فرنسوا تروفو يعود إلى السينماتيك بحّاراً فتياً في الحادية والعشرين

الجسرة الثقافية االالكترونية
*هوفيك حبسيان
المصدر / النهار
الاحتفاء بفرنسوا تروفو يبدأ من المترو الباريسي. هذا المكان في جبّ الأرض حيث تنتشر ملصقات ضخمة لرمز السينيفيلية المقدّس. أكثر من محطة مترو تنبّه إلى بدء موسم الحج الى 51 شارع بيرسي، حيث السينماتيك الفرنسية. أربعة أسطر على كلّ ملصق لا أكثر، تمّهد للحدث الذي بدأ في مطلع تشرين الأول بمناسبة الذكرى الثلاثين لرحيل تروفو: معرض “تروفالديّ” لم يسبق أن أقيم مثله في العالم. صور ومستندات ومقاطع أفلام وأوراق حميمة جمعتها السينماتيك من عائلة المخرج الراحل ومن خزانتها الخاصة. على الملصقات الموزّعة في أرجاء المدينة، صورة لتروفو بالأبيض والأسود يؤطر فيها وجهه بتلك اليدين المسؤولتين عن إتمام روائع السينما الفرنسية، في الجزء الثاني من القرن العشرين.
في السينماتيك، بهجة الاحتفاء بتروفو تمتدّ الى الكافيتيريا. “الحياة الماجنة”، لم يعد إسم أول فيلم أنجزه تروفو، بل صار عنواناً دائماً للمطعم الذي يقدّم وجبات ساخنة وباردة ستة أيام في الاسبوع، من الساعة 11 قبل الظهر حتى العاشرة ليلاً. هذا المطعم ممرٌّ، يكاد يكون إجبارياً لرواد السينما. وهو يضمن التواصل السينيفيلي في المؤسسة العريقة التي وضع حجر أساسها هنري لانغلوا. هنا، تجتمع خيرة عشّاق السينما، قبل أن تلتحق بالعروض. يضج المكان بأصوات الرواد العالية، بصخبهم الودود ونقاشاتهم التي تتزامن مع فيلم شاهدوه قبل أيام وفيلم لم يشاهدوه بعد. دائماً، بكأس من النبيذ في اليد. نادراً، بكوب من القهوة أو الشاي.
على باب المعرض الواقع في الطبقة الخامسة من السينماتيك ذات الهندسة العصرية، تقف موظفة تراقب الضجر وتقطع البطاقات. انها الساعة الخامسة قبيل المساء. المكان غير مزدحم، يدخله زائر أو اثنان كلّ خمس أو عشر دقائق. التقيتُ كندية هرعت الى المعرض ما إن وضعت أغراضها في الفندق. 11 أورو كافية للزج بك في قمقم سينمائي، وقد تحتاج الى ساعات عدة لانتشال كل معانيه. المعروضات تستفز الحواس: العين أولاً، الأذن ثانياً، اللمس ثالثاً. لحن جورج دولورو الذي وضعه لـ”الليل الأميركي” يصدح عالياً في الفضاء، ويتضارب احياناً مع الشريط الصوتي الخاص بفيلم تروفو القصير الأول، “ليه ميستون” (الثاني اذا أخذنا في الاعتبار فيلمه “زيارة” الذي نكره) مع جيرار بلان وبرناديت لافون.
أول ما يلفت المتورط بهذا الفردوس، جملة تروفو المعلقة على الجدار: “أصنع الأفلام كي أحقق أحلام المراهقة وكي أمتّع نفسي، واذا امكن ان أتسبب بالمتعة للآخرين”. كلّ شيء في سيرة تروفو (1932 – 1984) يردّنا الى طفولته فمراهقته، الى سنوات الاضطراب والبحث عن حضن وجده في المشاهدة الأكولة النهمة. من عراء الخارج الى دفء الصالات وما تفرزه من احلام، خطوة عرف تروفو كيف يقفزها.
