ويشير المؤلف إلى أن «ما من أحد من الغرب والشرق يريد أن يتعلم من الدروس والتجارب ويسعى إلى عدم تكرار الأخطاء التي أدت إلى وقوع مآسٍ ودمار وحروب عندما انقلب السحر على الساحر».

ويضيف في مقدمة كتابه الذي يقع في 208 صفحات من القطع الوسط: «أحاول في هذا الكتاب أن أسهب في شرح الكثير من الأمور المهمة بعد ربط حوادثها في حلقات سلسلة واحدة، تتدرّج وفق أوقات حدوثها وتشابه إيقاعاتها ودوافع أصحابها وبصمات لاعبيها الأساسيين، والتساؤل عن مايسترو واحد أو متعدد العصي والأصابع»!

يستند نظام الدين في تحليلاته إلى خبرة أكثر من نصف قرن من العمل الصحافي والانغماس في شؤون السياسة العربية والدولية، محاوراً أبرز الملوك والرؤساء والقادة والزعماء العرب والأجانب، فضلاً عن تواصله الدائم مع صانعي القرار.

وهو بدأ حياته الصحافية في صحيفة «الحياة» في زمن مؤسسها كامل مروّة، ليصبح رئيس تحريرها بعد اغتيال الأخير.

وشارك في تأسيــس صحــيفة «الشرق الأوسط» في لندن التي ترأس تحريرها في مطلع الثمانينات من القرن العشرين.

وكان من أوائل المسؤولين في تأسيس «مركز تلفزيون الشرق الأوسط» (أم بي سي) في لندن حيث عمل مستشاراً عاماً وأجرى مقابلات مع معظم الملوك والرؤساء العرب والأجانب في برنامجه «حوار المواجهة».

وصدرت له عن «دار الساقي» مؤلفات عدة، أبرزها «حرب الخليج» و«جذور المحنة العربية» و«ذكريات أسرار 40 عاماً في الإعلام والسياسة» و«آخر كلمات نزار» و«خلجات الحب « و«القدس، إيمان وجهاد»… وغيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى