فعاليات العيد تبرز الموروث القطري الأصيل

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

انطلقت أول أمس فعاليات مهرجان عيد الفطر المبارك، والذي تقيمه وزارة الثقافة والفنون والتراث بالقرية التراثية على مدى أربعة أيام، والذي يحفل هذا العام بالعديد من الأنشطة المتنوعة، التي تجمع الترفيه بالثقافة، وانطلاقا من دورها في إحياء التراث الشعبي، وجعله متوهجا في نفوس الأطفال وأسرهم.

 

ويقام المهرجان تحت رعاية سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، حيث حظيت الفعاليات بحضور جماهيري كبير، امتلأت بهم الخيمة المكيفة التي أقامتها الوزارة، وهو الحضور الذي تنوع بين مواطنين ومقيمين من مختلف الجنسيات، أبدوا جميعا سعادتهم بتنوع الأنشطة والفعاليات كونها رسمت البهجة على وجوههم خلال العيد.

 

وامتدت فعاليات المهرجان من الترفيه إلى التثقيف، إذ أقيمت خلاله معارض للحرف اليدوية والأكلات الشعبية، بما يعكس التراث الشعبي القطري الأصيل، وبالشكل الذي يجعله متوهجا في نفوس جميع الحضور، الذين أقبلوا على زيارة المعرض، ومشاهدة الحرف اليدوية، كما يقوم بها أصحابها بشكل مباشر أمام الجمهور.

 

إسعاد الأطفال

وأكد السيد حمد حمدان المهندي، مدير إدارة التراث بالوزارة، في تصريحات صحفية على هامش الفعاليات، أن إقامة الوزارة لهذه الفعاليات ممثلة في إدارة التراث يأتي تماشيا مع حرصها الدائم على إسعاد الأطفال، وإدخال البهجة في نفوسهم خلال عيد الفطر المبارك، “وهذا هو العنصر الذي نركز عليه دائما في الإدارة بأن يكون الأطفال هم هدفنا الأول في هذه الفعاليات”. مؤكدا أن هذا هو التوجه داخل الإدارة يمتد ليشمل جميع المقيمين على أرض قطر لتعريفهم بالتراث الشعبي القطري، وإتاحة المجال للجميع ليقضوا أوقاتا طيبة مع أولادهم في مثل هذه المناسبة الدينية المهمة”.

 

وقال المهندي إننا نسعى من خلال الفعاليات التي تقيمها الوزارة على مدى أربعة أيام بالقرية التراثية إلى الحضور من خلال المسابقات التي شهدتها الفعاليات، علاوة على جوانب تراثية مهمة تقدمها هذه المسابقات للكبار والأطفال، وجرى توزيع جوائز لها، فضلا عن حصيلة معرض الحرف اليدوية، الذي يقدم أيضا جوانب تراثية حية نتيجة لقيام المهنيين بأعمالهم اليدوية أمام الجمهور”.

 

التضامن مع غزة

وتابع: إن “كل هذه الفعاليات جاءت بعد إلغاء جزء كبير من الأنشطة الأخرى، التي كانت تنتوي الوزارة إقامتها، غير أنه تم إلغاؤها تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة، لما يتعرض له من عدوان غاشم، ما يؤكد أن كل ما نقدمه خلال مهرجان العيد هو جزء يسير من أنشطتنا وفعالياتنا المختلفة الموجهة إلى الأطفال وأسرهم”.

 

وحول ما إذا كان هناك تنافس بين الفعاليات التي تقدمها الوزارة ضمن مهرجان العيد وبين الفعاليات الأخرى التي تقيمها جهات ومؤسسات أخرى بالدولة. رد المهندي بأن كل الفعاليات تتكامل مع بعضها البعض. غير أنه رصد أهم ما يميز هذه الفعاليات بأنها تركز على قضية التراث، وجعلها حاضرة دائما في نفوس الجميع، “ولدينا ما يساعدنا على ذلك في القرية التراثية، بالشكل الذي يؤدي إلى تعزيز ما يعرف بالسياحة الثقافية من خلال العديد من الأنشطة التي يشملها مهرجان العيد”.