كم جميل ذلك الباب المشقوق، الذي نرى من خلاله محفظة تروفو المدرسية تنام على الأرض. رئيس السينماتيك سيرج توبيانا أراد أن تبدأ “الرحلة” هذه، الموزّعة على محاور، من شغف تروفو بالسينما، الذي عاشه في الصمت ومارسه بالسرّ، بعيداً من انظار المجتمع. فتروفو، كما روى مراراً، عاش طفولة صعبة وقاسية، اذ كان طفلاً غير مرغوب به، فتمسك بالشاشة كملاذ. الأفلام المئتان الأولى شاهدها في حياته إما هرباً من المدرسة برفقة صديقه روبير لاشنه، وإما هرباً من المنزل ليلاً بعد خروج والديه منه. فتروفو في نظر الكثيرين، لا يمثل السينيفيلية المريحة، بل السينيفيلية المعذبة التي تقتضي الاختباء والهرب والدخول الى الصالة من مخرج الحريق.
الجزء الأول من الأوديسة التي يحملنا اليها المعرض، هو عن طفولة تروفو: صورة له في الخامسة، اخرى له مع أمّه بلباس البحر وهو يخطو خطواته الاولى نحو الحياة. الشاطئ الذي يمشيان عليه يذكّر بالمشهد الأخير، الاسطوري، في “الحياة الماجنة”. في الواجهة، 3 كتب لبالزاك الذي صاغ ذائقته الأدبية في اولى سنوات الوعي. حبّه للكتب كان معروفاً، وقد شكّل مادة أساسية في رائعته “فاهرنهايت 451” الذي مُني بفشل جماهيري لدى عرضه. بالزاك كان المعبود، القراءة كانت مدخل تروفو الى الكتابة عن الأفلام لاحقاً. داخل الحيز المخصص لطفولته، نرى دفتراً مفتوحاً على دفتيه. رسم تروفو بقلم حبريّ على صفحتين مقابلتين، امرأة تشبه إحدى مغريات هوليوود، على الأرجح غيلدا. على مقربة منها، أجندة صغيرة كان يدون فيها عناوين الأفلام التي يشاهدها مع صديقه روبير لاشنه. الأخطاء متوافرة في المدوّنة الصبيانية: كلمة “البؤساء” مكتوبة بشكل خاطئ مثلاً، بلا حرف s الأخير.
انها بداية الأربعينات، أوروبا كلها نارٌ ورصاص. الأفلام الأميركية مستبعدة من فرنسا (لن يشاهد الباريسيون أفلام فورد ووايلر وويلز ولا روسيلليني أو أفلام رونوار التي صوَّرها في أميركا الا بعد جلاء القوات النازية من فرنسا). تروفو وروبير لاشنه يجوبان الصالات المظلمة، ويصنعان ثقافتهما السينمائية في حيّ بيغال. بلا أي مرجعية فكرية وثقافية واجتماعية، ينطلق الشابان في اكتشاف الحياة الموازية. يصنعان نفسيهما بنفسيهما. لا مجلاّت سينمائية في تلك المرحلة سوى “الشاشة الفرنسية”.
لم يكن تروفو طفلاً متوحشاً، على غرار الطفل المتوحش الذي صوَّره في أحد أفلامه. كان منعزلاً، خجولاً، لكن احتكاكه بلاشنه جعله أقل خجلاً. تربيته المتفلتة من أي تعاليم عائلية أو أصول مدرسية، ثمرة انغماسه في الأدب والسينما. فهذه التربية التي تعتمد على الذات، جعلته واحداً من أشهر العصاميين في الثقافة المعاصرة. تدوينات على هامش صفحة كتاب، صور لنجوم مقصوصة من واجهات صالات السينما، ادمان نوادي السينما… تلك هي الأشياء التي صنعت حياة تروفو، عندما صارت السينما له، حياة بديلة، موازية، ثانية، أو ربما… الحياة الوحيدة التي يمكن عيشها.
هذا كله دفع تروفو الى تأسيس “دائرة سينمان” مع لاشنه، وهو في السادسة عشرة. في احدى صالات الحيّ اللاتيني، كانا يعرضان أفلاماً غير معروفة من الجمهور العريض. المغامرة كُتب لها الا تعيش كثيراً، فانتهت فصولها المأسوية في مخفر الشرطة يوم فشل تروفو في دفع ما يترتب عليه لمستحقيه. أدخل مركز تأهيل الأحداث وعاش ظروف السجن بسبب هربه من الخدمة العسكرية (ظلّ تروفو طوال عمره مناهضاً للعسكر ومناصراً للجزائر). ثم وقع تروفو في يدٍ أمينة، أندره بازان، الذي اشتغل عليه ليصبح الناقد الذي نعرفه. في السينماتيك، التي يعود اليها اليوم، تعرّف الى غودار، ريفيت، رومير، شابرول. جان كوكتو وجان جينيه لم يقصّرا في مدّ العون اليه. انهما، بعد بازان، الشخصان الأكثر قرباً الى تروفو. عن تروفو الناقد يقول تروفو السينمائي: “هل كنت ناقداً جيداً؟ لا اعرف. لكنني على يقين أنني كنتُ دائماً مع الذين يتعرضون للصفير ضد الذين يصفّرون. لذتي السينمائية غالباً تبدأ حيث تنتهي لذة زملائي”. بين 1953 و1958، كتب تروفو مئات المقالات النقدية، وحاور عشرات المخرجين من الذين كان يرمي أعمالهم بالمدائح. هذا كله بدعم من اندره بازان الذي شجعه على الكتابة مذ كان في السابعة عشرة. من السينمائيين العزيزين عليه: بروسون، لانغ، أوفولس، غيتري، وطبعاً هيتشكوك الذي خصص له كتاباً حوارياً، “هيتشبوك”، صدر عام 1966 وظلّ الى اليوم الأشهر في تاريخ الكتب السينمائية، علماً ان المقابلة الأولى التي أجراها مع معلم التشويق كانت عام 1955. أما “أعداؤه”، فكانوا كلود أوتان لارا وايف أليغريه وجان دولانوا، أيّ كل جماعة “النوعية الفرنسية”. حملاته ضدهم أثمرت مقالاً عنيفاً، أشبه بـ”مانيفستو” لحركة “الموجة الجديدة”، نشره تروفو في كانون الأول 1954، في “دفاتر السينما”، وهو في الثانية والعشرين. المقال، “اتجاه معين في السينما الفرنسية”، يبدو متحاملاً بمنطق اليوم (خصوصاً على كاتبَي السيناريو بيار بوست وجان أورانش) مبرَّراً بمنطق الأمس. يمكن المرء أن يراقب ساعات طويلة مخطوطات كـ”اتجاه معين في السينما الفرنسية”، التي تجاوره اخرى لبازان عن وليم وايلر.
على الحائط عشرات الغلف لـ”دفاتر السينما”، أيام كانت تصدر بالأصفر. غلف كأنها تحرس المكان. في موضع آخر، مخطوطة لسيناريو “قرار ايزا” لروسيلليني، لم يؤفلمه المعلم الايطلي يوماً. السيناريو بخط يد تروفو الذي عمل مساعداً له بدءاً من 1956، واشتغل واياه على اقتباس “كارمن”، لكن هو الآخر لم يبصر النور. هنا الدكتيلو الذي استعمله انطوان دوانيل في “الحبّ الهارب” (1979)، وهناك البادج الخاص لتروفو عندما غطى مهرجان كانّ 1957، لحساب مجلة “آر”. عشرات الرسائل الى أصدقاء ومعاونين ومخرجين كبار. كوكتو راسله، جينيه راسله، لانغلوا راسله معتذراً منه كونه لا يملك نسخة من “دم الشاعر” لجان كوكتو كي يمنحه اياه لعرضه. رسالة رقيقة جداً تدمع لها العين. أما جينيه، فيكتب له خلال وجوده في المستشفى العسكري، على الأرجح رداً على رسالة سابقة لتروفو: “جئتك ببعض الروايات البوليسية (مطالعة مستشفيات؟)، وعلبتي “جيتان”. هل وصلك هذا كله؟ الحرس منعني من رؤيتك. قيل لي ان الأمر يحتاج الى اذن خاص من القاضي. ينبغي لك اذاً ان تخبرني في الرسالة: 1 – أعرف طبيباً نفسياً جيداً (معرفة بسيطة) اسمه ليبوفيتس. أعتقد ذلك. انه صديق سارتر. لكن سارتر حالياً في القطب الشمالي. علينا انتظار عودته. ماذا على هذا الطبيب أن يفعل؟ اشرح. 2 – نعم، أعرف محامية. ماذا عليها ان تفعل؟ أكتب لي بالتفاصيل. كوني أعرف (من خلال الحرس) ان رسالتي سيتم فتحها، يزعجني الا أكتب لك بالمزيد من الحميمية. اغفر لي نبرة رسالتي. أشد على يدك وأتمنى لك التوفيق”.
في الجناح الآخر للمعرض، استعراض لحياة السينمائي الذي ذاع صيته عالمياً بدءاً من مطلع الستينات، أي منذ انجازه “الحياة الماجنة”. تجهيز صارم لمكتب تروفو الواقع في الطبقة الخامسة من شركته “ليه فيلم دو كاروسّ”. ألوان دافئة، أغراض قليلة هنا وهناك، ظلّ صناعي على الجدار كما في الأفلام القديمة. كلّ شيء في هذا المكتب يذكّر بالروايات البوليسية ومكتب التحري التقليدي. ترانزيستور متروك، صورة لتروفو مع جان رونوار، الخ. هذا المكتب كان الملجأ الذي يختبئ فيه تروفو للعمل والتفكير واستقبال أعز الناس اليه. كلّ شيء فيه حقيقي. الكنبة التي كان يجلس عليها، الـ”أوسكار” التي نالها عن “الليل الأميركي”، المجسمات العديدة لبرج ايفل التي كان يهوى تجميعها. انها الحديقة السرّية لتروفو.
الفضاء المقابل لمكتب تروفو يعجّ بكلّ ما يرتبط بـ”الحياة الماجنة”. ولكن هناك أيضاً التفاتة لـ”مقطوع النفَس” لغودار الذي كتب له تروفو السيناريو. صور كثيرة بالأبيض والأسود، من تلك التي تمجّد فنّ الفوتوغرافيا؛ مقاطع تتكرر لجان بيار ليو وهو يخضع لعملية كاستينغ؛ رسالة بخط يد الأخير يعبّر فيها عن رغبته في تجسيد دور أنطوان دوانيل في “الحياة الماجنة”. كان تروفو نشر اعلاناً في “فرانس سوار”، بحثاً عن ممثل لهذا الدور. في البداية، كان يريده فيلماً قصيراً (“هرب انطوان”)، قبل أن يتبلور الى الفيلم الذي نعرفه. لم يقرر تروفو أن يجعل “الحياة الماجنة” فيلماً طويلاً الا بعدما وجد ان المعطيات الاوتوبيوغرافية قوية جداً. في احدى الأوراق، هكذا يصف تروفو شخصية دوانيل: “عمره 12 سنة ونصف السنة، باريسيّ. ورث من أمه حساً نقدياً عالياً جداً. يميل الى السخرية من رفاقه، ومن النواطير. محقّر جداً”.
اختزال زماني ومكاني، وها اننا في مهرجان كانّ بعد عرض “الحياة الماجنة” في أيار 1959. صور كثيرة لتروفو محاطاً بليو وكوكتو، وكلّ الذين آمنوا به سابقاً. بعض الصور سبق أن نُشر والكثير منها متوافر على النتّ. فالحماسة النقدية التي نالها الفيلم، مصحوبة بجائزة الاخراج في كانّ، هي التي وفّرت استقلالية تروفو المادية وجعلته سينمائياً غير مرتبط بأجندات المنتجين. شهدت ولادة تروفو، ولادة نحو من 100 تواق الى الاخراج، لن يصل جميعهم الى مكانة شابرول وغودار وريفيت. بعضهم سيختفي بالسرعة التي ظهر فيها. كان تروفو يعتبر ان المشترَك بين كلّ هؤلاء الاطياف هو الحرية، ويردد: “أفلام المخرجين الشباب تشبه كثيراً أصحابها، لأنهم ينجزونها بحرية مطلقة”.
بقية المعروضات نبشٌ في ذاكرة تروفو من خلال أفلام أنجزها في فرنسا وخارجها. أطنان من الملفّات كان يحتفظ بها في مكتبه، وُضعت في تصرف الجمهور. يكتشف المرء الوجه الآخر لسينمائيّ ذهب لاقتناص العالم، حيناً نراه يضطلع بدور العالم الفرنسي لاكومب في “لقاء الجنس الثالث” لسبيلبرغ، وحيناً يصوّر فيلماً بالانكليزية يصوّره نيكولاس روغ (“فهرنهايت 451”). مراسلاته مع هيلين سكوت، المسؤولة عن الترويج للسينما الفرنسية في أميركا (هي وراء لقائه هيتشكوك) تبيّن أحد وجوهه الأخرى.
كان تروفو يكره السياحة. عندما صوّر “فهرنهايت 451” في لندن، لم يخرج قطّ من غرفته في فندق “هيلتون”. كانت سيارة تقله كلّ يوم الى موقع التصوير. لم يأخذ وجبة طعام واحدة خارج الفندق خلال الأشهر الستة التي استغرقها التصوير. يقول: “عندما عدتُ الى باريس، كان الكلّ يسألني: “اذاً، كيف حال لندن؟”. لم أكن أجرؤ على القول انني أخرج من الـ”هيلتون” بعد ستة أشهر…”.
لا يمكن الحديث عن تروفو من دون التطرق الى أنطوان دوانيل (جان بيار ليو)، أناه الأخرى، تلك الشخصية التي رافقها منذ المراهقة حتى عمر متقدم. دوانيل قرّبه الى الأدب، فكتب من خلاله مرادفاً سينمائياً لـ”التربية العاطفية”. فبعد الطفولة الهامشية، جاء دور النساء اللواتي من خلال شغفهن أدخلن سينما تروفو في استحقاق جديد. ألم يقل يوماً: “السينما هي أن تفعل أشياء جميلة لنساء جميلات”.
هناك أشياء تلمس نور الألفية الثالثة للمرة الاولى. صور لروبير دوانو، ريشار أفيدون، بيار زوكّا. هذا المعرض أوديسة رومنطيقية، يبدو فيها تروفو بحاراً في ملحمة، نراه يكبر أمامنا من ولادته، حتى اللحظة الصاخبة التي تركنا فيها بلا وداع. احد تحديات المعرض كان أن يأتي بجديد عن رجل قيل فيه كلّ شيء تقريباً. أن يحاول تسليط الضوء على المستور في عمله، أو جوانب غير مطروحة للعلن. أرشيفه الشخصي فضّاح، يكشف الكثير. أولاً، يظهر انه كان يحتفظ بكلّ شيء الى حدّ الهوس. حتى بطاقات الدخول الى الأفلام موجودة. يعكس المعرض فردانيته، سرّيته، فيتيشيته، اعتماده على الكلمة، لا بل أناقة الكلمات المستخدمة. تروفو لم يأتِ على غرار آخرين من الصورة أو اللوحة. هو ابن الكلمة المكتوبة وبلاغة القول الذي يصفع. كلمة تخرج كطلقة رصاص، ولا تعود بتاتاً من حيث جاءت. رسائله خير دليل.
21 فيلماً، كان يعتبرها عدد السنوات التي عاشها. ارث كبير في التهام السينما. ببساطة: اسطورة سترافق اجيالاً كثيرة بعد. أيُّ مخرجٍ آخر لا يزال يستقطب كل هذا الاهتمام بعد 30 سنة على رحيله؟