إمكانيات كبيرة

وبدوره، قال السيد ناصر الجابري، منسق الفعاليات، إنه تم الحرص على توفير كافة الإمكانيات لتظهر فعاليات مهرجان العيد بهذا الشكل الكبير من النجاح والتميز والتألق خلال اليوم الأول للفعاليات، وتتواصل حتى اليوم الرابع لمهرجان العيد، والمقرر له غدا “الخميس. لافتا إلى أن كل هذه الجهود المبذولة لإنجاح المهرجان تأتي حرصا من وزارة الثقافة على إدخال البهجة والسرور على الأطفال وعائلاتهم، وأنه لولا إلغاء بعض العروض الفنية تضامنا مع غزة، لكانت هناك أنشطة وفعاليات أكثر زخما.

 

ووجه الجابري التهنئة بالعيد إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والى جميع الشعب القطري وجميع الأسر التي وفدت إلى القرية التراثية لحضور مهرجان العيد والفعاليات المصاحبة له.

 

وقال إنه تم توفير جميع المشروبات مجانا للزائرين، “الذين يمكنهم زيارة أركان الفعاليات المختلفة، ومنها أركان الأزياء الشعبية والملابس النسائية القطرية، وكذلك ركن القهوة الشعبية، وركن الأكلات الشعبية، وآخر للحرف اليدوية، وجميعها فعاليات تعكس التراث الشعبي القطري، والذي تحرص الوزارة على إبرازه وإحيائه في نفوس الجميع”.

 

ولفت إلى أنه كان يأمل أن تكون فعاليات مهرجان العيد أكثر كثافة من تلك التي تم انطلاقها، “غير أنه نظرا للظروف التي تتعرض لها غزة، فقد تم إلغاء العروض الفنية والتي كانت ستقدمها فرق محلية وخليجية وعربية، وهو ما أدى إلى تقليص الفعاليات إلى أقل من النصف”.

 

ودعا الجابري جميع الأسر إلى زيارة القرية التراثية والاستمتاع بفعاليات مهرجان العيد، لما يشمله من برامج متنوعة، جميعها تصب في صالح الأسر وأطفالهم، لما تحتويه من مسابقات تتوجه للجميع، يحصل بموجبها الفائزون على جوائز قيمة.

 

حضور كبير

ومن جانبهم، أعرب جمهور الحضور عن سعادتهم البالغة بحضورهم لفعاليات العيد في القرية التراثية، مؤكدين أنهم استمتعوا بها كثيرا، سواء كانت مسابقات أو ألعابا للأطفال، أو غيرها من فعاليات مثل أركان الحرف اليدوية والقهوة والأزياء الشعبية.

 

وقال أبو اياد، والذي شارك بإحدى مسابقات الفعاليات، إنه سعيد بالمشاركة في إحدى فعاليات المهرجان، “والذي حرصنا على المشاركة فيه خلال العيد المبارك، لترفيه أولادنا من ناحية، والاستفادة مما تقدمه هذه الفعاليات من معلومات عامة، عبر المسابقات من ناحية أخرى، علاوة على الاطلاع على الجوانب التراثية المختلفة التي قدمها أركان المهرجان مثل الأزياء الشعبية والحرف اليدوية”.

 

وأعربت أم حمزة عن حرصها الدائم على الحضور إلى القرية التراثية للاستمتاع بما تقدمه من أنشطة وفعاليات مختلفة، خاصة في مهرجان العيد، “ليشاهد أطفالنا ما يتم تقديمه من ألعاب فلكلورية، والاستمتاع بالبرامج المختلفة التي قدمها المهرجان”. موجهة الشكر إلى وزارة الثقافة على تقديمها لمثل هذه الفعاليات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى